أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - رحمن خضير عباس - الكورونا... والعمى














المزيد.....

الكورونا... والعمى


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 09:40
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    



كتب خوسيه ساراماغو روايته العمى. والتي تدور أحداثها في مدينة ما من هذا العالم ، ولكن العمى الذي تخيله الكاتب شديد الشبه بكورونا، من حيث العدوى وإثارة الرعب بين الناس. وذلك لأن العمى ظلّ ينتقل بشكل سريع بمجرد اللقاء بالمصاب إو الاقتراب منه. مما جعل السلطات تلجأ إلى حجرالمرضى العميان ،وعزلهم ومعاملتهم بشكل لا إنساني ، فقد تم نفيهم إلى أماكن معزولة ، وارسال ما هو ضروري لهم. وبمرور الوقت تبدأ أعراف جديدة بين ضحايا المرض. ، فيحاول البعض منهم ابتزاز البعض الآخر واضطهاده من أجل الحصول على مأكله. لقد كوّن الضحية سلطته وأصبح جلادًا ومتسلطا .
وهذا ليس غريبا علينا ( كعراقيين)، فالذين يدّعون مظلومية الأمس ، قد أصبحوا جلادين ومتسلطين وظالمين أكثر من جلادهم. لذلك فقد قاموا بقتل وجرح وتعذيب المقهورين من شباب العراق الذين انتفضوا ضد ظلمهم وتخلفهم واستهتارهم بالوطن.
ورغم أنّ الرواية تجنح إلى خيال محض ، ولكنها ذات أفق فلسفي ، تتحدث عن العمى الفكري والمعرفي ، عن ضعف الانسان وعزلته ، وعن تحوّل الضحية إلى متسلط .
وإذا كان وباء العمى حسب الرواية يرمز إلى عمى البصيرة ، والذي لخّصتْه زوجة الطبيب ،وهي الوحيدة التي لم يصبها العمى بقولها :
" لا اعتقد بأننا عمينا ،بل أعتقد أننا عميان يرون "
الكورونا التي اجتاحت العالم الآن. كشفت عن حالة عمى شاملة أصابت العالَم. حيث الحروب المستمرة في كلّ مكان ، وحيث انتهاك لعذرية الطبيعة الأم، التي أسئنا إلى معاييرها وتوازنها الطبيعي في عبث ممنهج ، كتلويث الطبيعة ، باقتلاع غاباتها وتدمير أرضها وتسميم المياه بكيمياوية التصنيع. وتلويث البحار والبيئة والهواء .
ففي الوقت الذي يتم رصد الأموال الأسطورية في تجارة الأسلحة التي تفتك بالإنسان والطبيعة ، لا يتم سوى رصد النزر اليسير من الميزانية للبحث العلمي ، هذا بالنسبة للدول المتقدمة ، أما دولنا التي تعتمد على ريع الطاقات الناضبة ، فأمره يدعو للرثاء ، فليس هنلك بحث ولا خطط ولاتدبير. عالم يعيش على الصدفة ، لا يرى دربه ففقد البصر والبصيرة.
مرض الكورونا شكّل مفاجأة للجميع ، وأثبت لنا بوجوب مراجعة قناعاتنا الجاهزة وحساباتنا الخاطئة . فالصين هذا البلد العملاق صاحب السور العظيم. والذي يمتلك نسبة سكانية تفوق بني الأرض جميعا. كما يمتلك تجارة هي الأكبر في العالم في كل شيء ، في نفوسه ودقة عمله وكثرة مصانعه ووفرة تجارته وضخامة بنائه. هذا البلد العظيم وجد نفسه تحت رحمة فيروس لا يرى الا بواسطة المجهر . فكيف بنا ونحن غير قادرين على خياطة جواريب أحذيتنا ؟
لقد أفرزت الكورونا ظهور بعض التمييز العنصري ضد الآسيويين ، وكأنهم قد صنعوا هذا المرض وصدّروه إلى غيرهم ، مع أن الصين وبعض الدول الأسيوية تقوم بأدوار بطولية ، لمحاربة هذا المرض والحدّ من انتشاره. وهي بريئة منه ، لأن هناك طفرات في تطور الفايروس ،ولا علاقة لهذه الطفرة بمكان دون آخر. فطاعون فرنسا قبل قرنين ليس فرنسيا ، والحمى الاسبانية لم تُصنع في مدريد .
لقد عرّت الكورونة فكرة المقدس ، والمتمثل بالأضرحة أو الأديرة أوالمعابد. والتي يحج لها الناس لطلب المُراد، في الصحة والعافية والرزق. لقد أصبحت هذه الأماكن الدينية غير قادرة على وقاية نفسها من عدوى الأمراض ، فعمدوا إلى رشّها بأنواع من المعقمات .لذلك فطلب الصحة ليس بالأماكن الدينية وانما بالمستشفيات. وبالتوعية الفكرية والصحية.
لقد كشفت الكورونا زيف الكثير من رجال الدين، واعني الذين يتاجرون به ،فهؤلاء الذين صدعوا رؤوس اتباعهم بالمفاهيم الغيبية. هؤلاء اقتنوا الكمامة ونصحوا اتباعهم بقراءة الأدعية!
ستنتهي محنة هذا المرض قريبا، كما انتهت امراض واوبئة ، فتكت بالبشرية ، وحصدت الملايين من البشر .
ولكن نهاية أيّ وباء لايتمّ بالتمني ، وانما بتكثيف الجهود العلمية ،والبحوث المختبرية من أجل إيجاد اللقاح المناسب.



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذبحة
- حفيدة صدام
- فيلم كفر ناحوم
- همس الدمى وضجيج الحرب
- جريمة طوبقال والحاضنة لها
- قراءة في رواية الفراشة ( بابيون)
- المنشار
- جائزة نوبل للسلام
- الإعلام
- العراق.. دولة المنظمة السرية
- راموس ومحمد صلاح
- هيفاء الأمين
- مابين متحف ابو ظبي ومتحف بغداد
- أغاني ناراياما
- الاستفتاء. بين الحق والقطيعة
- مليكة مزان .. والذبح العرقي
- الخيمة
- قمة النهي عن المنكر
- أحكام الجهاد في الاسلام
- الحرب البرمائية


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - رحمن خضير عباس - الكورونا... والعمى