أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد أحمد عايش - ما بين الحبّ والتعلق














المزيد.....

ما بين الحبّ والتعلق


فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني

(Fouad Ahmed Ayesh)


الحوار المتمدن-العدد: 6537 - 2020 / 4 / 14 - 17:27
المحور: الادب والفن
    


يَصعب في الكثير من الحالات التفريق بين مشاعر الحبّ والتعلق ويبدو هذا الأمر غريبًا حقًا إذ أنّ الحبّ والتعلق شيئان مختلفان تمامًا رغم أننا نشعر غالبًا بأنهما نفس الشيء
لكن رغم ذلك يمكن للحبّ أن يُشابه مشاعر التعلق وهذا أمر طبيعي فكيف بإمكاننا الإعتقاد في محبّة لا يتعلق فيها الحبيبان ببعضهما البعض ، في المقابل مشاعر التعلق الخالص في حدّ ذاتها ليست حُبًا بالمرة
- الحب يدوم والتعلق زائل
أكثر ما يميز مشاعر الحبّ أنّه دائم وفي تزايد مستمرّ فالحب الذي يتناقص ويتحوّل إلى اللاشيء لا يمكن اعتباره حبّا يمكن أن نسميه “تعوّدًا” أو “إرتياحًا” أو “إنسجامًا” أو ببساطة “تَعلُقًا” أو إذا كانت تنتابك مشاعر مضطربة من الشك والتذبذب والصعود والنزول فقد يكون ما تعيشه ليس حبًا بل تعلقًا لا طائل منه
- الحبّ صحّي والتعلق مرضي
كما ذكرنا في النقطة السابقة الحبّ يتطلب قدرًا من التعلق لكن قدرًا صغيرًا فقط لا أكثر وبه تكون العلاقة أكثر صحّية وثراء واكتمالاً فإذا فاق التعلق ذلك القدر اليسير يتحول غاليًا إلى “نقمة” وعامل سلبي يحث العلاقة إلى الإنهيار
- نحن لا نملّ من الحبّ لكن التعلق ينطفئ
من منا يملّ من محبوبه ؟؟؟ لا أحد ، ربما تنتاب العلاقة بعض فترات البرود وهو أمر طبيعي للغاية فنحن لا نطلب الكمال أو المثالية المُطلقة لكننا يمكننا تشبيه التعلّق بالذّروة ، ذروة الغيرة أو ذروة التملّك أو ذروة الشعور بالحرمان والحاجة إلى الشخص ومن المؤكد أن بعد الذروة يأتي الإنحدار أو الإنخفاض وبالتالي الإنطفاء
- الحبّ يعزز العلاقة والتعلق يُضعفها
لو كان للحياة مُحرك فالحبّ وقوده فأينما تواجد الحبّ تواجدت حياة وتوالدت الكثير من المشاعر البناءة وبالتالي المغذّية للعلاقة والمعززة لها ، التعلق عادة ما يكون من طرف واحد فيشكل حِملاً وعِبئًا ثقيلاً على الطرف الآخر الذي لن يجد الطاقة والمقدرة والصبر على الإستمرار في تلك العلاقة بعد
- الحبّ طاقة توازن والتعلق طاقة تدمير
مهما كانت الوحدة مرحلة ثرية بالتجارب والخبرات إلّا أننا نبقى دائمًا نطوق إلى الدّخول في علاقة حبّ جادّة وبناءة مع شخص نشعر معه بالإنسجام والتناغم ، فالحبّ يَخلق أجواء من التوازن والسكينة في ذواتنا وفي حياتنا اليومية ، لكن التعلق لا يعدوا أن يكون هَوسًا يُدمّر الروح المعنوية للشخص المعلّق والمتعلّق به أيضًا فهو عامل شحن للصراعات والأنانية وعادةً ما تكون عواقبه وخيمة
- الحبّ نادر والتعلق متكرر
يمكننا أن نتعلق بأيّ شخص انخرطنا معه في علاقة حديثة ويكون العامل الأول المحفز لهذا التعلق هو "الإنبهار" الذي يزول يومًا بعد يوم ليفتح مجالاً لحالات ممتالية من التعلق والإطفاء ، الأمر أشبه بالحلقة المفرغة لكن الحبّ يغرس جذوره فينا ويترك علاماته أيضًا في أرواحنا وهذا لن يحدث إلّا مرات تُعدّ على أصابع اليد
- الحبّ تحرر والتعلق سجن
لن تضطر لتكون شخصًا آخر غيرك عندما تُحبّ فالحبّ سيجعل كِلا الطرفين شفافًا ومُنطلقًا سيتقبل شريكك كلّ ما فيك من ميزات وعيوب ولن يراها عيوبًا أبدًا ، ستجد نفسك تتكلم بحرية وتتصرف بحرية وتزلّ بحرية أيضًا لأنك تعلم أنه يحبك كما أنت أما التعلق فيقترن بالشك والحيرة وسوء النية والغيرة المفرطة والأنانية وحب التملك وإنعدام الثقة والإضطرابات النفسية المختلفة ، إذا كنتَ تجد نفسك في هذه الجملة الأخيرة أفلت من السجن قبل فوات الأوان
- الحبّ طاقة أخذ وعطاء والتعلق طاقة أخذ دون عطاء
التوازن الذي يوفره لنا الحبّ يجعل منا كائنات معطاءة نُعطي بالتساوي ونأخذ بالتساوي أيضًا ونشعر بالإمتنان والرضا لما أعطيناه ولما أخذناه أما التعلق فهو يمتص الطاقة ويأخذ منّا الكثير من راحة البال والإستقرار والسلام الداخلي والصفاء الذّهني
وأخيرًا ... يرتبط التعلق بمستوى الوعي للشخص فمن يكون على دراية كافية بطريقة إنجاح العلاقة والتعامل معها لن يسمح لنفسه بتجاوز الحدّ المعقول للتعلق



#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)       Fouad_Ahmed_Ayesh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورونا مفتعل وليس وباء
- الكورونا مُفتعل وليس وباء
- العيون الخضراء
- ما بين الفقر والعطاء
- معًا للقضاء على كورونا
- السيد المسيح
- نحنُ أُمة لا تقرأ رغم أننا أُمة إقرأ
- العمل السياسي
- ظاهرة الإنتحار
- لُغة الصمت
- رابطة بصمة وفاء
- كأس من الخمر
- الأردن ما بين الأمن والأمان
- ماذا بعد فيروس كورونا


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد أحمد عايش - ما بين الحبّ والتعلق