القصيدة اللاأدريَّة

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.
(Rawand Dalao)

الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 10:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في الحقيقة لا أدري ... !

و الفلسفة الأشد واقعية هي اللاأدرية ...

و أنا لا أدري !

أما تفسيري للآلام و الشرور ، فلا أدري !

و هل ستعطي الداروينية تفسيراً يقينيّاً لنشأة الحياة ؟ ... لا أدري !

و هل الفيزياء النظرية ستحل معضلة الوجود : أيضاً لا أدري !

ما هي الحقيقة المطلقة : لا أدري !

هل قتل العلم الإله : لا أدري !

هل سيكتشف العلم الإله في نهاية المطاف ليتّفقا و يتصافحا : لا أدري !

أشك أشك ، ثم أصل إلى شك عميق بحيث لا أدري ...

أتعلَّمُ أتعلَّم ثم أصل إلى مرحلة اللاأدري ...

هل هناك مصمم ذكي أم أنه الكون : لا أدري !

#الحق_الحق_أقول_لكم ، يؤسفني أن أغادر هذا العالم و أنا لا أدري ....

فأنا حقاً حقاً لا أدري !

لا أدري !

كل الذي أدريه أن الألم و الشّر يقين ... و أنه لم يستطع أحد من البشر أن يقدم حلاً شاملاً متكاملاً منطقياً لمعضلة الوجود ....

فاللاأدرية يقين يقين !

فأنا قطعاً لا أدري !

و أنا حقاً .. لا أدري !

كان بِوِدِّي أن أدري ، لكنني في الحقيقة لا أدري.

لا أدري لا أدري ...!

و أرى التقوى في كوني لا أدري ...

و أرى الخشوع في أني لا أدري ...

بل إن اِدِّعاء امتلاك الحقيقة و الوصول إلى اليقين إثم مبين ...

فكل الجرائم التي ارتُكِبت عبر التاريخ ... ارتكبها الأدريون ...

و ما أدراك ما الأدريون .... ؟

أولئك المتيقنون من صحة ما يفعلون ... !

كل الذين قُتِلوا بسيف الدين ... قتلهم اليقين الأدري !

فكم و كم من إنسان مات بسيف متدين يقاتل عن يقين معتقداً جازماً بأنه يدري ...

لقد أودى محمد بحياة مئات الملايين لأنه ادعى أنه يدري !!

لقد ذبح هولاكو عشرات الملايين لأنه ادعى أنه يدري !

لقد دفع لينين بروسيا نحو الجحيم انطلاقاً من يقينه بأنه على الحق .... و أنه يدري !!!

و الواقع أنهم جميعاً في خانة اللاأدري !

فالرحمة في كوني لا أدري ...

و التواضع في كوني لا أدري ...

و الواقعية في كوني لا أدري ...

و المحبة في كوني لا أدري ...

و الصلاة في كوني أقف بين يدي الكون خاشعاً ... و أنا لا أدري !!

كما أن منطلقي و دافعي نحو البحث .... ناتج عن كوني لا أدري !!

و محبتي للعلم .... نتيجة مباشرة لكوني لا أدري ...

و الحقيقة كل الحقيقة ناتجة عن كوني لا أدري ...

فأنا حقاً لا أدري !!

#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل