أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - الدور المصرى الغائب وتأجيج الصراع الإقليمى فى الشرق الأوسط وإفريقيا














المزيد.....

الدور المصرى الغائب وتأجيج الصراع الإقليمى فى الشرق الأوسط وإفريقيا


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6480 - 2020 / 2 / 2 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دور المصرى الغائب و تأجيج الصراع الإقليمى فى الشرق الأوسط وإفريقيا
أثارت مناسبة منح مهرجان زيمبرأوبر/دارأوبرا فى مدينة دريسدن الألمانية، وسام سان جورج ، للرئيس عبدالفتاح السيسى، الجدل بشأن الدور المزعوم للرئيس المصرى فى محاولة تحقيق السلام الإقليمى فى الشرق الأوسط وإفريقيا ، وبصرف النظر عن الإنتقادات الشديدة الموجهة لسياساته الداخلية، وفى حدود السياسات الخارجية التى إستندت عليها الجائزة، فهل هى حقاً سياسات ساهمت فى تحقيق السلام الإقليمى ، أم على العكس من ذلك، حيث أدت سياسات الحياد، والتركيز على الداخل، وغياب خيار الردع الإستراتيجى فى الخارج، إلى خلق حالة من الفراغ الإستراتيجى، والإخلال الشديد بموازين القوى فى الإقليم، ساهم فى تفاقم ثلاث أزمات كبرى من أزمات الشرق الأوسط ، فى اليمن وسوريا وليبيا، بالإضافة إلى مشكلة النيل الإفريقية، وأدت فى النهاية إلى غياب دور مصر الإقليمى وماترتب على ذلك من مشاكل جيوسياسية كارثية.
فبإستثناء اليمن التى كان تقزيم دور مصر فيها خطيئة سعودية بشكل أساسى، عندما رفضت مبادرة القوات العربية المشتركة التى تقدمت بها مصر فى مارس 2015، بعد الإنقلاب الإيرانى الحوثى بأشهر قليلة، وكانت فى الواقع أنسب الطرق الناجعة للرد على هذا الإنقلاب وماأعقبه من تداعيات كارثية، حيث إنسحبت فجأة من التوقيع على بروتوكول إنشاء تلك القوات فى أغسطس من نفس العام 2015، بعد أن أطلقت عاصفة الحزم، وتطلعت لقيادة المنطقة من خلال حلف إسلامى سنى يضم باكستان وتركيا وقطر، وإكراه مصرعلى الإنضمام إليه بالضغط الإقتصادى، الذى وصل ذراه بقطع إمدادت المحروقات الشهرية عنها فى العام التالى مباشرة 2016 ، تلك الأزمة التى لم تنتهى إلا بعد أن تبينت السعوودية عقم مسعاها فى تزعم حلف يضم نظم كتركيا وقطر،وعادت مرة أخرى إلى الحليف المصرى، الذى كان قد قرر الإنزواء وعدم المشاركة فى أية أحلاف عسكرية أخرى ، كما كان الصراع اليمنى نفسه ، قد تطور إلى حالة معقدة من الحرب المفتوحة، الغير قابلة للحسم مؤقتاً.
لكن السعودية لم تكن حاضرة فى سوريا وليبيا ، فهنا كان نظام السيسى يعبر عن سياساته الخارجية الحيادية بحرية وبإختيار إرادى، فى مواقف غامضة ملتبسة، حيث إرتكب فى سوريا خطيئتين سياسيتين لايمكن غفرانهما، الأولى هى عندما منح العالم فرصة رد الإعتبار لمصر مرة أخرى، وعند تأسيس مقترح إنشاء المناطق الآمنة لإيواء اللاجئين السوريين، برعاية التحالف الدولى ، بأن يكون الجيش المصرى المحايد المحترف هو حاميها ، وليس قوات التحالف الإسلامى السنية المذهبية التى إقترحتها السعودية، فقد رفض السيسى هذا الإقتراح بحجة الحرص على عدم الزج بالجيش المصرى فى مغامرات خارجية ، لكن الواقع أنه كان يخطئ فى حق مصر وجيشها ودورها الإقليمى الطبيعى ، وفى حق الشعب السورى الذى كان يحتاج للمساعدة ، وفى حق الإقليم المضطرب، وفى حق العالم الذى كان يسعى لفرض الحل السياسى بدلاً من الحل العسكرى الذى إختاره بوتيين وحلفائه، لقد إختار السيسى مناصرة حلف الطغيان فى الواقع، وترك السلاح يتكلم، حيث كان ذلك أقرب إلى طبيعته الشخصية، وإلى خياراته الطبيعية، وهو ماأثبتته الأحداث بعد ذلك ، فى تعامله مع الخطيئة الثانية، عندما رفض منح الأكراد بعض المعونة العسكرية فى مجال الدفاع الجوى، محدودة الخسائر البشرية، عندما هاجمهم طيران أردوغان، وقضى على مقاومتهم الباسلة، وأنشأ منطقته الآمنة، التى سرعان ماأصبحت وكراً لجهادى الإخوان ، خصومه المفترضين، لكن الواقع أنه مرة أخرى، كان قد إختار حلف الطغيان، بدلاً من كردستان الحرة.
أما فى ليبيا فقد كانت الخطيئة أعظم من كل الخطايا الأخرى، حيث أدى التأخر فى تقديم دعم عسكرى ملموس لقوات شرق ليبيا، وبحجج واهية تلائم منهج السلامة الشخصى وليس السياسى ، من أجل إسترداد غربها وتطهييره من الميليشيات، إلى حلول أردوغان وميليشياته وإتفاقاته السياسية والإقتصادية إلى المشهد الليبى فى طرابلس، والتى أدت فى النهاية إلى تهديد أمن وسلامة كل منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط وإفريقيا.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد كان لسياسة الإنسحاب تلك ، تأثيرها على الملف الإثيوبى الإفريقى أيضاً ، حيث رصد صانع القرار الإثيوبى، تراجع الدور الإقليمى المصرى المتزايد جنوباً وشمالاً ، فمضى فى مشاريعه المائية بتسرع ، دون مراعاة لأمن وسلامة جيرانه ، مما أصبح يهدد بنشوب حرب إفريقية فى أى لحظة ، والخلاصة هى إنه فى العلاقات الدولية ، ليس كل سلام سلاماً، وليس كل هجوم عدواناً، ففى السياسة كما فى الحياة، الوقاية خير من العلاج، والردع خير من الهجوم، ويبقى الدرس الأكبر فى النهاية ، هو أن تغييب الدولة ومؤسساتها ونخبتها السياسية ، لصالح مزاج رجل واحد ،لا يترتب عليه فقط مثل هذا العبث بمكانة شعبها ومقدراته، ولكن أيضاً بأمن الإقليم وتوازناته ، فمن ديكتاتور إلى آخر، تختلط الأوراق ، ويضيع المنطق السياسى ، وتتحول حياة الناس إلى شقاء وفوضى!!!



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية للمعتقلين
- مقتطفات من كتابى قصة مصر فى العصر الإسلامى/ العصر العثمانى
- كل عام وأنتم بخير
- ثورة العراق ولبنان، وداعش الكبرى إيران
- المصادر الأصلية للقرآن -كلير تيسدال - الفصل الثالث - مؤثرات ...
- الحرب الأهلية اللبنانية - ذكريات ومؤشرات
- جامعة دمنهو ومقالى المغدور
- حراك مصر والسودان وحزب فرعون
- الأستاذ طارق حجى - رؤية غير محايدة
- تاريخ الإسلام بين الوعى الزائف والصهر القسرى
- الشرق الأوسط بين الصفويين والعثمانيين والوطنيين المزعومين
- فى الرد على يوسى كلاين هاليفى- رسائل إلى جارى الفلسطينى - عب ...
- سجون مماليك يوليو-من محمد نجيب إلى محمد مرسى
- توماس جيفرسون ، مسيح العالم الجديد
- الربوبية بين الكفر والإيمان
- إنتخابات الرئاسة الإندونيسية ومعركة الديموقراطية
- مصر المسيحية - تأليف - إدوارد هاردى - ترجمة -عبدالجواد سيد
- شم النسيم - عيد الفرح والخلود
- تاريخ مصر فى العصور الوسطى - تأليف ستانلى لين بول - ترجمة عب ...
- مصر الحديثة وصراع الهوية


المزيد.....




- داخل أطول الأودية الضيقة في العالم على شكل أفعى في أمريكا
- السعودية الثانية.. أعلى 10 دول في احتياطيات النفط عالميا بعا ...
- الملل: ما الأسباب التي تجعل البعض أكثر عرضة للشعور به؟
- مؤكدة وفاته انتحارًا.. وزارة العدل الامريكية: لا يوجد قائمة ...
- روسيا تزيد من وجودها العسكري في أرمينيا.. ما الهدف؟
- مدريد تستضيف القمة الثالثة مع أفريقيا لتعميق الاستثمار والتج ...
- رائد الصالح من قيادة -الخوذ البيضاء- إلى وزارة لإدارة الطوار ...
- -إسرائيل تقوم بالعمل القذر من أجل الغرب-.. ما معنى ذلك وما ت ...
- محكمة بريطانية تنظر في اعتداء مزعوم على ضباط شرطة بمطار مانش ...
- -يا إلهي!-.. فتيات تم إجلاؤهن من فيضانات تكساس يُصعقن بالدما ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - الدور المصرى الغائب وتأجيج الصراع الإقليمى فى الشرق الأوسط وإفريقيا