أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - حديث الويك اند














المزيد.....

حديث الويك اند


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 16 - 00:15
المحور: سيرة ذاتية
    


امضيت وقتى اليوم فى الكتابة لهذا اليوم .و قبيل المساء ذهبت للمقهى للقاء صديق .كان المقهى فارغا الا من زبائن قله .احداهن كانت شابة تكتب على الكومبيوتر و هى تبدو منهمكة جدا فى الكتابة .و بعد وقت جاءت امراة اعرفها من زمن طويل .و لهذه قصة طريفة لانى استاجرت غرفة عندها قبل ثلاثين عاما عندما كنت انتظر ان تاتى الموافقة ان احصل على غرفة فى السكن الجامعى, و بقيت عندها ثلاثة اشهر .و ذات يوم جاءت لغرفتى فظهر عليها علامات الدهشة اذ رات الكتب و المجلات فى كل مكان. ضحكت و قال انت اكثر شخص فوضوى استأجر عندى .قلت لها مازحا هذا امر لصالحى لانك لن تننسينى بسرعة .كانت امراة طيبة و لكن لم يكن نصيبها من الجمال الجسدى يعادل طيبتها . اقامت علاقة قصيرة مع شاب اريتيرى كان مدمنا على الكحول لذا انتهت الامور بسرعة.

كانت قد مرت اعواما طويلة لم ارها و بالفعل كاد يختلط على الامر و لكنى حين دققت النظر ادركت انها هى .قلت لها ارايت كم يمر الوقت بسرعة !قالت فعلا .قلت لها مازحا هل لى ان استاجر غرفة عندك ضحكت و قالت هذا مستحيل !
كانت الحارة التى سكنت فيها عند تلك السيدة غالبيتهن مطلقات.و كنت حين امر فى الطريق كنت ارى العيون ترمقنى و لذا كنت اسير فى الطريق انظر امامى بدون ان انظر هنا او هناك .
اخبرت صديقى عن حكاية عن ذلك فابتسم و راح يروى لى حكايات عن البلد الاوروبى التى درس فيها .

و انا اسعد كثيرا ان استمع لتجارب اشخاص فى بلاد لا اعرفها .و لذا فانى عادة اكثر من الاسئلة لكى ادع الشخص يتحدث باسهاب .و تجارب البشر ايا كان فيها قواسم مشتركة مثل المرحلة الطلابية يبقى لكل تجربة خصوصيتها وفرادتها .و لذا من المفيد ان يستمع المرء لتجارب الاخرين لاننا نتعلم الكثير .و اعتقد انه سبق لى القول ان العرب لا يهتمون كثيرا بالاسئلة .و اعتقد ان هذا خطا كبير ينبغى تعلمه .و انا اعطى امثلة من تجربتى فى هذه البلاد .من النادر ان اقابل اشخاص عربا حديثين العهد بالبلاد يسالون عن البلاد.او ان غالبية الاسئلة مقتصرة على جانب المنفعة المادية . و احيانا كنا نشعر ان الشخص الحديث العهد يعتقد انه يعرف اكثر منا الذين امضينا جل عمرنا فى هذه البلاد و هو امر محزن .
و هناك من الفلسطيين الحديثى العهد من هو متحمس لشرح قضيته امام النرويجيين بدون ان يعرف لغة المجتمع و لا ثقافة المجتمع .و هذا غير ممكن .و اى جهد يبذل ايا كان مخلصا يبقى سطحيا و تاثيره محدود .اذ لكل بلد حقلها الثقافى المختلف و ان تحدث المرء عن الكفاح المسلح فى بلد مثل اليونان قد يكون مقبولا و فى بلد اوروبى اخر قد يعتبر ارهابا .
و كنت فى البداية اسعى لتقديم نصائح لكنى توقفت عن ذلك لانى وجدت ان لا احد مستعد ان يسمع.و هو امر محزن لانه يمنع تراكم الخبرات بحيث يبدا كل جيل من الصفر .

اعتقد ان الشخص الذى لم ينخرط حقا فى المجتمع لا يمكن له ان يعرفه جيدا و بالتالى لا يستطيع التاثير فيه و هذا امر اتوجه به خاصة للشباب الفلسطيون و العرب . الانخراط فى المجتمع مستويات مختلفه . الانخراط فى الجو الطلابى يبقى مقتصرة على هذه البيئة و هى بيئة تختلف الى حد كبيرعن المجتمع الاساسى لاسباب لا مجال لذكرها الان .و الانخراط فى العمل يساعد كثيرا فى معرفه المجتمع افضل .و العيش او الزواج مع امراة من هذه البلاد يساعد كثيرا فى معرفة المجتمع .و الغالبية منا فى تلك الاوقات مر بكل هذه التجارب.
لكن هناك امر اسميه المعرفه المتجددة اى الاب ديتنغ .و اقصد بذلك ان يبقى المرء على اتصال بالمتغيرات التى تطرا على المجتمع لان المجتمع يتغير .و هنا على سبيل المثال حصلت تغيرات كثيرة خلال العشرين عاما الماضيه .
اوسلو القديمة تغيرت تماما و العالم كله تغير من ذلك الوقت .و التغييرات شملت الاجتماع و الاقتصاد و السياسة الخ و جاءت العولمة لتضرب و تحدث تغيرات اكثر .النرويجى الساذج الذى عرفناه فى البداية لم يعد ساذجا .تغيرت الدنيا !

لا توجد مدينة تعلقت بها على مستوى التجربة الشخصية اكثر من اوسلو .لى ذكريات فى كل حارة و كل مكان . و حين اكون خارج البلاد اتخيل نفسى اسير فى شوارعها.و خلال هذه المسيرة فقدت الكثير من الاصدقاء سواء بالموت او انهم انتقلوا لبلاد اخرى .و عندما كنا فى جنازة المرحوم ابو خضر سرت بين القبور لاجد العديد من الاصدقاء يرقدون هناك .تذكرت درويش حين قال ذهب الذين نحبهم ذهبوا !

كان على العودة .ودعت صديقى و صعدت فى الحافلة التى تصل الى بيتى .كان الهواء لبارد يهب بين الحين و الاخر. نظرت من خلال الحافلة الى ذات المكان الذى احفظه عن ظهر قلب.و مضت افكارى بعيدا تتذكر من رحلوا .
طالت الغربة قال لى صديق .لا اعرف كيف اجيب .لم اعد اعرف ان كان على ان اسمى المكان الذى تطورت و كبرت فيه غربة. كان ذلك فى البداية لكن بعد كل هذه الاعوام لم يعد كذلك..



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذور التاريخية لصفقة القرن
- البعد الفلسفى للمكان
- رؤى داخل الصهيونية ؟
- ليس المطلوب ان يكون الخطاب عنتريا لكن ليس مفيدا لقضيتنا ان ي ...
- فى العمل الثقافى!
- هل اقتربنا من اليوم الذى نقول فيه العدو السعودى؟؟؟؟؟ ‍
- جبال من الاكاذيب! حكاية قرص الفلافل التى انقذت حياة هذا الكا ...
- انتهى العالم القديم و اعتقد اننا نعيش فى اكثر المراحل خطورة ...
- من الشليتى الى السرسرى مصائب فوق مصائب!
- الثلاثاء الحمراء مجددا فى فلسطين !
- فيورس كورونا يثير العنصرية البغيضة تجاه الصينيين و الاسيويين ...
- حول سوسيولوجيا عقل الالغاء
- ين ماكس ويبر و كارل ماركس ؟ اشكالية المقاربة !
- اشعار فلسطينيه من المغتربات تحن لارض الوطن!
- حول البعد الثقافى و فكرة التقدم!
- نهاية الحلم الامريكى فى( مصرع بائع متجول!)
- عن الزمن الجديد!
- اقدار البشر !
- كانت اياما2ّ!
- ملاحظات عابرة حول الحضارة الامريكية!


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - حديث الويك اند