أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - مواسم اللحوم والامتحانات














المزيد.....

مواسم اللحوم والامتحانات


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 09:49
المحور: الصحافة والاعلام
    


برغم هجوم أمراض أنفلونزا الطيور والحمى القلاعية وارتفاع الأسعار، أمراض تصيب وتقتل وتعدى البشر، إلا أن دخول مواسم الامتحانات فى مصر ترفع قدرات بعضهم فى التعايش مع هذه الأمراض، يصرون فى مواسم الامتحانات على تناول لحوم البط والحمام والدجاج والأبقار والجاموس والأغنام والجمال، ليس مهما أن يكون طازجا أو مبردا المهم أن يكون محشيا محمرا ولا مانع من حبس الطعام فى قرار المعدة بكئوس من شاى ثقيل وعناب وكركديه، هذا البعض الجميل هم كثير من أهل الامتحانات فى مصر0
فى مثل هذا الوقت كل عام، يباغت الطلبة وأولياء الأمور والوزارات المعنية وقائع الامتحانات، الثانوية العامة خصوصا، هذه المباغتة تعودنا عليها ذلك بأن مشاكل الامتحانات فى الأعوام السابقة تبقى دون حلول لنواجهها كل عام، وكأن الأمر أصبح اعتيادا من الجميع على الأسى، نشغل أنفسنا بالمشاكل فى مواسم الكلام وآهات الحسرة، نتركها دون حلول وننشر وقائعها فى المقاهى والجلسات الخاصة وعلى صفحات الجرائد.
أبرز مشاكل التطور العلمى والثقافى فى بلادنا، انتشار لجان الغش الجماعى فى كثير من المناطق النائية والبعيدة عن يد الرقابة الحكومية والشعبية.
هنا دون أن أتعرض بالقول لوقائع غش جماعى فى أكثر من منطقة، وتتعرض أقوالى لردود محفوظة ومعدة مسبقا يصرح بها بعض المسئولين، بأن كل الأمور تمام التمام، وما يكتب فى الصحف عن الفساد مجرد حالات استثنائية لا يعول عليها، وبان الفساد أمر وارد فى كل دول العالم، والقصور فى امتحاناتنا أمر ضعيف لا يذكر وتتم مواجهته بكل همة ونشاط فى الضبط والربط، بدون كل تلك الردود الجاهزة، هيا بنا أيها القارئ الكريم نقترب مما يدور فى الأماكن النائية، فى القرى البعيدة والمدن الصغيرة، وخصوصا ما يجرى فى الواحات.
وفى الواحات يكثر حديث أهلها عن صلاحية مناطقهم لأن يأتى إليها أثرياء وكبار موظفين يدفعون بميراثهم من الأموال والسلطة ويرسلوا أولادهم الضعاف علميا إلى مدارس الواحات كى يحصلوا على درجات مرتفعة فى الثانوية العامة، هكذا يتمكن هؤلاء الأولاد من دخول كليات القمة فى الجامعات المصرية، وتضاف شهاداتهم المضروبة رشوة وفسادا، إلى شهادات العلم المحسوبة فى إدارات القوى العاملة فى أرض مصر.
أصحاب الثراء من أولياء الأمور، ممن يملكون كثيرا من المال والسلطة ولا يملكون نفس الثراء فى القيم الأخلاقية اللازمة لتربية وتعليم أولادهم، يعلمون أن عملية نجاح أولادهم فى الامتحانات هى أكثر بساطة وأقل تكلفة، يمكنهم أن يقدموا أوراق أولادهم إلى المدارس الثانوية فى المناطق النائية، بعض الأوراق مشفوعة بموافقات إدارية مضروبة بأن أولياء الأمور يقيمون أو يعملون فى تلك المناطق، وفى وقت الامتحانات يقوم أهل هذه المناطق ببقية العمل، يتعاطفون كرما وشهامة مع كل الطلاب المنتمين لمدارسهم، سواء من أبناء المنطقة أو الوافدين، يستضيفون مراقبى لجان الامتحانات بطرق ترغيب من مآدب لحم طيور وهبر اللحوم، ويناوشونهم بطرق ترهيب تعطل سبل تواجدهم فى اللجان، كل ذلك مقابل أن يقوم المدرسون المتخصصون من المراقبين بحل أسئلة الامتحان حلا جماعيا للطلاب، وإذا افتقدت لجان المراقبة لأساتذة متخصصين، فان المراقبين يسمحون للطلاب بفتح الكتب الدراسية داخل اللجان، وأحيانا تحيط مكبرات الصوت باللجان ينطلق منها إملاء الغش الجماعى للطلاب.
تعاطف بعض الناس مع غش الطلاب ليس موقفا اجتماعيا قاصرا على أهل المناطق النائية البعيدة عن الرقابة، بل يتبناه بعض المسئولين عن التعليم، حين يؤيدون على المستوى القانونى فكرة استثناء طلاب هذه المناطق من استيفاء بعض الشروط اللازمة لدخول كليات الجامعة، وعلى وجه الخصوص كليات التربية، وحجتهم فى ذلك أن لتلك المناطق ظروفا اقتصادية واجتماعية وجغرافية خاصة، وهكذا يشترك كثير من أصحاب ضمائر ملتوية فى صناعة خريجين من نوع ما، خريجون يستطيعون الحياة فى مناطقهم بظروفها المتخلفة حضاريا دون أن نسعى لتطويرها، هكذا تعود كرة التخلف الحضارى من جديد ويعانى مجتمعنا مزيدا من الغش الجماعى.
امتحانات الثانوية العامة بدأت، فهل هناك استعدادات إدارية وأمنية وحضارية لتجفيف بعض مصادر الفساد والغش فى بلادنا؟ أم سنكتفى بان تكون تصريحات المسئولين مناسبة إعلاميا لتخدير وعى من يهمهم أمر التحضر فى بلادنا؟.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن حل
- ربنا00 لا تدخلنا فى تجربة
- ربنا... لا تدخلنا فى تجربة
- يا سيادة الوزير00 أين تقف؟
- دعوة للرحلات 00 والكسب ايضا
- دعوة للرحلات00 والكسب ايضا
- أبو الأولاد
- مشروع للثقافة المصرية
- خدش الحياء العام
- أزمة ثقة - قصة قصيرة
- حالات من الكسوف
- قوافل الثقافة
- شلاتين 00 أرض البكارة
- الأثنين المرصود
- أستاذ الجامعة ... والفراغ الثقافى
- إجازة .. فى حب الوطن
- حلم00 بالمحبة
- بالعربي( ميّة) 00 بالفرعونى ( إمبو) 00
- غلابة 00 ترسة
- حقن الشفافية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - مواسم اللحوم والامتحانات