مغالطة التوسل بالعيون الزرقاء و الشعر الأشقر !!

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.
(Rawand Dalao)

الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 23:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

( مغالطة التوسل بالعيون الزرقاء و الشعر الأشقر )

قلم #راوند_دلعو

لا يخفى علينا شعور المتدين المحمدي بنشوة الانتصار و السعادة الغامرة لمجرد أن كاتباً غربياً قد قام بمدح القرآن أو اللغة العربية أو أثنى على محمد و ديانته .... و هي ظاهرة نلحظها بوضوح في المجتمعات المحمدية الراديكالية ... حيث يصرعون ربَّنا بعبارات منتقاة مجتزأة من كتب تولستوي أو يُصدِّعون رؤوسنا باقتباس مشوه من كتب برناردشو أو جوستاف لوبون أو زيغرد هونكِة و غيرهم ...

كما نلاحظ شعور المحمدي بالعنجهية و البطولة و الاشرئباب بطاووسية مفرطة لمجرد دخول مواطن أوروبي أو روسي في الديانة المحمدية ! فينظر إلينا شزراً ثم يتشفتر قائلاً : ( لقد دخل هذا العام مائتي بريطاني أصلي في الإسلام ، بينما أنتم تركتم دينكم أيها الجاحدون الكفار المرتدون ! ) ...

#الحق_الحق_أقول_لكم .... إن هذه الظاهرة أسميها مغالطة التوسل بالشَّعر الأشقر و العيون الزرقاء .... !

دعوني ألتفت إلى الأخ المحمدي و أقول له : أضف إلى معلوماتك عزيزي المحمدي ، أنّ مجرد كون الإنسان منحدراً من عرق أبيض أوروبي أو أصفر روسي لا يعني أنه حكيم أو عقلاني أو قراراته صائبة أو جيناته خارقة أو سوبر مان أو خال من الإعاقة ... فهناك ملايين الأغبياء و الحمقى و المغفلين و السذج و المعاقين من هذه السلالة البيضاء ذات الدم الأزرق التي تستوطن شمال الكوكب ...

فلا تفرح عزيزي المؤمن المحمدي بوجود بعض الحمقى الذين ينخدعون بديانتك المحمدية فيتبعونها معتقدين عصمة القرآن بالرغم من أنهم لا يعرفون معاني معظم ألفاظ القرآن .... !

إذ بالله عليك كيف يجزمون _ و هم الأعاجم الشقر _ بعصمة كتاب مكتوب بلغة عربية فصحى لا يعرفونها ؟ أهناك أشد حمقاً و أكثر سطحيةً من أن تغير نمط حياتك و نظرتك للوجود نتيجة إيمانك بعصمة كتاب طلاسم جاءك من جنوب الكوكب لا تفهم لغته ؟

لأنك و لكي تؤمن بصحة المحمدية عليك أن تفحص القرآن كاملاً من مُبتدئِهِ إلى منتهاه لتتأكد من خلوه من الأخطاء ثم لتحكم عليه بإلهية المصدر ، و هذا في الحقيقة يستحيل على عوام العرب فضلاً عن الأعاجم و ذلك لأن القرآن كتاب كبير معقد متشابك غير مرتب ، كما أن معظم مصطلحاته و تراكيبه انقرضت من على الألسن .... فيستحيل سبره و تدقيقه و تحقيقه على غير المختص الذي قضى دهراً في ذلك !

و هذا يؤكد لنا بما لا يدعو للشك سطحية و سذاجة من يعتنق المحمدية من غير الناطقين بالعربية.

و لكن في المقابل عليك أن تعرف عزيزي المحمدي أن الغالب الأعظم من مفكري الشرق الأوسط الجهابذة الذين أثْرَوا الحركة العلمية و الأدبية في العصور الوسطى و العصر الحديث إما لا دينيون أو مرتدون أو لا يكترثون بالظاهرة الدينية ، أي أنهم محمديون بالهوية و المصادفة فقط.

من الرازي و ابن المقفع إلى ابن سينا و الفارابي و ابن الطفيل و المعري و المتنبي و و و معظم علماء و شعراء القرون الوسطى إلى كبار شعراء و مثقفي العصر الحديث لم يكونوا محمديين أو أنهم كانوا غير متدينين على أقل تقدير ، و غير مكترثين بالظاهرة الدينية !!

و هذا يدل على أن الجنس البشري العاقل يميل إلى ترك ديانتك الموروثة التي فرضت على رقابنا بسيف الجهاد القرشي و الإرهاب المحمدي في القرون الوسطى.

فلا تفرح كثيراً ببعض حمقى الغرب من العوام الذين يدخلون ديانتك نتيجة إنفاق المحمديين مليارات البترودولارات على ما يسمى بالدعوة المحمدية و أسميه البرمجة الزومبية المحمدية ! حيث أن من يدخل هذا الدين يتبرمج زومبيَّاً مَحمدياً.

كما عليك أن تأخذ بعين الاعتبار أن الكاتب الغربي لم يكن على علم بوجودك كحاطب ليل تصطاد في الماء العكر و تنتظر جملة مدح يقولها في خبث و حنكة محمد السياسية كي تأخذها و تصرع رب الكون بها !!

فلو عرف ذلك لما قالها صدقني ... !

فصحيح أن شخصيات من مثل برناردشو و تولستوي و مايكل هارث قد مدحوا عبقرية محمد في بعض خجول من كتاباتهم ، لكنهم صرحوا بأنه كذاب و قاطع طريق و ليس رسول الله في مواضع أخرى من كتاباتهم ... فلماذا تجتزئ و تأخذ ما يناسبك فقط ؟

و الدليل على عدم تصديقهم لهرائه هو أنهم لم يؤمنوا به !

و لا خلاف بيننا على عبقرية محمد العسكرية و السياسية و اللاأخلاقية في السطو و التفنن بنكاح القاصرات و فض بكارات السبايا ...

هامش :

الكائن في الصورة عبارة عن هوموسابيان جرماني يحمل كتاباً بلغة عربية لا يفهمها و مع ذلك يعتقد جازماً بخلو هذا الكتاب من الأخطاء !!!!

#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل