سلطانة التاج

عبد الرحيم الرزقي

الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 1 - 19:19
المحور: الادب والفن
    

-- سلطانة التاج ..
**************




... علمنا أن سلطامة التاج مرت من هنا . كانت قد طافت وحامت بالمكان ..وأخذت كل ما أمكنها من صور .. ويبدو أنها كانت حكيمة وحاسمة في اتجاه قراراتها .
ليس هناك من داع لتبقى في ربوع الشمال .. طالما هي به مستحكمة .. تبسط سلطانها بكل أريحية وتبلغ المراد .. لذلك تستكفي بترك وكلائها هناك وستهب إلينا زافة مابه ننجذب .. فتعترينا الحيرة بألوانها .. ويصبغنا السؤال .
أول ما فعلت وكان ايجابيا أنها خلقت الصمت والهدوء .. فقلت المشاذاة بين الناس .. واندثرت الضوضاء .. ولعلها قلت الجريمة حتى ؟ .. فأصبحنا متيمين بمن يكلمنا ولو عن بعد .ز وتفشى الافتراضي فينا .. وما أسعدني به هاتف تهفو له جوارحي ونوابضي ..أستهلك به بعض الثواني .
أصبح الناس طيبين أكثر من اللازم .. ولم يعد سائق الطاكسي مكشرا .. وكل المآرب تتراتب على أكف الراحة .. لما سألت .ز قالوا : تلك من حسنات السلطانة .
والجار الذي ناصبني العداء المبين لما يقارب السنة مالي أراه تنصل من جبروته الخاوي وجاءني يعتذر متكلفا وكذابا .. حسنة أخرى من حسنات السلطانة .
وسلطات محلية أتابعها بأم عيني منهمكة حتى الآذان غير لاوية على شيء .. عجاب هذا ..
إنها ليست سوى أيام لو تعد تلك الصور لأخبرتك إلى أي حد كنا هوامش .

وأنا الآخر ... ذاك الخواء الخاوي .. المليء بالريح والتعكريط .. نالني من السلطانة نصيب الردع .. والعودة إلى الذات فالتأمل ..
فيماذا تتأمل أيها الجبان الرعديد ؟ .. ما أصلحت أرى سوى أنك أفسدت ..
يداي من النظافة كعروس . وملابسي بلاهوادة أستبدلها .. في كل حين . ومشيتي متأنية محاذرة كمشية عارضة الأزياء .
هذا الحدر . وهذا الوجس الذي انسدل بغثة .. وليس على فحسب ...بل هو موجة تسربلت بين الصفوف وغلغلت ,, تنظر إليها السلطانة بشماتة : - هذا سرك * ..
... أخرج محاذرا .. أهيم في شساعة أرض الله وعداد الأفكار مشتغل دون توقف .. أكر وأفر في البسيطة الخاوية .. تداعب عيوني السماء وطيور أسراب تصوت في الفضاء .
... بعد قليل سأقفل إلى العمارة . سأسبر الطوابق الثلاثة .. درجا .. وسأدلف شقتي على مضض . فرصة أخرى للتعقيم والغسل والطبخ .. وعالم افتراضي ينتظر .


** قصة : عبد الرحيم الرزقي مراكش الحمراء المغرب
29 مارس 2020

** هذا سرك : المقصود منها بالتعبير الدارج المغربي : تستحق . وتكون مرفوقة بشماتة .

#عبد_الرحيم_الرزقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات