أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - صفقة القرن .. الموقف العربي














المزيد.....

صفقة القرن .. الموقف العربي


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 6477 - 2020 / 1 / 30 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نتحدث عن الموقف العربي مما صار يعرف على أرض الواقع ب"صفقة القرن"، فنحن بصدد الحديث عما يشبه "جسدا شبه ميت"، يتفاعل من حين لآخر مع صدمات التاريخ القوية فقط، من باب ما يسمى في علم التشريح ب "الانعكاس العصبي الحسي"، و هو بالضبط ما يحدث عندما يتم صعق قطعة معزولة، أو جسم ميت بأكمله، لفأر تجارب أو أي عينة تجريبية أخرى بالكهرباء !

فالانعكاس "العصبي الحسي" هنا، يمثل "ردود الافعال" المتأخرة، و ليس المواقف بكافة أشكالها، قارة كانت أم متحولة !
ردود الأفعال هذه، التي تتواصل بشكل مكرور و مكروه، باهت، بصيغة موحدة منزلة و هامش ابتداع ضيق جدا، يراد لها أن تعيد صياغة شيئ سيسمى اعلاميا و سياسيا و ديبلوماسيا، ب "الموقف" العربي، من صفقة القرن !

ما يسمى بالموقف العربي، من صفقة القرن، كما تعبر عنه، البيانات الرسمية، التصريحات المسؤولة، القرارات و الاجرائات و التدابير ( افتراضا) ، هو في أصله "رد فعل"، و ليس "موقفا" !
أي أنه موقف من "الاعلان عن الصفقة"، وليس موقفا من "الصفقة"، و هذه مغالطة يتم الترويج لها بدهاء و خبث شديدين، في خضم أجواء اليأس و الحنق و الغضب السائدة !

فيما يخص المفاضلة، بين "رد الفعل" كطارئ أو مستجد، و "الموقف" كأصل ثابث قابل للتغير بطبيعة الحال ، فلا وجود لفارق اجرائي كبير، أو "مردود" معين يفيد في التمييز بين المستويين، سواء من حيث القيمة على أرض الواقع، أو من حيث القيمة السياسية، كمدخل نحو سياسة الواقع ، و التأثير على أرض الواقع، نحن نتحدث في كلتا الحالتين عن "كلام"، لا يلزم حتى قائليه، باعتبارهم مجرد أدوات منتهية الصلاحية ! أو عروشا على كف عفريت .
لكن، بالعودة ل"ردود الأفعال"، التي يراد لها أن تظهر كمواقف، سنلاحظ أنها جائت في صيغة شبه موحدة،

مذيلة بجملة أو اثنتين تعكسان نوعا من "التمايز" بين ذلك النظام أو ذاك، بما في ذلك البيان الرسمي القطري الذي جاء "صادما"، للبعض، حيث تبنى نفس الصيغة الشبه موحدة، مع اضافات بلاغية غير مقنعة حتى في هذا الباب، أي استهلاك الكلام !

نجد أن مصر، السعودية، البحرين و الامارات، أي الدول المشاركة فعليا في تشكيل الهياكل التفعيلية الافتراضية لهذه الصفقة، و بالتالي صياغة بنودها و تفاصيلها على الورق، اكتفت بنفس الكلام تقريبا، بل و ابتعدت عن كل ما يمكن أن يفهم ك "رد فعل" على خطة معينة، على حساب "الموقف"، منها، و من أطرافها الثلاث الواضحة ! و هنا تكمن "الحبكة" الأمريكية، أو التخطيط على مستوى آخر جد متقدم، يستهدف أنماط الوعي و تمثلات العامل السيكولوجي لدى الكائن العربي في حالة الخدر و الهزيمة و الانبطاح، و الأنظمة في حالة الافلاس و التخبط الشديدين ..

أي أن "رد الفعل" العربي الرسمي، لا يجب أن يرى كموقف يعبر عنه -لحظيا- نظام أو أكثر- من حدث طارئ، بل كموقف متجذر متأصل في صيغته الفضفاضة التي دأبت الانظمة على اخراجها و اجترارها .. لدرئ الحرج !

و هنا نتحدث عن الجانب الاجرائي، أو التنفيذي، حيث يظل لزاما على هذه الأنظمة، و مؤسساتها الرسمية المباشرة و الغير مباشرة، الحفاظ على قليل من "الموقف/اللاموقف" .. بعيدا عن "ردود الافعال" التي لن تكون الا تجسيدا لواقع "الجثة" العربية، في وضعها المهين، المهزوم، و منظرها و هي تتجاوب مع الصدمات وفق المبدأ العلمي الذي عرجنا عليه في البداية، وهو

"الانعكاس العصبي الحسي"..



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجيديا -عبرانية -
- صفقة القرن .. الموقف الأوروبي
- صفقة القرن .. عصفوران في اليد، خير من عشرة فوق الشجرة !!
- صفقة القرن و ترامب .. عصفوران في اليد ، خير من عشرة فوق الشج ...
- كورونا .. بين البيولوجيا و الايديولوجيا ..
- -صفقة القرن- من جديد
- فرنسا ، الكنيسة، و -النخاسون الجدد-
- العدل، بين الغاية .. و القيمة !
- كلمة مختصرة لابد منها، بخصوص ما يسمى ب -لجنة النموذج التنموي ...
- العالم العربي .. بين التوغل في التيه و تغول الأزمة البنيوية ...
- عن -الزواج - .. و الزواج مع الأتراك
- فارغ / احاطة عاجلة !
- وزير الدفاع السعودي يلتقي العميد طارق محمد صالح
- ماذا بعد مقتل -قاسم سليماني- ؟
- بين -رهاب الذات-، و -اغتراب الواقع- ..
- حول تصريحات الشيخ -الفيزازي- الأخيرة ..
- ايران و قطر .. غلمان و غلمان ..
- على هامش اقالة/ استقالة -جون بولتون-
- -حسن و اسرائيل .. تأملات جينيالوجية ..
- -اسرائيل -و الأمواج العملاقة ..


المزيد.....




- قمة ترامب - شكلا ومضمونا، كل شيء مقابل لاشيء
- سوريا: فيديو متداول لـ-انشقاق قوات من قسد وانضمامها إلى العش ...
- -لا يمكن رشوة بوتين لإنهاء الحرب-- مقال رأي في التلغراف
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- رجال الإطفاء يصارعون النيران للسيطرة على حرائق الغابات المست ...
- مسؤولان سابقان في إدارة بايدن: الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أدل ...
- جعجع يؤكد دعم المؤسسات ويعتبر تصريحات قاسم تهديدا للبنان
- الليثيوم.. المعدن الحيوي يشعل سباقا عالميا في عصر الطاقة الم ...
- صحف عالمية: الطفولة تختفي بغزة وأطفالها يخضعون لجراحات دون ت ...
- “نظرتُ خلفي ولم أرَ أحدًا”.. ناج من فيضان مفاجئ يصف مصرع حوا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - صفقة القرن .. الموقف العربي