أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امغار محمد - الحراك الاحتجاجي















المزيد.....

الحراك الاحتجاجي


امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)


الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 2 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ان مقاربتنا لمفهوم الاحتجاج داخل المجتمعات المعاصرة ،ومنها المجتمع المغربي ينطلق من اعتبار انه في المجتمعات الديمقراطية ،او مجتمعات الانتقال الديمقراطي ، فان نشاط المواطنين لايقتصر فقط على المشاركة السياسية المتمثلة في اختيار المنتخبين بالتصويت ،ونشاطات الحملات الانتخابية المباشرة او الغير المباشرة والنشاط الاجتماعي المدني.
بل غالبا ما يتعدى نشاط المواطن في بعض الأحيان وعن حق ،حدود ممارسة السياسة التقليدية الى مجال المشاركة في المظاهرات، والاحتجاجات ،واشكال اخرى من الحراك السياسي ،المرتبط بالعمل السياسي الغير التقليدي.
وفي هذا الإطار فان الحراك الاحتجاجي يختلف عن ممارسة السياسة التقليدية في عدة نقاط منها:
- الاحتجاج هو بمثابة الية عمل مباشرة لمواجهة النخبة السياسية.
- الاحتجاج يركز على قضايا محددة وأهداف سياسية، او ما يعرف بالملفات المطلبية.
- مكان وزمان الاحتجاج يخضعان لسيطرة الجمهور.
ويرى المدافعون عن حرية ممارسة الاحتجاج ،ان باستطاعة الجماهير المحتجة ان تعزز تأثيرها على صناع السياسة بشكل كبير لتحقيق مطالبها.
ومن المؤكد ان الحراك الاحتجاجي ليس عنصرا جديدا من عناصر السياسة في المجتمعات الإنسانية، وبلغة التاريخ، فان الاحتجاج الفردي او الاحتجاج الجماعي يعتبر آخر الأعمال اليائسة التي يلجأ اليها المواطن ، للتعبير عن مطالبه مدفوعا في الغالب بمشاعر الإحباط والحرمان.
و يتركز الحراك الاحتجاجي في الغالب الأعم بين المتضررين اجتماعيا ،او الجماعات التي أبعدت عن العمل السياسي الرسمي، لذلك كان العمل السياسي الغير التقليدي المتمثل في الاحتجاجات هو متنفس هذه الجماعات المحرومة من ممارسة السياسة، او الاستفادة من منافعها من خلال القنوات التقليدية.
ومن خلال الدراسات والملاحظات المباشرة لتطور أشكال الحراك الاحتجاجي يمكن وضع نموذج عقلاني لشكل ومستوى المشاركة في الاحتجاج بدءا بالحراك الاحتجاجي ،الأقل تطرفا وانتهاءا بالأكثر تطرفا .
المستوى الأول: الانتقال من السياسة التقليدية الى السياسة الغير التقليدية مثال التوقيع على العرائض والمشاركة في المظاهرات المشروعة وهي نشاطات سياسية غير مألوفة .
المستوى الثاني: الانتقال الى ردود الأفعال والعقوبات التأديبية.
المستوى الثالث: النشاطات السياسية الغير المشروعة والتي تخلو من العنف مثال ذلك الإضرابات الغير الرسمية او الاحتلال السلمي للشارع العام.
المستوى الرابع: الحراك الاحتجاجي العنيف .
وهذا ما يوضح أن الحراك الاحتجاجي هو عمل تراكمي متسلسل، ويشارك الافراد الناشطون سياسيا بشكل عام في أشكال الاحتجاج الأقل حدة.
ويظهر الجانب السيئ من السياسة الاحتجاجية عندما يتجاوز المواطنون المستوى الرابع ويقحموا أنفسهم في السلوك العنيف.
وهذا ما يدفعنا الى التساؤل عن أسباب الاحتجاج؟
لقد حاول علماء الاجتماع تنظيم هذه الأسباب والدوافع من اجل توضيح المصادر العامة للنشاط الاحتجاجي وتم اقترح عدد من النظريات العامة لتفسير الدوافع الفردية والجماعية للاحتجاج ومنها،
نظرية الحرمان، والتي تعتبر أن الاحتجاج يستند في الأساس على مشاعر الإحباط والعزلة السياسية، ولقد اعتبر المحللون منذ عصر أرسطو ان عدم الرضا الشخصي والنضال من اجل ظروف أفضل هي الأسباب الأساسية للعنف السياسي ,ذلك ان التسلسل السببي الاساسي في العنف السياسي يبدأ بتنامي الشعور بالاستياء ومن تم تسييس هذا الاستياء، وينتهي بتجسيده في العنف السياسي ضد أهداف وشخصيات سياسية.
إن المضمون الرئيسي لهذا النموذج هو ان عدم الرضا والعزلة السياسية لا بد ان يكونا مؤشرين أساسيين على الاحتجاج.
وتوحي هذه النظرية بصورة غير مباشرة بان النشاط السياسي غير التقليدي لابد ان يكون أكثر انتشارا بين الأفراد العاديين والمجموعات المبعدة من السياسة الرسمية ممن يجدون سببا للشعور بالحرمان وعدم الرضا.
نظرية النموذج المرجعي، في هذه النظرية لا ينظر الى الاحتجاج والعمل الجماعي على انهما ارهاصان انفعاليان لأناس محبطين بل ينظر الى الاحتجاج على انه ملاذ سياسي آخر كالتصويت او نشاط الحملات الانتخابية او النشاط الجماعي قد تلجا اليه جماعة ما في سعيها لنيل اهدافها، ولا يفيد السلوك السياسي غير التقليدي انحرافا متهورا كما يوحي نموذج الحرمان بل ينظر الى الاحتجاج كجزء طبيعي من العملية السياسية حيث تتبارى الجماعات السياسية من اجل الوصول الى السلطة، واذا ما استثنينا التصويت والانتخابات فان الاحتجاج واحد من أشهر أشكال المشاركة السياسية الشعبية.
وتعتبر هذه النظرية فعالة لقياس العلاقة ما بين المشاركة السياسية التقليدية والمشاركة السياسية الغير التقليدية ومدى شعبية كل واحدة منهما.
وباختصار فان الاحتجاج ليس مجرد متنفس لأولئك الذين يشعرون بالعزلة والحرمان وفق نظرية الحرمان بل غالبا ما يثبت العكس، ان عدم الرضا حافز على الاحتجاج الا ان النموذج المرجعي يقدم وصفا أكثر دقة للاحتجاج والمحتجون هم الأفراد الذين يمتلكون القدرة على التنظيم والمشاركة في النشاطات السياسية في كافة الأشكال ومن ضمنها الاحتجاج.
والاحتجاج اليوم لا يعد سلوكا معاديا للديمقراطية بل في الغالب ما هو الا محاولة من المواطنين العاديين للضغط على النظم السياسية لكي تكون أكثر ديمقراطية، وفي اغلب الاحيان يضغط المحتجون على النخبة السياسية لإطلاق العملية السياسية و هذا ما يدفع افراد النخبة لكي يكونوا اكتر فعالية تجاه القضايا المستجدة ولهذا فان عددا محدودا جدا من المواطنين هو من يشارك في الاشكال المتطرفة من العمل السياسي الاحتجاجي العنيف .
ان توسيع المشاركة السياسية لاحتواء أشكال الاحتياج والاستجابة لمطالبه ليس مشكلة بل انه فرصة للديمقراطية يمكنها من الاقتراب من مستوى المثل الديمقراطي.
وباختصار، فان أزمة الديمقراطية هي في الحقيقة نوع من التجديد، لان ديمقراطية صناديق الاقتراع بحاجة الى ملائمة نفسها مع السياسات المعاصرة والدور السياسي الجديد للمواطن، لذلك فان حرص الجميع على مستقبل الديمقراطية يجعلهم يؤمنون ان عليهم ان يجازفوا بمزيد من الديمقراطية، الاقتصادية والاجتماعية والتغيير قد يخيف البعض لأنه يمثل مخاطرة حقيقية، لكن التغيير ضروري، والتحدي بالنسبة للديمقراطية يتجسد في قدرتها على الاستمرار في التطور لضمان الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والتنموية وزيادة قدرة المواطن على التحكم بمصيره.



#امغار_محمد (هاشتاغ)       Amrhar_Mohamed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الديمقراطية في مهنة المحاماة
- التدبير السياسي وفصل السلط في ظل المجتمع المغربي التقليدي
- الإطار الدستوري والقانوني لحالة الطوارئ الصحية وإشكالية الآج ...
- المحاماة وتدبير الأزمة اية علاقة ؟
- تنقل وعمل المحامي في زمن الكورونا
- حالة الطوارئ الصحية و الحجر الصحي
- موسم الهجرة إلى المحاماة
- الاستاذ محمد درعام او المحامي الاستثناء في زمن الاستثناء
- الاتجار بالبشر بين الواقع والقانون
- الاعراف والتقاليد بين مؤسسة الدفاع والمؤسسة القضائية.
- تواصل المحامون عبر الفايسبوك ـ نموذج صفحة المحامون بهيئة الد ...
- جمعية هيئات المحامين بالمغرب ومعضلة التكوين
- موقع الحقوق والحريات في ادبيات مؤتمر جمعية هيئات المحامين با ...
- المحاماة وتقديم الملتمسات في مجال التشريع
- تقديم العرائض
- المحاماة مؤسسة من مؤسسات العدالة
- قراءة في مسودة مشروع القانون التنظيمي 15-86 المتعلق بالدفع ب ...
- التعددية اللغوية بالمغرب والتخبط المقصود
- رسالة مفتوحة
- زيارة المجاملة او المدخل التقليدي للمحاماة


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امغار محمد - الحراك الاحتجاجي