أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - الإنحشار فى كرسى الوظيفة














المزيد.....

الإنحشار فى كرسى الوظيفة


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 11:50
المحور: الصحافة والاعلام
    


شيئان مؤكدان فى الحياة النميمة والضرائب، النميمة تروح عن نفوس بعض الضعفاء، والضرائب تجمعها الحكومة تعطيها لموظفين ليتسلطوا بها على كثير من الضعفاء .
ولأننى موظف حكومة منحول الوبر من تنفيذ أوامر شغل غبية تصدرها قائمة من مديرين أكثر غباء، لذلك فإننى استمرئ لوك الكلام مع بعض الصحاب من الموظفين مقتنعا بأن النميمة مرض يمكن الاستشفاء منه بنسمات من حرية الرأى، لكن أمراض بعض الموظفين لا يمكن الاستبراء منها دون عزل وتجريس ومحاسبة اجتماعية.
ولأن بعض قياداتى الإدارية ترانى موظفا مليئا بالعور فلا أرى محاسنها، ومثقلا بالعوز فلا أقنع بكرمها، لذلك قررت أن أنظر حولى مشيرا دون خجل نحو ما أراه ويصمت عنه كثيرون، ممارسا النميمة مع صاحب ضربه عوز الكلام.
يا صاحبى، داخل المبانى الإدارية بالجامعات، عشرات الحجرات يتراص فيها موظفون كل له عمله وله أدواته لإنجاز ذلك العمل، كلام سليم يا سيد؟ نعم كلام حلو يا صاحبى!! وتختلف هذه الحجرات كثيرا من حيث السعة والتجهيزات، حسب كل وظيفة ودرجة كل موظف، كلام سليم يا سيد؟ لا طبعا كلام حامض يا صاحبى!! وانظر معى أصل الحكاية.
ترتفع كفاءة الموظفين فى أى جهاز إدارى بتطبيق بحوث علوم النفس والاقتصاد وطوابير الخدمة وغيرها من علوم إدارية، بحوث تقضى بأن هناك مساحات علمية محسوبة لكل موظف حسب نوع وظيفته، فأن يحشر أربعة موظفين فى حجرة ضيقة، ويجلس موظف واحد فى حجرة واسعة تكفى لبرطعة حصان وحمارين، وأن تبرنشق حجرة موظف بستائر وتكييف وثلاجة وكراسى وتليفونات ولوحات بينما يجلس زميل له على فيض كريم يغتصب سخان كهرباء من هنا أو كوز مياه باردة من هناك، فيا صاحبى هذا كلام إدارى حامض، تلك البحوث إياها تقضى أن الفوارق بين المرتبات يحسبها عقل علمى ويرضاها ضمير اجتماعى، فأن يتقاضى موظف عشرة أضعاف دخل زميله من مرتبات ومكافئات نتيجة المزج بين مقتضيات العمل وبين صلات الأقارب والأحبة لموظفين فى الجامعة، هذا يا صاحبى كلام حامض يجلب القرف من كل إدارة تخلط أبو قرش على أبو قرشين.
خذ عندك يا صاحبى، القيادات الجامعية من وكلاء وعمداء ونواب ورؤساء جامعة, أستاذه علميون يتم تعينهم فى مناصبهم بناء على معايير فوقية تحدد قدرتهم على تأدية مهام بعينها، كثير من هذه المعايير لا ترفع قدراتهم الحقيقية التى يعرفها الكثيرون، كما أنها لا تقلل قدرات زملائهم الذين لم يتم اختيار واحدا منهم، وحين يصل دخل ومخصصات رئيس جامعة لأضعاف دخل زملائه من الأساتذة، فذلك فقدان لمعايير كفاءة إدارية تجعل اللاهثين وراء المناصب مستعدين للعب بكل بيضة والضرب بكل حجر، ولا تقل يا صاحبى أن رئيس أية جامعة لديه قدرات شخصية تسمح له بحضور عشرات الندوات والمحاضرات والإشراف على امتحانات فى كل الكليات ليتقاضى كل هذا الدخل، إلا إذا كانت تلك القدرات المعجزة تأتيه من لدن حصيف قادر على تفسير قوانين وتفصيل قرارات تسهل بلوغ المراد بكل شفافية تسد عين الحاسدين وفاتحى أبواب النميمة.
أسألك يا صاحبى عن سبب اقتصادى اجتماعى يجبر إدارة جامعة على الإسراف فى إعادة تجهيز حجرات محظوظة فخيمة ليسكنها من شغل منصبا كبيرا بالجامعة، يبدأ بكونه أستاذا بإحدى الكليات تقع عليه معايير اختيار غير معلنة فيترك حجرته مغلقة ويمارس سلطات منصبه الكبير بالجامعة بحجرة أخرى، وحين تنتهى مدة صلاحيته القانونية يعود إلى حجرته القديمة يعيش بين زملائه مجردا من سلطات أى منصب إدارى، ما رأيك يا صاحبى فى حجم هذا الإسراف؟ هل الأمر عرفان إدارى بجميل مصطنع؟ أم التصاق نفسى بكراسى سلطة غاربة؟ أم تزكية اقتصادية لتضييع مال عام؟ وأنت تعلم يا صاحبى أن نصف ثمن جهاز التكييف فى تلك الحجرات المحظوظة يكفى لشراء عربة فول مدمس بدون حمار، تنشئ مشروعا صغيرا يفتح بيت اثنين من خريجى الجامعة.
نحن يا صاحبى أصابنا الغلب وتعب الدماغ من إهدار موظفى الحكومة لإمكانيات شعب فقير، ونسأل أين الاهتمام بالمحاسبة الاجتماعية على فلوس الجامعات؟ قبل الاهتمام بالمحاسبة المستندية التى يعرف كثير من الإداريين طرق تسويتها القانونية.
إن فهمت يا صاحبى فمخك حلو، وان كان مخك حامض فلن تفهم طرفا من أحوال جامعاتنا الحامضة جدا.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربطة عنق 00 هدية
- آه.. يا رجلى
- !!..أولاد الأفاعى
- المقعد 00 قصة قصيرة
- !!يا وجيعة فقرنا.. يا
- !! قلبى معكم 00 بشروط
- !!.. يا رئيس الوزراء.. نطالبكم بالاستقاله
- دعاية انتخابية !!
- !!.. الفاضل مستجاب
- !! خيل الحكومة .. لا تموت سريعا
- !! الجوع .. كافر
- !!.. عليه العوض
- ثقافة المقابر..!!
- !! دوابنا الثقافية
- !!دكتوراه.. للبيع
- !!الرقص .. على حافة البئر
- !!ويغتالون بحر النيل.. يا كبدى
- البيات الحضارى
- !!صناعة دماغ.. ثقيلة
- !!.. للشهامة ضوء أحمر


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - الإنحشار فى كرسى الوظيفة