أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - عدوى الرأي















المزيد.....

عدوى الرأي


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6354 - 2019 / 9 / 18 - 20:59
المحور: المجتمع المدني
    


عدوى الرأي
يسود أوساطنا الأجتماعيه ظاهره يمكن تسميتها بعدوى الرأي . هذه الظاهره يكون فيها الفرد يردد أراء وتصورات وقناعات غيره بدون أن يعرف فحواها , ومن غير أن يتأملها مليا , والنظر فيها وفحصها فيما أذا كانت تتفق ومتبنياته الفكريه والعقديه أم لا , وهل هذه الأفكار المنقوله على لسانه تساير ما يرجوه من أهداف وتطلعات أم لا , فتراه يساهم في أشاعة مفاهيم وأفكار لا يعرف مصدرها , والأدهى من ذلك أنها مضره لما يتطلع من غايات . شيوع هذه الظاهره في مجتمعنا ساهم في تشكيل أزمه في الرؤيه المجتمعيه الفاقده للغائيه. للأسف هذه الظاهره أخذت بالتسارع في سيرانها بين أوساطنا الأجتماعيه , وهي تمظهر لحاله من السذاجه الفكريه التي أخذت بالأنتشار , وأصبح وسطنا الشعبي وسط موصل جيد للأشاعه والأفكار حتى المضره لشخصه ووطنه, وناقل لكلام يخلو من الفلتره والتمعن , وهذا مايذكرنا بكلام لأمير الكلام علي ع عندما يقول (ليت رقبتي كرقبة البعير , كي أزن الكلام قبل نطقه). أن ظاهرة عدوى الرأي أصبحت أداة مجانيه من أدوات الحرب البارده , التي تقودها مراكز القوى العالميه , وهي غير جديده , ولكن الخطير في الموضوع أنها تكون فعاله وخطيره في البلدان التي يسود بها الجهل والمصابه بأعراض (الأنوميا) , والعراق تتمظهر فيه ظاهرة الأنوميا بشكل كثيف مما جعله وسط ممتاز , وبيئه مثاليه لعدوى الرأي , حتى أستبيحت ساحته من أقصاها الى أقصاها مما خلق حاله ضبابيه مشتته للذهن , وبيئه يسودها الأختلاف بشكل يخنق الأنفاس. لعل سائل يسأل ماهي مسببات هذه الظاهره , طبعآ تلعب الفوضى الأعلاميه دورآ خطيرآ ,وذلك من خلال التشويش الذهني على المتلقي ,وخاصه أذا كان المتلقي يتمتع بعقليه ساذجه وبسيطه , تنطلي عليه كل أللاعيب , وتلفيقات الأعلام ذات الأجنده المشبوهه, كما أن الضعف في الحقل الثقافي يفتح الباب على مصراعيه لدخول هذه الظاهره الى أوساطنا الشعبيه , يضاف الى ذلك حالة الفراغ العقائدي والروحي , بالاضافه الى ضعف الواعز الأخلاقي للفرد يساهم وبشكل مخيف في السماح والقبول في أطلاق كل الكلمات والمفاهيم بغض النظر عن صلاحيتها أو عدم صلاحيتها على جميع المستويات الأخلاقيه و الأمنيه , كما لا يسعني الا أن اضيف النزعه الماديه التي أقتحمت مجتمعنا , والتي ساهمت بالتراخي بالمعايير الأخلاقيه والوطنيه في القبول وعدم القبول لما ينقل ويشاع من الكلمات والأفكار , ناهيك عن الانفتاح الغير منضبط لوسائل التواصل الأجتماعي, كما لا يسعني الا أن أضيف خصوصيه عراقيه قد لا يتصف بها الا القليل من الشعوب الا وهي قوة سطوة المشاعر وما تتمتع به من نفوذ يفوق سلطة الذهن والتعقل . والمشاعر من النوافذ الواسعه التي يتسلل من خلالها الكثير من الأنطباعات والأفكار بأنسيابيه مريحه الى دوائر اللا شعور من غير أن ينتبه لها , فتأخذ مكانها فيه , وتبدأ بعملية توجيهه من غير ان يعلم , وهذا معروف لدى الخبراء بعلم النفس ان أغلب توجهاتنا وما نمارسه من أفعال ونشاطات وردود أفعال مصدرها المشاعر والعقل الباطن. من الملاحظ أن هناك الكثير من الناس الذين كانوا يقفون موقف المعارض من النظام الصدامي في حربه القذره ضد أيران , يرددون اليوم نفس العبارات التي كانت تردد من اعلام النظام , وبنفس المصطلحات , وهذا ما يعكس تاثير عملية التكرار والتوكيد في الجهزه الأعلاميه لوجهات نظر النظام حول الحرب , وها انت اليوم ما ان تطلق خبر عبر وسائل التواصل الأجتماعي الا وتراه ينتشر أنتشار النار في الهشيم , بغض النظر عن معقولية الحدث أم عدم معقوليته على طريقة (ياحوم أتبع لو جرينه), كما لا يفوتني خصيصة الجانب الأنفعالي لدى أفراد المجتمع من توفير جو يسمح بسهولة التصديق لأي خبر ينقل.كما لا يفوتنا عنصر عدم الأمان الذي يسوده الشك والريبه في الاوساط الأجتماعيه والذي يساهم بأنعاش الجو المساعد لنقل هذا الوباء (عدوى الرأي), يضاف لها عامل البطاله بين الشباب وما يحمل صاحبه من شحنة الأستياء والنقمه أتجاه الدوله والمجتمع , فتراه يصدق كل مقوله تحمل التشفي والأنتقام منهم من باب أفراغ حمولة شحنة الغضب عليهم , كما يمكننا الأشاره الى عوامل مشجعه اخرى وهي لا تقل تأثير عما ذكرنا الا وهو أنتشار المقاهي ودور اللألعاب الغير بريئه مثل القمار والبليارد وغيرها , فهي بيئات مثاليه لشيوع عدوى الرأي , بسبب ما تحويه من ملهات لذهن المستمع , وعدم تركيزه على الخبر أو الرأي, مما يعمل على نقله حرفيآ الى الآخرين.
أن غياب الوعي و وضعف الجانب الثقافي والأخلاقي ساهم في تجنيد الكثير, كجنود متطوعون في الحرب البارده على بلدهم , من غير أن يعوا تداعيات ذلك عليهم , وأنهم أصبحوا جنود مجنده تقاتل مجانآ لصالح عدوهم .
الأشاعه واحده من هذه المفردات التي تنتقل بما سميناه بعدوى الرأي , ونتيجة توفر البيئه المناسبه لها في العراق , مهدت لدخول داعش , وهي ممن أسرعت بسقوط المدن العراقيه واحده تلو الأخرى وبشكل دراماتيكي , والتي جرت أزاءها أوحش الجرائم في التاريخ , وبلدنا واحد من أبرز البلدان التي كانت ضحيه لهذا الداء (عدوى الرأي) , والذي لا يمكننا أستبعاد أثر الفساد الحكومي على أستفحاله , حيث اصبحت الساحه العراقيه بفعل سرقات العصر تصدق كل ما يقال بسبب حجم السرقات الفلكيه والتي لم يسمعوا بها في حياتهم, ومن نافلة القول أتذكر كيف كانت عدوى الأشاعه ساهمت بهروب الويه بكاملها في الحرب العراقيه الأيرانيه , مما دعى صدام الى أعدام كل من يهرب او يتراجع من المعركه , واتذكر كلمة (أجو الساده) وأثرها في هز المعنويات على المقاتل , وبالتالي هروبه من ساحة المعركه , وحدث هذا في أكثر من جبهه في الحرب العراقيه الأيرانيه وحتى في حرب الخليج الأولى والثانيه مع الامريكان , وهذا ما مكن الأمريكان من أحتلال بغداد. ان ضعف الدور الوطني للأعلام الحكومي , وضعف البنيه الثقافيه والعقائديه للمجتمع ,هي من توفر السوق الرائجه لهذه الظاهره الضاره , وتوفر الأرضيه الخصبه لأستفحالها , وتجذرها في البنيه الأجتماعيه ,حتى تتحول الى آفه خطره تهدد كيان الدوله والمجتمع .
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رساله أيرانيه على جناح يمني
- العراقي والوسطيه
- لماذا يضرب الحشد
- جدلية القياده والأمه
- الأنفصال الذي يدعم وحدتنا
- نظريات أختنقت في غير فضاءها
- (على حافة الهاويه)
- جذور الدكتاتوريه في العالم العربي
- ليس هناك مجدآ
- أنتظار بطل
- الهروب من الحريه
- العشيره والسياسه
- العشيره وقوة القانون وسيادة الدوله
- الأنتلجنسيا وقوة التغير
- أعمده شرعنة للأحتلال العثماني
- مفهوم التقيه المفترى عليه
- حديث الفرقه الناجيه وجذور التطرف
- الولاء والبراء وجذور التطرف
- نحن في العصر الترامبي
- الفكر هو : الماكنه والوقود والسكه


المزيد.....




- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - عدوى الرأي