|
المعدن..
محمد الزهراوي أبو نوفله
الحوار المتمدن-العدد: 6484 - 2020 / 2 / 6 - 01:52
المحور:
الادب والفن
المَعْدن.. إلى البصرة/ مدينة السياب.. في محنتها الأخيرة
مِن هذا المنْفى السِّرّي في وحْدَتي.. أُحَدِّق في شَجَنٍ وَأمُدّ أصابِعي . تِلْكَ تُيوسُ الْماءِ تتَقَدّمُ صوبي.. لَها وهَجُ التّحَوُّلِ. لها غَضَبٌ يُهَرْوِلُ في برْدِ ناري سَعيراً.. تَمُدُّ جِسْراً أو تشُقّ القناة ! غَنّوا حُفاةَ السُّفوحِ لِعَرَباتي. بي شَبَقٌ لأُضاجِعَ أخْضَرَكِ النّهارِيَ ذاتَ فجْرٍ في واحَةٍ ما..وإنْ في الْحُلمِ مع السياب وحافِزٌ مِنْ فُحولَة. وَلَوْ أنِّيَ مُثْخَن والْجُسورُ ضِدّي.. يَحُثّني الْهَديرُ ! ويُرَفْرِفُ الجَناح كيْ يفْقِسَ بيْضكِ الّذي هوَ خُلاصَة ما اقْترَفْتُ بكِ مِن حُبّ خِلال.. عمْرِيَ القَصيرِ! ظِلٌّ مَديدٌ أحَدّثُ الأهْلَ عَنْ سِيرَتِهِ.. لا شَيْء سِواه. بَياضٌ في حُقولي وَغَمامٌ يُسَيْطِرُ.. هُوَ الهدْمُ..على الطّريق إلى إيثاكا في رحيلِيَ الطّويل.. ولِمَعْدنِهِ في أرقي سطْوَةُ الْعُذوبَة. وَلا مَطَرٌ إنْ لَمْ يُشْفَ قرْحُكِ أنا ألْهَثُ..وأتَمْتِمُ كنَبِيٍّ قديمٍ.. بِصلَواتي المبْهمَة! لأقْرَأَ صَحائِفَكِ عَن الآتي كَوابِلٍ عَلى هَيْئَةِ طَيْر. أحْلُمُ بِإعْصارٍ معَ َ النُّدامى لِألْقاكِ في ساحَةِ الأيام بِاليَنابيعِ والوُعول والرّقصِ والْموسيقى. كُفَّ ياحَديدُ زُرودَكَ عنَ خِراف الْحِبْرِ.. إذْ مِن الْهَوْلِ صَدأُ الْحَديد.. وأنتَ يا نُحاسُ يَجْرُفُني مِلْحُكَ. كُنْ شُجوني .. في انْتِظارِ العيد إلقَتيلِ حتّى يَرِد إلى مَدينَتي حيْث الأهْلُ عبيدٌ أسْرى وكُلّ قابيلٍ فيها يشْحَذُ سكّينَه! لا يتورّع وإن هِيَ في أتون حرْب فأنا انْعِكاسُكَ الْجِنْسيّ ..إيقاعُ طبَقاتِكَ الْعُلْيا.. الْمَجْنون الذي رَأى..وأنْتَظٍرُ فيها على العتبَة الصّباح الذي يُقْبِل ضاحِكاً كغَديرٍ بِوَجْه امّي. فطاوِعني لِأطْردَ مِن حاناتِها.. خفافيشَ اللّيْل لِأُزيح عنْ وجْهِها الظّلام الدّامِس.. فأراها فِردَوْساً يفْتَح إليّ بابَه وأجْلبُ لَها الفرَحَ مَع المخْتارينَ مِـن العُشّاق.. بِفَصيح شِعْري! أدّخِر لها سنابِل كيوسف خوْف الحاجَة أو.. خشيَة الإملاقِ وأتَباها بِنُقوشِكَ في سُطوعِها المَوْصوفِ الذي يغْمرُ العالَم.. وعُرْسِها الْمَحْبوب.
يناير 2020
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحقيقة
-
مناجاة طيف
-
عاشق..
-
كان هذا.. ذات حلم؟!
-
أعرف من أنت..
-
أنا.. وشفتاك
-
جُنونُ الحُبّ
-
يتْبَعُم.. الغاوون؟!
-
هُوَ؟!
-
إنْتِظاري.. هذا الأخير
-
إلى ال.. فصيدة الحمقاء
-
الشّيخ الأنيق / شعر أحمد حُسام
-
أعرِف مَنْ أنْت
-
أنوثة الماء
-
أنا عبد..بني الحسحاس
-
ذِكْرى صداقة..مع مالكة حبرشيد
-
أشْتاقُك
-
الفخر
-
صفحتي البيضاء / مع تعقيب غازي أحمد الموسوي
-
آخِر النِّساء
المزيد.....
-
طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب
...
-
الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو
...
-
الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض
...
-
الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة(
...
-
شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و
...
-
في وداعها الأخير
-
ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
-
عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني
...
-
شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
-
صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|