أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود كرم - الزرقاويون الحزانى














المزيد.....

الزرقاويون الحزانى


محمود كرم

الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أدري على أي نحو سيتصرف بعض الأخوة العرب الحزانى على مقتل ( الزرقاوي ) ، فالبعض منهم ممن يؤمنون إيماناً لا يتزحزح بنظرية المؤامرة ، كانوا يعتبرون الزرقاوي مجرد أسطورة أمريكية لا وجود لها على أرض الواقع ، والآن هم أمام مأزق حقيقي يتشرنق في البحث عن كيفية تفسير ما حدث لجمهورهم المتيّم عشقاً هو الآخر بنظرية المؤامرة ..

والبعض الآخر من الأخوة العرب التواقون جداً لفشل التجربة الديموقراطية في العراق وينتظرون أن تتحقق نبوآتهم المريضة حينما يحقق لهم الزرقاوي والإرهابيون حلمهم الفاشي بعرقلة العملية السياسية في العراق ، نجدهم الآن يعانون من أزمة نفسية شديدة ، لأن الإرهاب في العراق يواجه بالتصميم العراقي والأمريكي على دحره وهزيمته والقضاء عليه ، والآن ليس أمامهم إلا أن يرفعوا من معنوياتهم ويعتبروا أن مقتل الزرقاوي سيشد من عضد ( المقاومة ) ويجعلهم يستأنفون إرهابهم بعزيمة أكبر انطلاقاً مـن : ( قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ) ..

والبعض الآخر من الأخوة العرب الذين وجدوا أن أفضل طريقة لكي يبقى العراق لسنين طويلة مترنحاً في متاهات الاحتراب الطائفي والحرب الأهلية أن تبقى النار الطائفية التي أججها الزرقاوي ورفاقه مستمرة ، ولكنهم الآن يخسرون واحداً من أفضل مَن كان يحقق لهم هذا الحلم التدميري ، وبمجرد أن تعلن القاعدة عن قائد جديد يحمل راية الجهاد بدلاً من الزرقاوي المقبور ، سيجدد ذلك للعرب الحزانى المقهورين الأمل بدخول العراق معترك الاحتراب الطائفي من جديد ..

والبعض الآخر من الأخوة العرب ، الذين كانوا يراهنون على أن الزرقاوي هو مَن سيحقق لهم حلمهم الرومانسي بهزيمة أمريكا في العراق والثأر منها بعد أن فشل قائدهم المغوار صدام بتحقيق ذلك الحلم لهم ، نجدهم الآن يرددون أن مقتل الزرقاوي سيعجّل بهزيمة أمريكا واندحارها على اعتبار أن للحق صولة وللباطل جولة ..

والبعض الآخر منهم ممن كانوا يحلمون أن الزرقاوي وأتباعه المخلصين له وللقاعدة تقع على كاهلم حلم اقامة الإمارة الإسلامية الفتية التي ستنطلق من أرض بغداد وستمتد إلى أراض أخرى كثيرة ، نجدهم الآن يعيدون حسابات هذا الحلم من جديد ، ولربما يراهنون الآن على أن الامارة الإسلامية ستقوم لا محالة وإن الزرقاوي ليس سوى خطوة في هذا الطريق على خلفية أن مسافة الألف ( إمارة ) إسلامية تبدأ بخطوة ..

أن يتجرع البعض من العرب والمسلمين الحزن والألم مرتين ، فإن ذلك يعتبر أمراً قاسياً عليهم ، فمَن تباكى حزناً على سقوط نظام بغداد نجده اليوم يعتصر ألماً على مقتل الزرقاوي ، ومَن تألم منهم حينما تم اصطياد القائد البطل مختبأ في جحر قذر ، نجده اليوم يتألم أيضاً وبحسرة على رحيل الزرقاوي ..

والبعض الآخر من العرب الحزانى اليوم على رحيل الزرقاوي ، الذين دعوا مراراً وتكراراً عبر خطبهم الجهادية والتثويرية في منابر قناة الجزيرة وغيرها إلى خروج القوات الأمريكية من أرض العراق لأنها تحتل أرضاً عربية إسلامية ، نجدهم اليوم يفشلون في دعوتهم تلك ، لأن العراقيين وجدوا أن لا مفر من التعاون الأمني والعسكري مع حلفائهم قوات التحالف لدحر الإرهاب البعثي والديني في العراق ، وأصبح العراقيون يعرفون جيداً أن مَن يقف خلف دعوات خروج قوات التحالف من العراق أولئك الزرقاويين من العرب والمسلمين لكي يتخبط العراق في أوحال الإمارة الزرقاوية التي لطالما حلموا بها ..

ولا نعرف على وجه التحديد كيف سيفسر الفقهاء الإرهابيون أصحاب فتاوى الموت والدمار المتواجدون في كل مكان من عالمنا المنكوب بأمثالهم مقتل الرزقاوي ، وهل سيستمرون في إصدار الفتاوى التي تحض ( المجاهدين ) على القتال في العراق انتصاراً للإسلام والمسلمين ، أم سيبتلعون ألسنتهم ويخرسون عن اطلاق الفتاوى مجدداً ويتوقفون عن دعم ما يسمى المقاومة العراقية ..

لا أحد من الحزانى على مقتل الزرقاوي يريد أن يفهم أن العراقيين هم أنفسهم الذين كانوا وراء دحر الإرهاب ومقتل الزرقاوي ، لأنهم يريدون أن يبنوا دولتهم الجديدة بعيداً عن أحلام الإرهاربيين الدينيين بإقامة الخلافة الإسلامية وبعيداً عن أحلام الزرقاويين والتكفيريين والبعثيين والقتلة والمجرمين ..

ولا أحد من الحزانى على مقتل الزرقاوي يريد أن يفهم أن عدالة التاريخ كما تحققت في هلاك الطاغية صدام ، فإنها تحققت مرةً أخرى في هلاك الزرقاوي ومجاميع الإرهاب الديني البعثي ..



#محمود_كرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمانيا 2006 وسحر الحبيبات
- التفكير فعلٌ في الخَلق
- الفكر العقلاني والفاعلية التغييرية
- كفرتُ بسحر الشرق
- ما أصعب الكلام
- فلسفة التحايل على الموت
- ظاهرة الثقافة الشفهية
- قراءات
- بعض فنون الحب جنون
- النووي الإيراني .. تتويج لأحلام القوة
- العالم يسير بعكس أحلامي
- جدلية التراث والحداثة
- الاستبداد المشروع
- الأنسنة في الفعل الأخلاقي
- الأنثى ولذة العقاب
- استنطاق الأفكار وآفاق التأمل
- الدنيا في عيونهم
- يموت الزمار وأصابعه تلعب
- كيف أرسمُ وجه حبيبتي
- المجازفة خَلقٌ جميل


المزيد.....




- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود كرم - الزرقاويون الحزانى