أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - امغار محمد - اعلام مهنة المحاماة















المزيد.....

اعلام مهنة المحاماة


امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)


الحوار المتمدن-العدد: 6537 - 2020 / 4 / 14 - 01:18
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


د محمد امغار


في هده الأيام المباركة أتذكر معكم عالمين من أعلام مهنة المحاماة و هيئة المحامين بالدارالبيضاء، الأستاذ احمد باكو رحمه الله ، بالنظر لما قدمه للهيئة وللمهنة من غزارة في الفكر الحقوقي، والقانوني، والفقهي ،والمهني... الخ ,
ومن بين ماكتب رحمه الله تعريفه لواحد من رواد الفكر الحقوقي بمهنة المحاماة واحد نقباء هيئة المحامين بالدارالبيضاء الاستاذ جون ماتشيفتز رحمه الله ’
وهده الدراسة تعود لسنة 1994 ويمكن من خلالها التعرف على محطتين من تاريخ المحاماة بالمغرب ,محطة بداية الحماية وما ارتبط بها من اشكالية استقلال المحاماة الناشئة بالمغرب أنداك، ومحطة بداية استقلال المغرب واشكالية بناء محاماة وطنية .
والأكيد ان الجيل المهني الجديد في حاجة ماسة للتنقيب ومعرفة أمثال هؤلاء الرموز المهنية والتي ينبغي أن تكون قدوة لكل من اختار ارتداء الجبة السوداء .
ان المحاماة رسالة إنسانية تخلد من مارسها كرسالة إنسانية، والمعروف عرفا ان المرحوم الأستاذ احمد باكو، والمرحوم الأستاذ النقيب جون ماتشيفتز مارسا المحاماة كرسالة انسانية.
والأكيد الذي ينبغي التأكيد عليه هو ان أعراف المهنة وتقاليدها ومبادئها هي ممارسة وسلوك مهني يومي وليس مجرد شعارات تلقى كخطابات رنانة في اللقاءات .
قراءة ممتعة زملائي ، زميلاتي .



جون ماتشيفتز
JEAN MACHWITZ
بقلم الاستاذ احمد باكو رحمه الله

تردد ذكر اسم المحامي الفرنسي [ما تشيفتز] في الحفل الذي نظمته هيئة المحامين بالدارالبيضاء، بمناسبة يوم الاعراف والتقاليد، بتاريخ خامس وعشري نونبر 1994 اكثر من مرة، وهذا المحامي من اقدم نقباء المحامين بالدارالبيضاء، ان لم يكن اقدمهم على الاطلاق.
والسبب في ترديد اسمه، يرجع الى موقف له منذ سبعين سنة ( )، حين استقال من النقابة، احتجاجا على الظهير الصادر انذاك(1924)، من الاقامة العامة، لتنظيم مهنة المحاماة بالمغرب، الذي كان من مقتضياته، اسناد سلطة تاديب المحامين الى المحكمة، فادى ذلك الى القضاء على الاستقلال الضروري للمحاماة.
وقد تضامن معه أعضاء مجلس هيئة المحامين آنذاك، ورحل هو الى فرنسا، حيث نظم حملة للتشهير بهذا القانون، وما فيه من مقتضيات شاذة، ارادت بها سلطات الحماية، ان تطبق احكامها الاستثنائية ببلادنا على المحامين، على الرغم من انهم كانوا في اغلبهم فرنسيين، وانتهت القضية بإذعان ادارة الحماية، فقامت بإجراء التعديل الواجب، الذي نسخ المقتضيات الشاذة التي أثارت الاحتجاج.
ويبدوا ان النقيب ماتشفيتز، كان من الحكماء الموفقين للصواب، في كل المواقف الحرجة، التي تحتاج الى رأي سديد، يسعى الى الحق والإنصاف، فما ان سمعت اسمه يتردد، حتى تداعت الى ذهني ذكرى طيبة وشهادة خير احملها له ويحملها معي كل الزملاء الذين تخرجوا آنذاك، من القسم العربي، بكلية الحقوق، او من إحدى كليات الشرق العربي، واخذ بعضهم يتواردون على مهنة المحاماة.
ان العمل الذي قام به هذا الشخص، وخلده في أذهاننا، لم يزد على انه تواضع معنا، نحن المجازين في الحقوق باللغة العربية، وعاملنا بما يجب لنا وعليه، من الاحترام والمجاملة، حين كنا نتقدم لزيارته، باعتبارنا مرشحين للمهنة، وباعتباره عضوا في المجلس، منفردا بهذه المعاملة عن بقية زملائه، من أعضاء المجلس، من المحامين الفرنسيين، او البعض منهم، كما تقتضي الأمانة ان اقول.
ولأجل إدراك مغزى هذا، لا بد من اروي حكاية من الماضي،؟ ترجع الى بداية الستينات، عندما بدا القسم العربي لكلية الحقوق بالرباط، يخرج دفوعاته الاولى من طلبة كلية الحقوق، وعندما بدا بعضهم يتجه الى المحاماة، اختيارا او اضطرارا (كما وقع لكاتب هذه السطور).!
لقد استقبلنا اعضاء المجلس، لاسيما الفرنسيين منهم، بمعاملة لا تخلو من جفاء ومخاشنة، فما ان يدخل احدنا ليؤدي هذا الواجب التقليدي، ويكتشف السيد العضو ان المرشح الماثل امامه، لا يعرف الفرنسية، ومن خريجي القسم العربي، بكلية الحقوق بالرباط، او من إحدى دول الشرق العربي، حتى ترى عبوسا على المحيا، تقرا فيه استثقالا، و ربما استنكارا، لان تفتح مهنة المحاماة ابوابها في المغرب المستقل، لنوع من المغاربة، لا يعرفون الفرنسية، وكأنه ليس هناك دولة عربية، سبقتنا الى دراسة الحقوق بالعربية، وخرجت محامين يرافعون بالعربية شفويا و كتابيا، وكانه ليس هناك دولة أخرى ، لا احد يعرف لغاتها الرسمية، ورغم ذلك فان لديها كليات تدرس الحقوق بهذه اللغات المجهولة، وتخرج محامين يرافعون بها، مثل البلغارية والسويدية والرومانية، ولا ننسى العبرية المجهولة حتى لدى اهلها!
وقد شاعت هذه المعاملة الخشنة، حتى اصبح لدى كل واحد منا، ما يرويه في شانها، بل ان احد الخريجين، الذين فضلوا الاتجاه الى القضاء، قال ذات يوم، ان تلك الزيارات التقليدية، وتجاربها المرة، كانت مما صرفه عن المحاماة الى القضاء، وحكى زميل اخر تجارب اخرى، تؤكد ان الامر يتعلق بسلوك تواردت عليه ارادات هؤلاء الاعضاء، كما تتوارد الخواطر احيانا، عند اتحاد العوامل والمؤثرات، او كما تتوارد الاعراض عند اتحاد العلة والمرض.!
وليس من الصعب ان نعلل ونعلل هذه الظاهرة الغريبة، ونرجعها الى اسبابها ودوافعها، فبالاستعانة بشيء من علم النفس، نستطيع ان نشخص الداء، ونكتشف «العقدة» ودوفعها. لقد فوجئ هؤلاء باستقلال المغرب ومقتضياته، التي منها ان يصير المغاربة اسيادا في بلادهم، وان تصبح السيادة للغة البلاد وحدها، حسب الاعراف الدولية، التي لا ينازع فيها احد، فاحسوا بما عقدهم، فظهرت منهم، تلك الاعراض السيئة. ان الذي وقع لهم هو انهم لم يهضموا امرا واقعا مشروعا.فاصابهم استقلال المغرب بعقدة نفسية، فكان منهم ما كان، وعلى الرغم من ان الاستقلال ابقى لهم حرفتهم وامتيازاتهم، واحتكاراتهم ايضا، فان العقدة ظلت تستفحل وتشتد، ووصلت الى اقصاها، حين فرض القانون، ان يكون النقيب مغربيا، فازدادوا تعقيدا على تعقيد!
في هذا الجو المتازم الحانق، وبينما كانت حكايات هذه المخاشنة تتردد بيننا، نحن المجازين بالعربية، برز النقيب ماتشفيتز، لينفرد بمعاملة اخرى مخالفة، ويكون استثناء( من الشذوذ الى القاعدة)، يرد الروح والثقة، لكل الذين زاروه وخرجوا من مكتبه، وهم يشعرون بالارتياح، ويلهجون بالثناء عليه، لما لقوه من ادب وملاطفة، ان كانت عادية بوجه عام، فانها خارقة للعادة، بالمقارنة مع ما راوه من غيره!
وبالنسبة لي، فانه يمكنني ان استرجع مشاهد المقابلة، وما دار فيها، لان وقائعها ما زالت بالذاكرة، وكانها من حوادث الامس القريب. دخلت على الرجل، فوجدته يرتدي طاقية مغربية، وكان هذا اول ما فاجأني منه، وفتح الباب لقليل من الانس والارتياح، وعندما بدأنا التحية والكلام، وجدت الرجل، يقبل محاورتي بالعربية، حيث تكلم بمغربية شعبية، يتحدثها بطلاقة نسبية، خالية من الركاكة المعتادة في اللسان الاجنبي، ولم اسمع منه فرنسية، تضطرني الى الاستفسار او الاستفهام. ولم ار في محياه أي عبوس، او اية امارة للاستثقال، ولم اسمع منه استغرابا، من اتقدم للمحاماة، وانا اجهل الفرنسية، كما فعل غيره تلميحا او صراحة!
وباختصار فان كل تلك المكاره، التي رأيناها من غيره وجدنا عكسها وضدها، لدى هذا الشخص، الذي نستطيع ايضا ان نحلل حالته ونشخصها لنعرف الدوافع النفسية، لمعاملته الحسنة، ونأخذ من هذا، ما يؤكد ما نعيناه على زملائه الاخرين!
اننا نستطيع ان نستنتج بسهولة ، ان الرجل استقبل تغير الاحوال بحكمة وتعقل، وبسداد وصلاح، فلم يصبه استقلال المغرب باي تعقيد، او اضطراب، ولذلك فهم واقنتع باستقلال بلادنا، ومقتضياته القانونية، التي لا تقبل الجدال والمنازعة.
وبهذا لم يجد أي شذوذ، في ان يصبح المحامون الفرنسيون اجانب، وان يصبح المغاربة مواطنين، محتكرين لمزايا المواطنة، حسب الاعراف الدستورية، التي تاخذ بها كل دول العالم!
وبذلك لم يجد أي حرج، في ان يكون مرؤوسا لمحام مغربي، يكون هو النقيب عملا بالقانون الجديد، الذي صدر بعد الاستقلال و بمناسبته.
ونفهم من ذلك ايضا، انه لم ير أي نشاز او شذوذ، في ان يدرس المغربي الحقوق باللغة الرسمية للبلاد، وان تكون هناك كلية تعلم القانون بالعربية، وان يكون هناك خريجون، يجهلون الفرنسية، لانها لغة اجنبية، من غير ان يجدوا في ذلك، ما يمنعهم من الالتحاق بمهنة المحاماة، اذا اختاروها ليصيروا زملاء او خلفاء له مستقبلا!
ونفهم منه ايضا، انه كان من التعقل والحكمة والسداد، بحيث اقتنع بان من حق المغربي ان يجهل الفرنسية، من غير ان يحرمه ذلك من حقوقه الضرورية، المتفرعة عن حقه في المواطنة، وجنسيته المغربية وقوميته العربية!
و يجب الا ننسى ان الرجل، حتى قبل ان يجيء الاستقلال عرف قدر البلاد التي استضافته، فتكيف معها، وارتدى بعض لباس اهلها، ولم يرتفع عن ان يتعلم لغتها الشعبية ويتكلم بها، ولم معرة في ان يستعملها معنا، نحن المجازين باللغة العربية ليرفع عنا، ذلك الحرج الذي عايناه مع غيره بسبب«حاجز اللغة».!
لقد ابيت قبل ان اكتب هذا، الا ان استفسر بعض الزملاء، الذين كانوا في مثل طبقتي وحالي، عما راوه من النقيب ما تشفيتز، لاجل ان اطمئن الى ان ذاكرتي، لم تخني فيما املته علي، وان شعوري لم يخدعني فيما احسست به، وما خرجت به، من كون الرجل يستحق حقا هذه الاشاذة والتنويه. وجاءت النتيجة مصدقة لذاكرتي وشعوري حين اكدوا انهم خرجوا من لقاء الشخص بنفس الارتياح، الذي شعرت به، تاكد لي انني امام وقائع ثابتة، وامام شهادة صحيحة، في مستندها ونصابها، استطيع ان اؤديها بثقة واطمئنان!



#امغار_محمد (هاشتاغ)       Amrhar_Mohamed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيئة بين القانون الدولي والقانون الوطني
- الحق في الحصول على المعلومة
- الحراك الاحتجاجي
- أزمة الديمقراطية في مهنة المحاماة
- التدبير السياسي وفصل السلط في ظل المجتمع المغربي التقليدي
- الإطار الدستوري والقانوني لحالة الطوارئ الصحية وإشكالية الآج ...
- المحاماة وتدبير الأزمة اية علاقة ؟
- تنقل وعمل المحامي في زمن الكورونا
- حالة الطوارئ الصحية و الحجر الصحي
- موسم الهجرة إلى المحاماة
- الاستاذ محمد درعام او المحامي الاستثناء في زمن الاستثناء
- الاتجار بالبشر بين الواقع والقانون
- الاعراف والتقاليد بين مؤسسة الدفاع والمؤسسة القضائية.
- تواصل المحامون عبر الفايسبوك ـ نموذج صفحة المحامون بهيئة الد ...
- جمعية هيئات المحامين بالمغرب ومعضلة التكوين
- موقع الحقوق والحريات في ادبيات مؤتمر جمعية هيئات المحامين با ...
- المحاماة وتقديم الملتمسات في مجال التشريع
- تقديم العرائض
- المحاماة مؤسسة من مؤسسات العدالة
- قراءة في مسودة مشروع القانون التنظيمي 15-86 المتعلق بالدفع ب ...


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - امغار محمد - اعلام مهنة المحاماة