الدجاجة المغرمة

عبدالكريم القيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 6517 - 2020 / 3 / 18 - 21:22
المحور: الادب والفن
    

لم أكن أعلم أن الدجاجة تبيض بلا علاقة زوجية بينها وبين الديك .
قال صاحبي وهو مشدوه لما يرويه له بوشتى.
رد عليه : هيا معي إلى البيت وسأشرح لك عملية تكييف فعل التبييض وفق نظرية علم الفهلوة ولقفوزية.
أن تبيض الدجاجة بلا علاقة ؟ هههه . هيا معي.
تلبية للدعوة ولفضول المعرفة؛ رافق سعيد صديقه بوشتى إلى البيت الذي يسكنه؛ وهو عبارة عن غرفة فوق سطح عمارة ؛ تناثرت فوق مائدتها؛ منفضة سجائر؛ جرائد قديمة؛ كتب ومجلات مختلفة؛ وسرير بلحاف وغطاء فقد ألوانه؛ وقناني خضراء فارغة..
وبسطح البيت دجاجة مربوطة بشريط في ركن مظلل تحت سقيفة مصنوعة من الورق المقوى ؛مدعمة بقطع خشب رقيق..
تناولا كأس شاي ترحيبا بالضيف؛ بعدها خرج بوشتى إلى مسرح العمليات؛ سطح البيت ؛ ليشرح لسعيد نظرية التبييض التي استقاها من كتاب : " الواقع المر للبحث عن سد الرمق بالمجان " توجه صوب خم الدجاجة المفبرك بطريقة عشوائية؛ جر الخيط المربوط برجلها؛ وبدأ يلفه نحو يده؛ إلى أن تم تجميع الخيط بالكامل. سأله سعيد : لم الخيط بهذا الطول المديد ؟
رد عليه بوشتى : الحكمة في الطول المديد.
أمسك بالدجاجة من رجلها بيد؛ وبالأخرى الخيط الطويل؛ وطلب من بوشتى أن يرافقه إلى الجهة الأخرى من السطح؛ حيث طالبه بأن يطل إلى الأسفل. فأطل سعيد برأسه إلى الأسفل ؛ حيث السطح الأرضي لبيت بالعمارة .
قال له : ماذا ترى ؟ رد بوشتى : أعتقد دجاجة .
رد عليه بوشتى : ليست دجاجة بل ديك.
قال له سعيد : ما الأمر في ذلك ؟ ما علاقة ما نحن فيه بذاك ؟
رد عليه بوشتى سترى : أمسك بوشتى دجاجته البيوض من رجلها؛ وبدأ ينزلها بكل تؤدة رويدا رويدا عبر الخيط الممتد إلى أن وصلت إلى عريس الغفلة ؛ الديك المحتجز والمحروم من علاقاته الغرامية.. ما إن حلت ضيفة عليه حتى بدأ يصفق بجناحيه ؛ ويحوم حولها بالرغم من اعتقال رجله بخيط أيضا؛ عم التوادد والتقبيل كمقدمات لمباشرة العملية الكبرى التي هيأت الدجاجة نفسها بكل أريحية؛ لأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعها.
ممارسة الحب في الأسفل ؛ وبالأعلى حوار بين بوشتى وسعيد.
سعيد يقول لبوشتى أنت مسخوووووط .
و بوشتى يرد : الى بغيتي تاكل البيض .
بعد الانتهاء من حفل الزواج يرجع سعيد دجاجته/ العروس بمعنويات عالية إلى خمها في انتظار بيض لذيذ للفطور ..

#عبدالكريم_القيشوري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل