أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود كرم - ألمانيا 2006 وسحر الحبيبات















المزيد.....

ألمانيا 2006 وسحر الحبيبات


محمود كرم

الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 08:23
المحور: الادب والفن
    


كوني لستُ صحافياً ولا أدسُّ أنفي بين الناس فمن الطبيعي أني لا أملك إحصائية محددة عن ميول ( الكويتيين ) التشجيعية للمنتخبات الأوروبية والعالمية ، ولكني أسمع ( تناتيف ) كلام من هنا وهناك عن ذلك ، ولا يهمني بطبيعة الحال التأكد من صحتها ..

ما أعرفه أن ( الكويتيين ) يميلون في تشجيعهم وتأييدهم للمنتخبات الأكثر شهرة على الصعيد العالمي كالبرازيل وانجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وهولندا ..

ولكني أعتقد أن شريحة الشباب عندنا يميلون بدرجة كبيرة إلى ( إيطاليا وفرنسا والبرازيل ) ولكنهم سريعوا التقلّب في ميولهم التشجيعية ولا يستقرون على منتخب معين ، وعادةً ما يقعون تحت تأثير البهرجة الإعلامية لنجوم الكرة الأوروبية والعالمية ..

أما الشابات الصبايا الله يحفظهن ، يعشقن المنتخبات التي تضم أكثر اللاعبين الأوروبيين والعالميين وسامة و( كووول ) ، وهناك فئة ربما تكون قليلة من ( الكويتيين ) لا يتعصبون لمنتخب معين ، يهمهم فقط اللعب النظيف والفنيات والكرة الجميلة ومتعة المشاهدة ، فهم مسالمون ومعتدلون وينبذون فكرة التعصب ويقولون أن لاعبي المنتخبات الأوروبية والعالمية إنما هم رسل الفن الكروي وبالتالي يجب أن لا نميل لأي أحدٍ منهم بسبب اللون والجغرافيا ..

صديقي المهذب والمسالم جداً ( بو عبدالله ) من هذه الفئة وإن كان في بعض الأحيان يُبدي تعاطفاً نسبياً للمنتخبات التي يميل إليها بعض أصدقائه ، ولكنه في نهاية الأمر يرى أن المفاضلة بين المنتخبات يجب أن تكون على أساس الجماليات الكروية الفنية والعطاء الفني بعيداً عن التعصبات الإقليمية والقومية وهو من أشد المستنكرين لتصرفات ( الهولغن ) جمهور الكرة الغوغائيين الذين لا هدف لهم سوى التخريب والتدمير والإساءة لكرة القدم ، ويعتقد أن ( الهولغن ) أيضاً يتواجدون بكثرة في عالم السياسة والثقافة ..

الكويتيون يجدون في متابعة بطولة كأس العالم متعة حقيقية وينتظرون قدومها بلهفة العاشق ، تبعدهم عن متابعة عالم السياسة المليء بالأخبار المزعجة والمشاهدات العنيفة ..

ونحمد الله أن ( الفضاء ) ليس تحت سيطرة الأصولية الدينية وإلا كنا قد حُرمنا من مشاهدة مباريات المونديال بحجة عدم الانسياق إلى مهاوي اللهو ، ونحمد الله أن ( فتوى ) دينية أصولية لم تصدر بتحريم متابعة مباريات كأس العالم بحجة عدم مساندة الغرب ( الكافر ) ولو بالتشجيع ، إنما اقتصرت معارضات الأصوليين على عدم السماح ( للمرأة ) بدخول عالم الرياضة بكافة أشكالها ، لأن في ذلك مدعاةً للفتنة والتشبه بالغرب ( المنحل ) ، وأعتقد والله العالم بأن الأصوليين الدينيين سيطالبون ( ألمانيا ) الدولة المضيفة لنهائيات كأس العالم ( 2006 ) بضرورة التزام ( المشجعات ) بالاحتشام وعدم إظهار مفاتنهن على المدرجات ..

بطولة كأس العالم عادةً ما تكون مصدر سعادة للزوجات الكويتيات لأن ( رياييل ) الديرة يصبحون ( خوش ) ناس لأنهم سيقضون في البيت وقتاً أكثر من السابق لمتابعة المباريات ويتوقفون عن ( الهياته ) خارج المنزل ، تارةً بحجة الذهاب إلى ( الشاليه ) مع ( الربع ) وتارةً أخرى بحجة الذهاب إلى ( الديوانية ) والله أعلم بالسرائر ، وأعرف صديقاً تقوم ( زوجته ) بتوفير ( السندويشات ) والمشروبات الباردة له لكي يتابع المباريات في المنزل وسط أجواء مريحة ومنعشة ..

أما الجديد الذي لم يحسب حسابه الكويتيون ، هو أن بطولة المونديال ستتزامن مع الحملات الانتخابية للمرشحين بعد حل مجلس الأمة ، وربما سيقع الناخبون في حيرة ، بين متابعة المباريات وحضور فعاليات المرشحين في مقراتهم الانتخابية ، ولكني أعتقد أن المرشحين الأذكياء سيتعمدون توفير تلفزيونات ضخمة في مقراتهم تنقل المباريات على الهواء مباشرة لاغراء الناخب بالحضور إليهم وأعتقد أن المرشحين الإسلاميين سيمتنعون عن استخدام هذه الوسيلة لجذب الناخب لاعتقادهم أن فعاليات المونديال تحتوي على مشاهد رياضية وتشجيعية تخدش الحياء العام ، أما المرشحات جميلاتنا القادمات بقوة ، فلا أدري على وجه الدقة كيف سيتصرفن حيال هذا الأمر على اعتبار أنهن جديدات في مضمار التكتيك الانتخابي ، ولكني أتصور أنهن سيتعاملن مع الناخب بأسلوب يتسم بالجدية والصرامة والابتعاد عن هذه الألاعيب الانتخابية لاثبات اصرارهن الجدي في خوض مضمار العمل الديموقراطي ..

كأس العالم بطولة عالمية رائعة بكل المقاييس لذلك فهي ترغمنا على متابعتها ، حتى أولئك الذين لا توجد عندهم نزعات كروية مسالمة أو ( عدائية ) ، نجدهم خلال المونديال متابعين جيدين للمباريات ويتابعون البطولة على طريقتهم الخاصة ، وإن كنتُ شخصياً أشجع المنتخب الانجليزي والألماني منذ زمن طويل وما زلتُ عند موقفي رغم الاحباطات الشديدة التي أصابتني بسبب خروجهما من البطولات السابقة صفر اليدين والرجلين ، ولكني للأمانة لستُ مشجعاً شوفينياً متعصباً وأتقبل الهزيمة بكل روح رياضية تسامحية ..

وأقرب بطولة إلى ذاكرتي الكروية اليوم قبل أن نتهيأ لاستقبال عجائب ألمانيا 2006 الكروية وغير الكروية ، هي بطولة كأس الأمم الأوروبية التي استضافتها اليونان في العام 2004 ، وعادةً ما يطلقون على هذه البطولة ، بطولة كأس العالم المصغرة وهي بحق كذلك ، وما زلتُ أتذكر واحدة من مبارياتها المثيرة حيث كان طرفاً فيها فريقي الانجليزي ، وكنتُ يومها وقبل موعد المباراة أمنّي النفسَ بمشاهدة مباراة قوية ممتعة يتألق فيها ( الانجليزيون ) على نظرائهم ( الكرواتيين ) خاصةً وأنه كانت أمام ( الإنجليز ) مهمة غير سهلة وعليهم أن ينتزعوا ( نقطة ) واحدة على الأقل لكي يتأهلوا للدور الثاني من البطولة ، وكان شيئاً غريباً أن صديقي ( بو عبدالله ) لم يتصل بي قبل المباراة ولم يبعث لي بأي ( مسيج ) كعادته معي دائماً بتعليقاته الطريفة قبل أي مباراة يكون أحد طرفيها المنتخب الانجليزي أو الألماني ، وربما حينها فضّل التعليق على المباراة بعد نهايتها تحاشياً للتأثير على معنوياتي التشجيعية للمنتخب الانجليزي ..

وفضلتُ أن أشاهد هذه المباراة في مقهاي المعتاد في أحد الفنادق وسط أجواء هادئة وبعيداً عن تعليقات جمهور المقاهي الاستفزازية ، واصطحبتُ معي ابني ( حمّود ) الذي كان يرفل بعامه الربيعي التاسع ولم يزل إلى الآن ثابتاً على تشجيعه للمنتخب الانجليزي منذ نهائيات كأس العالم 2002 ، فضلاً عن متابعته الدائمة لأخبار لاعبه المفضل ( بيكهام ) ، ولكنه ( مصّخها ) زيادة في تلك الأيام لأنه أخذ يتحدث عن آخر أخبار ( فيكتوريا ) زوجة بيكهام ويقول عنها إنها ( حلوة ) ، ولا أدري ( هالولد ) عيونه زايغة على منو طالع ..

بدأت المباراة بصاعقة ( كرواتية ) لم تكن في الحسبان وخيّم الذهول على محبّي الكرة الإنجليزية بعد الهدف المباغت الذي سجله ( الكرواتيون ) في مرمى انجلترا بعد بداية المباراة بدقائق قليلة ، استحضرتُ في اللحظة تلك المقولة الشهيرة للمعلق الرياضي الرائع يوسف سيف : الفرق الكبيرة لا تستسلم ..

وبالفعل قبل نهاية الشوط الأول من المباراة تقدم ( الإنجليز) بهدفين ساحقين فتحا شهية التهديف عندهم لتنتهي المباراة برباعية انجليزية رائعة ، ساهمَ بشكلٍ كبير في صناعتها اللاعب ( روني ) الفيل الصغير كما أطلقت عليه الصحافة الإنجليزية ويعتبر في نظر أهل لندن أسطورة انجليزية جديدة ، ولكن ما حدث له في مباراته الأخيرة مع ( شلسي ) في الدوري الانجليزي ، أصابنا بالاحباط والاكتئاب والذهول ، حيث تعرض لإصابة شديدة في قدمه قد تبعده عن منافسات كأس العالم ولا يمكن لنا نتخيل الفريق الإنجليزي في منافسات البطولة بدون ( روني ) الفنان والموهوب ، ولكن آخر الأخبار افادت بامكانية مشاركة روني في المونديال وأنه قد تماثل للشفاء ، وأثلج هذا الخبر صدور الانجليز ومحبي الكرة الإنجليزية وصدري أنا بالطبع ..

وعودة لتلك المباراة وبعد انتهائها قلتُ لـ ( حمّود ) لا تفرح كثيراً عليكم الآن تخطّي عقبة ( البرتغال ) في الدور الثاني ، ولا تتوقع إنها ستكون سهلة ..

فقال لي مبتسماً : مو مشكلة ، بفضل مؤازرة ( الحبيبات ) سنفوز ..!!
ولا أعرف من هنّ الحبيبات اللواتي يقصدهن ( حمّود ) وما علاقتهن بالفوز ..!!

لم أرد عليه بل اكتفيتُ بالحديث مع نفسي متمتماً: هالولد خطير ، لازم أعرف شنو إللي يدور في راسه ..!!

وربما علينا أن ننتظر منافسات بطولة ألمانيا 2006 وفي الوقت نفسه منافسات السباق الانتخابي الكويتي ، لنعرف على وجه التحديد كيف ستتدخل ( الحبيبات ) حسب زعم حمود بتغيير نتائج المباريات ونتائج الانتخابات ، وهل لهن تأثير مباشر على اللاعبين والمرشحين ، رغماً عن أنف الأصوليين الدينيين ..



#محمود_كرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير فعلٌ في الخَلق
- الفكر العقلاني والفاعلية التغييرية
- كفرتُ بسحر الشرق
- ما أصعب الكلام
- فلسفة التحايل على الموت
- ظاهرة الثقافة الشفهية
- قراءات
- بعض فنون الحب جنون
- النووي الإيراني .. تتويج لأحلام القوة
- العالم يسير بعكس أحلامي
- جدلية التراث والحداثة
- الاستبداد المشروع
- الأنسنة في الفعل الأخلاقي
- الأنثى ولذة العقاب
- استنطاق الأفكار وآفاق التأمل
- الدنيا في عيونهم
- يموت الزمار وأصابعه تلعب
- كيف أرسمُ وجه حبيبتي
- المجازفة خَلقٌ جميل
- هزيمتان في الغرام


المزيد.....




- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود كرم - ألمانيا 2006 وسحر الحبيبات