أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ياسر العدل - البحث عن حل














المزيد.....

البحث عن حل


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فى كل يوم تهاجمنا أراء يحاول أصحابها أن يدخلوننا حظائرهم بحثا عن طرق لحل مشاكلنا المادية، الفاسدون يرون غيرهم فاسدين، والمتدينون يرون غيرهم كافرين، العلماء فقط يرون الآخرين أصحاب وجهة نظر ممكنة الصلاح، هكذا يبقى الإنسان مكدودا فى البحث عن حقيقة الظواهر المادية المحيطة به قاصدا إدارتها لصالحه0
فى بحث الإنسان عن حقيقة الظواهر يلجأ إلى استخدام مناهج فكرية تختلف باختلاف طبيعة الظواهر محل البحث، مناهج علمية تعتمد على خواص عقلية وحسية مشتركة بين البشر، ومناهج غير علمية تعتمد على صفات شخصية وإيمانية تختلف باختلاف البشر0
والسلوك الفكرى للإنسان يتراوح بين اعتبارات المعرفة الذاتية والعلم الموضوعى، المعرفة الذاتية نوع من الاتصال الذاتى بين الإنسان الفرد وبين واقع محيط به وأداة الاتصال هى عقل الإنسان الفرد وحواسه، ونظرا لاختلاف قدرات البشر تصبح المعرفة الذاتية موقفا إنسانيا يصعب معه نقل مفاهيم واضحة ودقيقة عن ذلك الواقع إلى الآخرين، فالإنسان الفرد فى البيئة الصحراوية يعرف شكل الرمال ودلالة وجودها إلا أن الشكل والدلالة يصعب نقلها لمن يعيشون فى بيئة الغابات الباردة، أما العلم الموضوعى فإنه اتصال محايد بين مجموع الإنسان والواقع المحيط به وأداة الاتصال هى العقل الجمعى الواعى والحواس الجمعية المتطورة بما يعنى الاستعانة بالخبرات التراكمية للبشر، وفى العلم الموضوعى بظاهرة معينة تحكم أداة الاتصال بمعايير واضحة يضبطها أهل الاختصاص فى تلك الظاهرة، فمثلا بمعرفة معايير علم الكيمياء يمكن نقل خبرة التعامل فى تركيب الأصباغ إلى بشر مختلفى الأماكن والثقافات، ويمكن تقسيم مناهج البحث العلمية الموضوعية الحديثة إلى أربعة مناهج رئيسة يمكن أن تشترك فيما بينها من أدوات وأساليب، هى المنهج الاستدلالى والمنهج التجريبى والمنهج الاستردادى والمنهج الجدلى0
المنهج الاستدلالى يبحث عن حقيقة الظاهرة بالانتقال من مقدمات منطقية إلى نتائج تنجم عنها بالضرورة، فإذا عرفنا أن زيدا اكبر وزنا من عمر وأن عمرا اكبر وزنا من قيس، فإننا نستدل على أن زيدا أكبر وزنا من قيس دون حاجة لأن نبذل مجهودا ونقوم بعملية وزن جديدة لزيد وقيس معا0
والمنهج التجريبى يبحث عن حقيقة الظاهرة معتمدا على نتائج تجربة طالت جزءا من ظاهرة، يبدأ من التسليم الواقعى بنتائج التجربة على الجزء ثم يعممها على حالات كلية من نفس النوع، فمثلا لو قام عالم باكتشاف دواء جديد نجحت تجربته فى علاج مجموعة من البشر المتطوعين ومصابين بمرض معين، فانه يمكن تعميم العلاج بنفس الدواء على باقى البشر المتماثلين فى الظروف والمصابين بنفس المرض0
والمنهج الإستردادى يتعرف على ماضى الظاهرة من خلال دراسته للآثار المتروكة لها فى الحاضر، فمثلا وجود حبوب القمح بكميات كبيرة فى أثار منطقة الوادى الجديد بصحراء مصر الغربية يعنى اختلاف الظروف المناخية القديمة للوادى مقارنة بمناخه الحالى، وكذلك وجود أهرامات فى المكسيك تشابه أهرامات مصر الفرعونية يدل على أن المكسيك ومصر قد عبرتا حقبة تاريخية بنفس المقومات الحضارية.
والمنهج الجدلى يحدد بطريقة مسبقة أسلوب التحاور بين الجماعات العلمية، يضع فروضا ثابتة وطرقا منطقية محددة للتعرف على الآراء السليمة وعلى الآراء الفاسدة، ففى الهندسة المستوية يوجد فرض يقضى بأن مجموع زوايا المثلث مائة وثمانون درجة وبناء على هذا الفرض فإنه إذا رسم شكل رباعى الأضلاع ثم رسم قطر بداخله فإن هذا القطر يقسم الشكل إلى مثلثين وبالتالى يكون مجموع زوايا الشكل الرباعى مساويا لمجموع زوايا المثلثين أى ثلاثمائة وستون درجة، ويكون الصدق فى النتائج التى يصل إليها المتحاورون معتمد على صدق الفروض الموضوعة فى بداية الحوار.
هكذا مناهج البحث العلمى تهتم بالقياس الكمى للظواهر والتعرف على العلاقات الكائنة بين أجزاء الظواهر بقصد اكتشاف معلومات جديدة تزيد المعرفة الإنسانية وتضبط تقدمها، فمثلا لو قلنا دستوريا بأن مصر جمهورية عربية فإننا بحاجة ماسة لتعريف كل كلمة من الكلمات المنفردة مصر وجمهورية وعربية، وحين يعاد جمع تعريفات دقيقة لتلك الكلمات يصبح التعريف الدستورى للمصريين ممكنا ودقيقا0
هكذا بالنظر إلى طبيعة الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحيطة بالبشر، تصبح مناهج العلم الحديثة هى الأساليب الحضارية لحل المشكلات المادية، وتكون صناعة قرار التقدم أسلوبا موضوعيا يبتعد عن التأثر بالخرافة والتحيز الشخصى لصانع القرار.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربنا00 لا تدخلنا فى تجربة
- ربنا... لا تدخلنا فى تجربة
- يا سيادة الوزير00 أين تقف؟
- دعوة للرحلات 00 والكسب ايضا
- دعوة للرحلات00 والكسب ايضا
- أبو الأولاد
- مشروع للثقافة المصرية
- خدش الحياء العام
- أزمة ثقة - قصة قصيرة
- حالات من الكسوف
- قوافل الثقافة
- شلاتين 00 أرض البكارة
- الأثنين المرصود
- أستاذ الجامعة ... والفراغ الثقافى
- إجازة .. فى حب الوطن
- حلم00 بالمحبة
- بالعربي( ميّة) 00 بالفرعونى ( إمبو) 00
- غلابة 00 ترسة
- حقن الشفافية
- التفوق الكاذب جداً


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ياسر العدل - البحث عن حل