أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد الفتاح - تجليات الكورونا والنظام العالمى














المزيد.....

تجليات الكورونا والنظام العالمى


جمال عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النظامان الامريكى والصينى نظامان رأسماليان على قمة الاقتصاد العالمى ، يعملان على تحقيق مصالحهما فى السيطرة على العالم وتحقيق اقصى ربح ايا كانت قدرة كل منهما فى الهيمنة السياسية والعسكرية على باقى العالم .
برغم الحروب التجارية بين أمريكا والصين الا ان كل منهما لايستطيع ان يستغنى عن الأخر نتيجة تقسيم العمل للنظام الرأسمالى الراهن ، حيث الصين ورشة العالم ، وامريكا مركز المال ومركز الاختراعات والتصاميم الجديدة للسلع فى العالم ، والذى كشفت عنه ازمة كرونا أكثر ، حيث استطاعت الصين ان تنتج احتياجاتها من مستلزمات مواجهة وباء كرونا ، وتساعد أكثر من 80 دولة بهذا الخصوص فى حين امريكا متأخرة كثيرا فى انتاج ما يحتاجه المجتمع الامريكى الآن من مستلزمات لمواجهة كورونا كما تقول الوقائع على الارض . وما معركة ان تقوم شركة هواوى الصينية بانتاج وتركيب شبكة الجيل الخامس داخل الولايات المتحدة ، وقيام ترامب بوقف الصفقة بين الشركات الامريكبة والصينية منذ سنة واستخدامه ذلك فى الحرب التجارية بين امريكا والصين ثم تراجعة بعد شهور عندما قبلت الصين الاختيار بين بعض قيوده على استيراد السلع الصينية أو رفع قيمة الجمارك عليها .
امريكا اكبر سوق للسلع الصينية ، والصين اكبر مركز لاستثمارات الشركات الامريكية ، وأكبر مقرض لامريكا بأكثر من 2 تريليون دولار . فالعلاقة أشبه بالزواج الكاثوليكى بين عدوين ، وبهذا الخصوص يقول بيل جيتس " لقد فاتكم القطار . . شركات كبرى امريكية تنسق مع الصين " .
ومن الوضح للجميع ان امريكا بسبب وباء كرونا تغلق بابها وتقول " امريكا اولا " بعد ان تجاوزت عدد الاصابات لديها 170 الفا واكثر 3200 من الوفيات وتتوقع مراكز البحوث الامريكية ان تصل الوفيات حتى شهر اغسطس القادم 85 الفا ، اى ضعف الصين الآن فى الاصابات تقريبا ونفسها فى الوفيات ، فى حين ان عدد سكان الصين اكبر من 5 اضعاف امريكا . كما لم تستطع امريكا مد يد العون لحلفائها الاوربيين او اى مكان آخر فى العالم على عكس ما استطاعته وفعلته الصين . وهنا يصبح استنتاج جريدة الواشنطون بوست الامريكية صحيحا : " جائحة كرونا قد تسبب تراجعا للزعامة الأمريكية فى العالم . . " ومن المنطقيى ان يكون ذلك لصالح الصين . .
الصين تستطيع ان تتعافى سريعا من ازمة كورونا اقتصاديا لانها سوق كبير فى حد ذاتها ، وهى مصنع العالم ، وتتقدم فى مشروعها العملاق الحزام والطريق ، وتأثير ما تقوم به من مشاريع ضمن هذه الخطة للبلدان الواقعة فى مبادرة الحزام والطريق فى اسيا وافريقيا حتى ايطاليا فى اقصى غرب اوربا ، فى وقت امريكا تبيع خدماتها العسكرية لبلدان النفط وتبيع السلاح للمتحاربين . .
وعندما ننظر للنموذج الصينى فى مواجهة وباء كورونا بالمقارنة بالنموذج الأمريكى والاوربى نرى الفارق الكبير بين استجابة رأسمالية فتية كالصين ورأسماليات شائخة فى امريكا واوربا فى انقاذ حياة الناس بعيدا عن الحديث الممجوج عن الديموقراطيات الامريكية والاوربية والحديث المنافق عن حقوق الانسان الذى صدعونا به كثيرا . فما حدث فى مواجهة الوباء فضح حقيقة تلك الديموقراطيات وانسانيتها وحقيقة الاتحاد الاوربى وجدوى مؤسساته فى الكوارث الانسانية كما قال بذلك الشعبين الايطالى والاسباتى . وأعطى نقاط قوة فى الدعاية الصينية كقوى كبرى صاعدة على حساب الدعاية الامريكية خلال ازمة كرونا كقوى كبرا آفلة . . وهذا لا يعنى بأى حال من الاحوال اننى اقف فى صف الحكم الشمولى الاستبدادى فى الصين الرأسمالية .
والنتيجة ان الحرب على كرونا تظهر ان امريكا والصين يدخلان عصر توازن القوى بالنسبة للنظام العالمى ليتزايد تراجع الدور الامبراطورى الامريكى العالمى ، وستتفكك ألعلاقة بين الاتحاد الاوربى وامريكا اكثر من اى وقت مضى ، وبين الرأسماليات الاوربية وبعضها البعض ، وستظهر تحالفات جديدة لصالح الصين ثم روسيا ، بما يظهر معها صراعات جديدة نتيجة لتباين المصالح فى الاوضاع الجديدة ، وهو ما سيعطى لحركة الشعوب ونضالاتها ضد مستغليها شروطا جديدة من الصراع الطبقى لصالح ثوراتها وتحررها . .



#جمال_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الشعبية السودانية الى اين ؟
- ثورة يناير . . وقضايا الوعى
- احتمالات الحرب على حزب الله ولبنان ؟
- الصراع داخل النظام الامريكى . . مقدمات ونتائج
- الديموقراطية بين الجهل والتضليل
- انفصال كتالونيا ، الحرب على الارهاب ، وازمة الرأسمالية العال ...
- الانتفاضة الثالثة ومعركة القدس الاخيرة
- هزيمة الثورة . . ام هزيمة المنطق الشكلى
- حكم محكمه القضاء الادارى . . جالك الفرج يا سلطة
- القضية الفلسطينية الآن . . الى اين ؟
- الموقف من حزب الله . . والقرار - السعودى - الخليجى بوصمه بال ...
- مشروع برنامج البديل الثورى
- لماذا الهجمة الصهيونية الشرسة الآن ؟
- دولة مدنية .. . ام دولة ديموقراطية شعبية
- احداث فض رابعة , جريمة الاخوان والعسكر , أم مذبحة العسكر ضد ...
- المشهد الراهن : وقائع . . . وتوقعات
- - اعلان مبادئ - الغدر بحصتنا التاريخية بمياة النبل
- الديموقراطية الامريكية بلون الدم . . .
- البديل الثورى
- استقلال القضاء بين الحقيقة والوهم


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد الفتاح - تجليات الكورونا والنظام العالمى