أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سليم نزال - وداعا لينين !














المزيد.....

وداعا لينين !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 16 - 09:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




كنت اسير فى شوارع مدينة كراكوف البولندية قبل بضعة اعوام انتظر صديقة صحافية كانت ستاتى من وارسو بالقطار . ذهبت مبكرا لاستقبالها فى محطة القطارات .لكم احب محطات القطارات . انتظر احدا او ينتظرنى احد . فهى امكنة يجتمع فيها الشوق و الحنين و الذكريات .ولانى لا اعرف المدينة غادرت الفندق مبكرا و سرت اتمشى فى المدينة عندما شاهدت هوستل اسمه وداعا لينين .كان الوقت ربيعا و الشمس مشرقة . جلست فى مقهى افكر فى تلك العبارة التى تكتب فى بلد كان شيوعيا لبعض الوقت .لا اعرف بالطبع متى تمت تسمية الهوستل بهذا الاسم و لكنى اعتقد انه لا بد انه حصل بعد انهيار الكتلة الشرقية .
كان الانهيار سريعا الى درجة اننا كنا نلهث وراء المحللين نتابع ما كانوا يقولونه على التلفزيون النرويجى .لم يكن وقتها لا فضائيات و لا شىء .
صديق شيوعى تركى قال لى بعد ان بدا الانهيار فى اوروبا الشرقية ان الاتحاد السوفياتى اكبر من ان ينهار! و .كنت اود ان اصدقه .و بغض النظر عن راى فى ما وصل اليه الاتجاد السوفياتى من مرحلة جمود و ركود و ا نفصال بين الشعب و القيادة لا يمكن للمرء ان ينسى ان وجوده كان داعما للكثير من الشعوب التى تحررت بفضل دعمه و منها دعمه الشعب الفلسطينى .

كنت اشرب القهوة و انا افكر بكل هذا التاريخ .لقد تغيرت اوروبا كثيرا قلت فى نفسى . و قد بدات تظهر افكارا مثل الافكار المبشرة بانتصار نهائى للديموقراطية مثل افكار فوكويانا لكن كان التساؤل حينها كيف ستكون عليه اوروبا فى المراحل اللاحقة.
و كتبت يومها مقالا نقدى طويل فى صحيفة الشرق الاوسط قلت انه لا يوجد شىء نهائى فى التاريخ! فقد سبق ان اعلن هيغل نهاية التاريخ مع الغزو النابليونى لاوروبا فى القرن الثامن عشر .ثم جاءت هزيمة واترلو لتاسس معادلات دولية جديدة.كانت اوروبا قد نفضت غبار القرون الوسطى فكر و صناعة .بدات مرحلة القطار البخارى و السفن العملاقة و اشتداد عود الراسمالية و الانتشار الامبريالى .كانت المصانع مليئة باطفال من السادسة و العاشرة من العمر ممن يغملون 14 ساعة فى اليوم .و مثلها كان يعمل الرجال و النساء بلا اى حماية .كان الوضع ماساويا حقا .
و لعلها ليست صدفة انه فى الوقت الذى كان كارل ماركس يكتب مانيفستو الحزب الشيوعى فى عام 1848 كانت الانتفاضة قد بدات تزحف من بلد اروبى لاخر .كل ذلك كان يبشر بولادة عهد جديد . هذا العهد قوامه تحرير الانسان من العبودية الاقتصادية . و قد عبر فلاديمير لينين عن ذلك التوجه بالقول ان الحرية فى ظل الراسمالية تعادل حرية مالكى العبيد ايام اليونان القدماء.

قبل ذلك بوقت اى فى اعواl نهايات السبعينيات و اواخر الثمانينيات شاهدنا مؤشرات مقلقة فى عصر ريغان تاتشر . اول حرب شنتها تاتتشر كانت على نقابة اعمال البريطانية القوية .كانت حربا شعواء بالفعل ادت لانتصار تاتشر .يوم انتصارها كان يوما حزينا بالنسبة لى .بدا لى ان غيوما سوداء بدت تتكون فى الافق ؟ كان التاريخ كان قد بدا يسير باتجاه فى غير الوجهة التى نتمناها و هذا حدث ربما لم يلق الاهتمام الكاف لفهم رمزيته و دلالاته .و كان غزو الاتحاد السوفياتى لافغانستان الحدث الاخر الذى سرع بنهاية التجرية السوفياتية و فتح جحيم الاسلام السياسى الذى لم نزل نعانى منه الان . لكن لم يكن خيالى بتلك الخصوبة ان اتوقع ان تجربة الاتحاد اليوفياتى العظيمة ستنهار .

كنت ما زلت اجلس فى المقهى اشرب القهوة فى الشمس الساطعة فى ذلك اليوم الجميل. طلبت فنجانا اخر من القهوة من النادلة الجميلة التى بدت لى كانها قادمة للتو من الريف
البولندى او هكذا تخيلت . و لى صديق كاتب نرويجى كان يقول لى ان المقاهى امكنة مظلمة بدون النادلات الجميلات و كان من عادته ان يذهب و ان يكتب فى المقهى .كنت افكر كيف سيكون ملء لفراغ انطلاقا من النظرية الفيزيائية التى يمكن تطبيقها على السياسة ان الطبيعة لا تقبل الفراغ .فمن خمسينيات القرن الماضى ادى التنافس الاوروبى مع الاتحاد السوفياتى الى قفزات كبيرة فى ىتحسين اوضاع الطبقات العاملة فى اوروبا .لم تعد تلك الراسمالية الى لا ترحم كما وصفها تشارز ديكينز فى روايته قصة مدينتين .

و تطور الامر ليصل الى دولة الرفاهية و ما كان ذلك ليحصل لولا نضال الاحزاب الشيةعية و الاشتراكية و لولا المنافسة مع الاتحاد السوفياتى .

فى غضون عقد و نيف حصلت تطورات دراماتيكية كان على المرء ان يفكر بغمق لاجل فهم ما يجرى و كيف سيكون عليه المستقبل .

اول تلك التطورات كان بروز ظاهرة العولمة التى ترافقت الى حد ما مع مرحلة نهيار الكتلة الشرقية .و تاثير التقنيات الحديثة على العمال و المصانع .لقد انتهى زمن مصانع و عمال القرن التاسع عشر كما كان ايام كارل ماركس . لم يعد هناك مصانع كبيرة كما كان من قبل و حتى العمال صاروا اقرب الى تفنيين منهم الى عماال يبيعون قوة عملهم .ثم راح اصحاب المصانع الكبرى ينقلونها الى العالم الثاتث الفقير حيث يدفعون اقل للعمال و حيث مواد الخام الرخيصة و حيث لا توجد اطر نقابية تحمى العمال و لعل البعض يتذكر كارثة مصنع الكيماويات الهندى .

و قد ترافق ذلك مع بداية اختفاء الاحزاب الشيوعية الاروبية و حتى الاشتراكية فى مراحل لاحقة .بدا عصر النو لبيرالية .
يتبع



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الويك اند
- الجذور التاريخية لصفقة القرن
- البعد الفلسفى للمكان
- رؤى داخل الصهيونية ؟
- ليس المطلوب ان يكون الخطاب عنتريا لكن ليس مفيدا لقضيتنا ان ي ...
- فى العمل الثقافى!
- هل اقتربنا من اليوم الذى نقول فيه العدو السعودى؟؟؟؟؟ ‍
- جبال من الاكاذيب! حكاية قرص الفلافل التى انقذت حياة هذا الكا ...
- انتهى العالم القديم و اعتقد اننا نعيش فى اكثر المراحل خطورة ...
- من الشليتى الى السرسرى مصائب فوق مصائب!
- الثلاثاء الحمراء مجددا فى فلسطين !
- فيورس كورونا يثير العنصرية البغيضة تجاه الصينيين و الاسيويين ...
- حول سوسيولوجيا عقل الالغاء
- ين ماكس ويبر و كارل ماركس ؟ اشكالية المقاربة !
- اشعار فلسطينيه من المغتربات تحن لارض الوطن!
- حول البعد الثقافى و فكرة التقدم!
- نهاية الحلم الامريكى فى( مصرع بائع متجول!)
- عن الزمن الجديد!
- اقدار البشر !
- كانت اياما2ّ!


المزيد.....




- حزب العمال: لا خيار أمام العمال والكادحين إلا الثورة ضدّ الت ...
- إضراب عمال “الشوربجي” لليوم الثاني.. للمطالبة بحقوقهم المالي ...
- فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بشراكة مع جمعية النخبة ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 602
- كفاح الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد، وملتقاها ال ...
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 603
- نجل نتنياهو: إسرائيليون من اليسار ربما يقفون وراء حرائق القد ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو
- تيار البديل الجذري المغربي// اليوم الاممي للعمال 2025، فاتح ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدين بقوة قمع ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سليم نزال - وداعا لينين !