أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - شذرات في الشخصيه العراقيه ٤














المزيد.....

شذرات في الشخصيه العراقيه ٤


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 22:44
المحور: المجتمع المدني
    


نتناول في هذا المقال صفه من الصفات المميزه للمجتمع العراقي الا وهي صفة التمرد والمشاكسه ،والتي من مصاديقها خرق القانون والتجاوز عليه، وغالباً ما يصاحب المتجاوز للقانون شعور النشوه بالفوز والغلبه على الحكومه ،وهذا الشعور يستمد جذوره من الأصل البدوي للقسم العربي من الشعب العراقي ،حيث ان الإنسان البدوي لا عمل له للكسب ومنذ أيام الجاهليه الى حد البدايات الاولى للقرن الماضي الا الغزو الذي يعتمد على السلب والنهب وسبي النساء ،فالمنتصر يأتي متباهياً فخوراً الى عشيرته وكله فخر وفرح بشعوره بالغلبه على خصمه ،وهذا الامر استمر لمئات من السنين كسلوك معتاد للفرد البدوي مما تحول الى سلوك عام ،كما هناك حافز آخر يساهم في هذا السلوك الا وهو قسوة الانظمه التي حكمت العراقين على طول الزمن مما ولد لديهم دافع المقاومه لهذه الانظمه ومحاولة الإطاحة بها وازالة ظلمها ،وهذه المقاومه امتدت أيضا مئات من السنين ومن الجدير بالذكر ان العراق قد حكمه عتاة الحكام من مثل يزيد بن معاويه قاتل الحسين ع والحجاج بن يوسف الثقفي وأبو العباس السفاح وغيرهم الكثير حتى كان آخرهم صدام حسين ،حتى سميت حكومته بجمهورية الخوف ،وهي تسميه أطلقها الباحث كنعان مكيه في كتابه جمهورية الخوف .هناك نقطه مهمه يهمني ذكرها الا وهو ان نظام صدام وحتى الحكومات التي قبله جعلت العراقيين ينظرون الى دول الخليج بانها دول الرفاهية بسبب حالة التقشف التي مارستها هذه الحكومات العراقيه بسبب الحروب سواء كانت الداخليه (الحرب مع الكرد)او حروب مع الدول الاخرى مما نشط من أعمال التهريب وخاصه المدن الحدوديه وهذا النوع من العمل يتخلله او اساسه هو التجاوز على حدود وضوابط الدوله فمما يولد حاله من الجرئه لدى ممارسه ،كما ان حروب صدام حسين وقسوته ولد لدى الشعب العراقي نوع من الممانعه والمعارضة لحكمه وخاصه وان هذه المعارضه شملت قطاعات كثيره من الشعب العراقي وخاصه الشيعه والكرد ،كل ذلك نمى وشجع شعور التحدي والمقاومه والمعارضة في مزاج الشعب العراقي حتى سمعت في مقابله للرئيس المصري حسني مبارك في وصفه للشعب العراقي بانه (شعب لا يقبل بحاكه) ،اما أحمد جبريل القيادي الفلسطيني في الجبهه الشعبيه فسمعته يقول في احد مقابلاته التلفزيونيه واصفاً الشعب العراقي بانه (شعب صعب المراس).هذه الروح المتمرده زادت درجه عندما انفتح على العالم الخارجي عبر الإنترنت بعد ان كان محاصر بسور حديدي من قبل النظام العراقي ،فأندفع بقوه وتمرد على كثير من القيم والمحددات الاجتماعيه والدينيه ،وطبعاً لعبت حالة الكبت النفسي دوراً رئيسياً في هذا التمرد ،ومصداق ذلك هو صور العهر والفساد الأخلاقي الغير مسبوقه حتى أني أتحفظ من ذكرها لانها لا تحدث حتى في الغرب الأوربي الا نادراً،كما يمكن الاشاره الى ان هذه السلوكيات يندمج فيه التمرد مع الازدواجية . يمكنني أن أفسر الكثير بل أغلب ما يحدث من مظاهرات وما تخللها من شعارات ومن سلوكيات عنيفه ،بل واستمرارهم رغم بعض ما قدمته الحكومه من تغيرات وتحقيق من رغبات للمتظاهرين بالعناد الموروث ،حتى أن الكثير من المتظاهرين يتظاهر لأجل التظاهر ،حيث يشعر الكثير منهم وكأنه يمارس نوع من أنواع الهوايه ،بل والكثير من المتظاهرين وكأنه يستمتع بهذه المعارضه للحكومه ،وأنا أوعز كثير من هذه السلوكيات الى طبيعة الشخصيه العراقيه العنيده والمتمردة ولكن ذلك لا يلغي أن هناك مطالب حقه لهم لكننا لا يمكن تعليل كل هذه الممارسه المعارضه الى عامل واحد ،وهو المطالبه بالإصلاح السياسي والاقتصادي .نكتفي بذلك ونواصل انشاء الله بحلقات آتيه.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٣
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٢
- شذرات في تحولات الشخصيه العراقيه ١
- الأقليم بين الأستقلال والأستغلال
- رب ضاره نافعه
- لماذا لا تكون لهم حميه كحمية فرنسيس بيكون؟
- هل تحولت المظاهرات من السلميه الى السلبيه
- السعوديه والإمارات اليد المروانيه
- خطرات من وقع الحوادث
- الكتله التاريخيه والمشروع العراقي
- عدوى الرأي
- رساله أيرانيه على جناح يمني
- العراقي والوسطيه
- لماذا يضرب الحشد
- جدلية القياده والأمه
- الأنفصال الذي يدعم وحدتنا
- نظريات أختنقت في غير فضاءها
- (على حافة الهاويه)
- جذور الدكتاتوريه في العالم العربي
- ليس هناك مجدآ


المزيد.....




- فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي أثناء اعتقال شاب في الضفة الغر ...
- فيتو أميركي يفشل مشروع قرار منح فلسطين العضوية في الأمم المت ...
- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - شذرات في الشخصيه العراقيه ٤