أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - حلم00 بالمحبة














المزيد.....

حلم00 بالمحبة


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1465 - 2006 / 2 / 18 - 06:36
المحور: كتابات ساخرة
    


لأننى موظف لدى حكومتنا الرشيدة فأنا مجبر على طاعتها، أقف صابرا فى طوابير خدمات العيش والتعليم والصحة والمياه والكهرباء والمساكن والزواج والترقيات والميراث والانتخابات، ألهج بالدعاء طالبا الصحة وطول العمر والستر لرؤسائى، وأبذل جهدى فى تدليل زوجاتهم وأولادهم وأقاربهم وكلابهم وأبقارهم وصغار الحمير، أملا أن أحظى ببعض العدل والحق والكرامة، وحين طال انتظارى سنوات دون تحقيق شيء يذكر، ولأننى مواطن لست مجبرا على حب كل حكومة، داعبت نفسى بفكرة التمرد على رئيسى فى العمل، انه الأقرب لأصابعى وأول نتفة من جسد الحكومة.
رئيسى فى العمل الحكومى ليس عبقريا تماما، هو ساذج مثلى يبرر تخبط أداء الحكومة بأنه حكمة لا يعلمها البسطاء، هو بطن مثلى يأكل من عرق يده، وان كان يحضر كثيرا من موائد الطعام المجانية للحكومة، هو صاحب رأى مثلى يخفى رأيه الشخصى فى الحكومة، وان كان يبغبغ فى وسائل الإعلام بأنها حكومة تمام التمام، ومع أن رئيسى مواطن مثلى إلا انه تمرس على إهانتى، لا يدخلنى فى تجربة الديمقراطية، ويصادر رغبتى فى الغناء الجماعى، فوجدت من باب رد الإهانة أن أعلن لنفسى كراهيته، وصرت أغنى منفردا، أنا أكرهك.
ذات يوم قريب أصابتنى نوبة من الشجاعة فدخلت مكتب أحد الزملاء وأسررت له بحلم استحلبه كل يوم، حلمت بأن رئيسى فى العمل ترك الوظيفة وهجر صحبة الحكومة، وحين تفشى الخبر وذاع وعم القرى والحضر، هاص الناس وبقينا معا نمارس حبنا للحرية.
فى بداية اليوم الثالث من إعلان حلمى، دخلت دار العمل مسترجعا قدراتى الوظيفية، صابرا فى انتظار الفرج، لاهجا بالدعاء لرؤسائى، باذلا جهدى فى تدليلهم، أوزع ابتسامات حلمى على الجميع، وحين دخلت مكتبى وجدت أشياؤه محطمة بفعل فاعل، كان زميلى وكاتم أسرارى قد فعلها، حمل عصا خشبية وأراد أن يكسرها فوق رأسى فى مكتب الحكومة، ذلك أن أذنا بالحائط سمعت بعض حلمى ووشت بنا، فأهدر رئيسنا لزميلى وسب أهله ومرط بكرامته الأرض، كيف لموظف أن يصغى لحلم موظف؟، إنما الأحلام صناعة مشتركة لمتواطئين.
أه يا لسعدى، لقد نجوت من كسر الدماغ مؤقتا، ومازال زميلى يتربص بى الدوائر بعد أن أصابه رئيسنا بالعنة وتساقط الأطراف، ولا منقذ لى غير التأكيد للحكومة بأننى سأتوقف عن الحلم، مع تدريب النفس على رفع شعار المحبة لرؤسائنا جميعا.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالعربي( ميّة) 00 بالفرعونى ( إمبو) 00
- غلابة 00 ترسة
- حقن الشفافية
- التفوق الكاذب جداً
- جمعية السد العالى
- !!.. إنى أنتظر الوزارة
- أطلس ذاكرتنا الشعبية
- الإنحشار فى كرسى الوظيفة
- ربطة عنق 00 هدية
- آه.. يا رجلى
- !!..أولاد الأفاعى
- المقعد 00 قصة قصيرة
- !!يا وجيعة فقرنا.. يا
- !! قلبى معكم 00 بشروط
- !!.. يا رئيس الوزراء.. نطالبكم بالاستقاله
- دعاية انتخابية !!
- !!.. الفاضل مستجاب
- !! خيل الحكومة .. لا تموت سريعا
- !! الجوع .. كافر
- !!.. عليه العوض


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - حلم00 بالمحبة