أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ياسر العدل - خدش الحياء العام














المزيد.....

خدش الحياء العام


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 10:36
المحور: حقوق الانسان
    


لأن هامش الحرية فى بلادنا منقوص، تحده أنياب السلطة وقوانين النشر والطوارئ، ولأننى شخصيا أعمل فى الجامعة وأعانى من تخلف كثير من قياداتها فى فهم وتفسير قوانين العمل الحكومى، فعلى حياء نشرنا على هذه الصفحة بعض رأينا فى نظام تعليمنا الجامعى، مظهرين فساد الأداء لدى كل من الأساتذة والطلاب والإدارة فى جامعاتنا، قاصدين إلقاء أحجار تذكرة فى ماء آسن امتلأت به بحيرة وضعنا العلمى والثقافى.
وبرغم أن رأينا قابل للنقد والمناقشة، إلا أن غصة تحركت بأسئلة في حلق الإداريين الكبار موجه إلى الإداريين الصغار ( إيه الـمكتوب ده يا أخوانا؟ هو إحنا ناقصين فضايح؟ شوفوا لنا حل مع الكاتب يا أساتذة) وتعاون المحبون وبعض الكارهين في إشعال البخور تمهيدا لتقديم جثتنا قربانا على هيكل من عبودية السلطة وتخلف القيادات، على أن يتم إعدام حريتنا فى إبداء الرأى بطلقتين إداريتين، طلقة أولى يرى أصحابها أن ما نكتبه فى وسائل الإعلام عن فساد الجامعة هو خروج علي مقتضيات عملنا الوظيفي يستوجب العقاب، وطلقة ثانية يرى أصحابها أن بعض ما نلقيه من أراء فى محاضراتنا أمام الطلاب يخدش الحياء العام، هكذا تدق الطبول تمهيدا لتأليه خدم الفرعون العظيم.
وعن طلقة الخروج على مقتضيات عملنا الوظيفى بالجامعة، لدينا تساؤل أيها الإداريون الكبار فى الجامعات، ما هو حجم الخروج الجالب للمسائلة لعضو هيئة تدريس في الجامعة يبدى رأيا وينشره فى الصحف؟ إن حرية إبداء الرأي حق دستورى معلن لا يأثم صاحبه طالما كان الرأي لا يتعرض لكم بصفتكم الشخصية وان أصابكم طعنا في صميم صفتكم الوظيفية، ولأننا موظفون ملتزمون بنص وروح المادة 96 من قانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972م التي تقضي بأن علي عضو هيئة التدريس التمسك بالتقاليد والقيم الجامعية الأصيلة، والعمل علي بثها في نفوس الطلاب، تصبح مهام وظيفة أستاذ الجامعة هى تدريب الطلاب على حرية التفكير وحرية إبداء الرأى، مهما كان هذا الرأي حامدا لفضلكم ومشيدا بإنجازاتكم أو معرضا بقصور جهدكم وقلة حيلتكم، مثل هذا التدريب واجب فكرى وثقافى ليحول عقول طلابنا من أوعية صديد لأفكار متخلفة إلى أوعية تستوعب أسباب التقدم، إننا فى حاجة لنظام تعليم يسمح للعقول أن تفكر فى صلاح أمور دنيانا وأمور أخرتنا، وأن يكون التزامنا بمقتضيات العمل الوظيفى رفعا للجباه دون تقبيل لأيادى أصحاب النعم.
وعن طلقة خدش الحياء العام فيما ألقيه من محاضرات على طلاب الجامعة، أتسائل معكم أيها الإداريون الكبار فى الجامعات، هل طرح بعض مفردات واقعنا الثقافى والسياسى والاجتماعى أمام الطلاب، طرحا موضوعيا، يعتبر خدشا للحياء العام وخروجا على الثوابت؟ هل مناقشة فكرة أننا في مجتمع مازال ينظر للمرآة كجارية في عصر الحريم، وبأن المرآة دنس وشيطان رجيم، تتزين انتظارا للزوج صاحب المال بغض النظر عن فكره وعمره ومصادر دخله، تعتبر خدشا للحياء العام؟ هل زجر طالب أو طالبة أو عضو هيئة تدريس عن ارتداء ملابس تعيق أداء مهمته داخل الجامعة، يعتبر خدشا للحياء العام وتدخلا فى الحرية الشخصية؟ هل تجريس أفعال كثير من أساتذة الجامعة فى توريث أبنائهم لوظائفهم داخل الجامعة دون وجه حق، وبيعهم لكتب ومذكرات حقيرة لطلاب مغبونين، هل هذا التجريس يعتبر خدشا للحياء العام؟ أيها الإداريون الكبار، إن فهمكم القاصر والمغرض لتعريف الحياء العام جعلنا عبيدا نستحى من التعبير عن ظلم الألوف من المماليك والطغاة والخدم الفراعين.
إن للحياء العام فى بلادنا مفهوم خاطئ مبني علي ازدواج شخصيتنا، ما نقوله بألسنتنا مخالف لـما تضمره قلوبنا، حياءنا مبني علي استلاب عواطفنا فى العلن وإشباع غرائزنا فى الخفاء، بناؤنا الاجتماعى صنعته سلطات تاريخية أورثتنا الجهل بقيم الحرية ودربتنا على الهروب من تحمل المسئولية، بنائنا الفكرى أحادى التوجه قائم علي مصادرات غير قابلة للنقاش.
أيها الإداريون الكبار فى كل بقاع مصر، لكم أن تعلموا أن الأحرار وحدهم يرون أن الخوف من طغيان السلطة هو الخدش الوحيد للحياء، وأن الحرية هو الخيار الإنسانى الوحيد للتقدم، لذلك أصبح لزاما على الجميع أن نلقى بالخوف بعيدا ونخدش كل حياء ورثناه خنوعا وتخلفا من سلطة قهر أو عبودية، هكذا نمهد الطريق لإنسان مصرى جديد قادر على صنع التقدم.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة ثقة - قصة قصيرة
- حالات من الكسوف
- قوافل الثقافة
- شلاتين 00 أرض البكارة
- الأثنين المرصود
- أستاذ الجامعة ... والفراغ الثقافى
- إجازة .. فى حب الوطن
- حلم00 بالمحبة
- بالعربي( ميّة) 00 بالفرعونى ( إمبو) 00
- غلابة 00 ترسة
- حقن الشفافية
- التفوق الكاذب جداً
- جمعية السد العالى
- !!.. إنى أنتظر الوزارة
- أطلس ذاكرتنا الشعبية
- الإنحشار فى كرسى الوظيفة
- ربطة عنق 00 هدية
- آه.. يا رجلى
- !!..أولاد الأفاعى
- المقعد 00 قصة قصيرة


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ياسر العدل - خدش الحياء العام