أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - حدثٌ لعمركِ رائعٌ أن تهجري














المزيد.....

حدثٌ لعمركِ رائعٌ أن تهجري


عبد الرحمن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


حدثٌ لعمركِ رائعٌ أن تهجري!
لو تعلمين بما أجن من الهوى لعدلتِ أو لظلمت إن لم تعذرِ
لا تحسبي أني هجرتكِ طائعاً حدثٌ لعمركِ رائعٌ أن تهجري
وتأملتُ في القصيدة وفي الأغنية (حيث غنتها السيدة فيروز)، ونزل سكونٌ كثيرٌ على قلبي، يحاول الشاعر ههنا أن يخبر محبوبته بأن المدهش-المخاف ليس دائماً كما يُتَوقع، بل هو في كثيرٍ من الأحيان شيءٌ رائع، إذ أنه يخفي بين ثناياه مشاعر غريبة ومختلفة.
راقبوا معي، أحبتي، لقد أنار الشاعر الطريق لنا بهدوء كلماته، حتى لبدت كما لو أنها طريقاً نمشيه بهدوء كثير، بصمتٍ، "لو تعلمين بما أجنُّ من الهوى"، فتعبير "أجنُّ"، مأخوذ من المعنى الشهير "جن الليل" أي إسود وزاد لونه وحلك، أي أن الحب زاد وحلك في قلبي، حتى بات لوني الدائم، وربط الفكرة بعدم العلم، أي أنك لا تعرفين كيف صار لوني من جرّاء حبكِ، وهو أمر له علاقة تأثرية بنظرية الألوان النفسية، حيث إن لكل حالةٍ نفسية لونٌ خاصٌ بها، فيقال في الإنكليزية مثلاً تعبير "Blue" أي بمعنى "مكتئب" أو أنا أشعر بأنني "yellowish" أي أنني "مصفر الوجه" وهو موجود في العربية كذلك، وبالتأكيد هناك تشابهات في كثير من لغات العالم، فشاعرنا، جن الهوى في قلبه، وكمد عليه الحب وظلم المحبوبة في آنٍ واحد، وهو إذ يستعطفها، يبقى محتفظاً بكبرياءه وكرامته عالية، حينما ينطق بحكمه المنطقي، فيقول: "بعد معرفتك لحالي، إما أن تنظري بعدلٍ إلى الأمر وتعذريني لما أمر به، أو لتظلميني لأن العذر من شيم الأبرار!
هذا بالنسبة إلى البيت الشعري الأول، أما البيت الثاني، وهو الحدث الذي جعلني ألتفت للقصيدة بدايةً، فهو يقول الحكمة المدهشة التي تشدنا رغماً عنا، "حدثٌ لعمرك رائعٌ أن تهجري" فهو يقسم بعمرها بأن الهجران، الذي هو بالمعتاد أمر مخيف مؤلم، ليس كذلك، وهو إذ يعلم صعوبة لقياهما، ينظر إليها وكله ألم، محاولاً التخفيف من غلواء ما يحصل أو سيحصل بقوله هناك نصفٌ ممتلئٌ من الكوب(بحسب النظرية الشهيرة)، يمكنكِ أن تريه، فهذا الهجران/البعاد، ليس أمراً قاتلاً، إذ إن هناك حكمةً خلفه، وأمرٌ قد يكون تجربةً فيها شيءٌ من روعة، فقد نمتزج ونبقى معاً ثم يحصل شيءٌ ما فنكره بعضنا، ونكره الحب، ولكن إذا حل هجراننا سنحتفظ بتلك الذكرى الجميلة عن هذا الحب، سنتألم قليلاً، أو كثيراً بدايةً، لكن في النهاية فإن الحب سيبقى نفسه، لا يشيخ ولا يذبل، بل سيبدو وإلى الأبد "حدثٌ رائعٌ".
باختصار كان هذا الشاعر، (الذي لم أعرف اسمه لغاية الآن)، يرسم الأبعاد النفسية الكاملة المختفية داخل علاقة حب معقدة، بطريقةٍ تليق بأساطنة علم النفس الحديث، إنه يعاقر الحب ويعاقرها هي بشيءٍ كثيرٍ من الأناة، كما لو أنها قابلة للكسر (Fragile) لكنه وبنفس الوقت لا ينسى أبداً أن يرسم العلاقة كما هي دون أي رتوش وبأكثر ما يستطيع بساطةً، ومن يقرأ الأبيات من جديد، يمكنه أن يلاحظ، فإقرأوه أحبتي، إقرأوه.



#عبد_الرحمن_جاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير الملح
- حينما يلتقي العسكر بالماء
- أجل، نحن لا نستسيغ النقد
- منغانا الحاج في ديوانها -عمر الماء-:: تجربةٌ تستحق أن تقرأ
- فلسفة الأمر البسيط
- نرى ما نريد!
- القسر لا يدوم - 2-
- في بلادنا...
- عارياً
- القسر لا يدوم! -1-
- رقص
- أنا وسحر وسحر
- الإرادة الأخيرة: نيتشه ونحن!
- حدثتني نهلة
- لنا عد الرحمن في عملها الجديد: -الموتى لا يكذبون-، عالم جديد ...
- كم يحتاج واحدنا إلى -غالا-
- لا تخاف أحداً؟ معذرةً؛ أنت كاذب
- لا تنزعج فأنت لا قيمة لك!
- حوار مع الفنانة العراقية سحر طه
- كم أتمنى أن أموت


المزيد.....




- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - حدثٌ لعمركِ رائعٌ أن تهجري