أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد خالص - همسات أم هلوسات














المزيد.....

همسات أم هلوسات


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 14:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وأنا قد تجاوزت العقد السادس من عمري بكثير، رجعت بي الذاكرة الى الماضي والى الكثير من الأحداث التي عشتها أو عايشتها ووقفت أتأمل حياة أشخاص عرفوا السلطة والقوة والمجد أو المال والشهرة أو هما معنا قبل أن تنهار صحتهم وسلطتهم ومالهم ومجدهم، الى درجة لم يعد يتذكرهم أحد أو لا يريد أن يتذكرهم، لان طبيعة البشر تميل دائما نحو من بيده السلطة والمجد والمال.

ومن بين هؤلاء، تذكرت اليوم اللاعب عبد المجيد الظلمي، لاعب الرجاء البيضاوي، ولاعب المنتخب الوطني الملقب بالمايسترو من قبل المغاربة الذين تعودو عليه من بداية السبعينات (وهو ابن الثامنة عشر ) الى نهاية التسعينات، كانت بحق سنوات حافلة بالإبداع والتألق وخلق الفرجة الكروية. وكان الظلمي يعيش في رغد ويحضى بحب وإعجاب الجميع و بتتبع وسائل الاعلام، وكذا ببعض المؤرخين الذين كتبوا عنه الكتب الى أن حصل على جائزة اللعب النظيف من قبل اليونيسكو.
ولظروف ما هاجر عبد المجيد الظلمي، الذي عرف الشهرة و المجد والمال الى فرنسا ليعيش منذ سنين وضعية مزرية داخل غرفة واحدة ضيقة وبوسائل ضئيلة، الى درجة أنه أصبح لا يجد "ثمن عشائه" في الكثير من الأحيان، كما صرح بذلك هو للصحافة.

كما تذكرت اليوم قصة مايكل شوماخار الألماني، سائق السيارات وأسطورة فورمولا 1، الذي فاز 7 مرات بالفورمولا 1، والذي يعتبر بحق من أعظم أبطالها وأبطال سباق السيارات بصفة عامة على مر العصور.
وفي شهر ديسمبر 2013، تعرض شوماخر لإصابة خطيرة في الرأس أثناء التزلج وتم نقله إلى المستشفى، ووضع في غيبوبة مستحدثة طبياً، بعد أن عانى من إصابات في الدماغ ظل على إثرها في المستشفى الى غاية سنة 2014 قبل أن يغادره على كرسي متحرك، وهو مصاب بالشلل نتيجة للحادث وظل شوماخر في غيبوبته لمدة 5 سنوات قبل استعادته لوعيه سنة 2019.
شوماخر اليوم يزن 44 كيلوغرام، ويعيش مشلولا وبوسائل مادية ضئيلة، الى درجة اضطرت معها شريكته إلى أن تصبح بائعة لبعض البضائع، لتسد حاجيتها وحاجيات زوجها، بعدما كان من بين أشهر وأغنى الأشخاص في ألمانيا ان لم نقل في العالم.

وتذكرت أيضا رجل الحسن الثاني القوي، الذي عرف السلطة والجاه والمال والشهرة لعقود، وهو "السي ادريس البصري" ابن مدينة سطات، الذي عرف أسلاك الشرطة وتسلق الدرج الى ان اصبح عميدا ممتازا، قبل أن يلتحق بوزارة الداخلية كمدير للشؤون العامة قبل تعيينه على رأس الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني ثم كاتبا للدولة في الداخلية وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى أن عين سنة 1979 وزيرا للداخلية قبل أن يجمع سنة 1985 بين منصبه كوزير للداخلية ومنصب وزير الاعلام ثم وزيرا للدولة في حكومة كريم العمراني جامع للوزارتين من 1994 الى 1995 ومحتفظا بصفته كوزير دولة وزيرا للداخلية الى غاية اعفائه سنة 1999.
وأتذكر السلطة القوية للرجل التي كان يستمدها من "البطاقة البيضاء" التي منه بها الملك الحسن الثاني، حيث كان الكل يهابه ويخشاه، يعين من يشاء ويعفي من يشاء ويقرر ما يشاء، الى درجة ان مجالس الحكومة كانت تعقد في الكثير من الأحيان بمكاتبه بوزارة الداخلية لا بالوزارة الاولى، كما أن الكثير من القضايا كانت تجد الحل ببيته، حيث كانت تعقد الكثير من اللقاءات والاجتماعات.
وعند إعفاء السي ادريس سنة 1999، تخلى عنه معظم المقربين منه و"ماسحي الأحذية" وأصحاب المصالح، وأصبح الكل يتفاداه ومن بينهم من سبق واستفاد منه كثيرا، الى ان غادر المغرب، لأسباب صحية وهو مغضوب عليه في ظروف مأساوية، الى ان توفي في مستشفى بباريز، ليتم ارجاعه في صندوق خشبي ليدفن في الرباط، عكس أمنيته التي عبر عنها بدفنه في مدينة سطات.

وأنا أتذكر هذه القصص الثلاثة الحديثة العهد بهدف العبرة لنفسي، ودون الرجوع الى مئات القصص الأخريات لعظماء هذا الكون الذين عرفوا المجد والمال والسلطة وكانت مع ذالك نهايتهم الطبيعية أم المفتعلة صعبة للغاية، لأخلص وإياكم الى أن الحياة غريبة جدا ويمكن لها أن تأخذ منعرجات غير متوقعة لآي منا، ويمكن لها أن تتغير فجأة حيث لن تسعف السلطة ولا المجد ولا المال ولا المراكز ولا الصفات ولا غيرها.

ونحن جميعا نعلم بقصر الحياة، ومن حق كل منا أن يتسائل عن ضياع الوقت في "الخزعبلات" وفي التربص بالآخر والتطاحن والدسائس والتشبت المرضي بما هو غير دائم ؟. فنحن نؤمن بان جميع النعم آيلة للزوال من يوم لآخر،ومع ذلك تجد الكثير منا يتصارعون حول من سيكون أحسن من الآخر ولو على حساب القيم في الكثير من الأحيان لاننا في مجتمع تمت برمجته منذ عقود على المنافسة الشرسة الى درجة أصبحنا في صراع دائم مع أنفسنا ومع الاخرين كما تمت برمجة أغلبيتنا لتكون على أهبة الاستعداد للضغط على زناد الرشاش للوصول للهدف، وهو ما خلخل العلاقات الاجتماعية وأرهقنا جميعا وجعل التعايش الجماعي صعب إلى حد ما بيننا لاننا نتواجد في أغلب الأوقات في تنافس سلبي مع بعضنا البعض إلى درجة أن حتى الكثير ممن نجحوا في كسب الصفات والسلطة والجاه والمال يندبون حظهم ويكثرون الشكوى ولا يعرفون للطمأنينة ولا للسعادة طريقا.

وتبقى همساتي في جميع الأحوال، نابعة من "هلوساتي"، أدونها لنفسي، وأتقاسمها معكم، لأستحظر في الأخير قصة تنازل ولي العهد البريطاني الأمير هنري تشارلز ألبرت ديفيد الملقب بهاري، وزوجته الدوقة ميكان، عن رتبتهم في العرش الملكي منذ أسبوع، وتفضيلهما العيش في كندا، بعيدا عن القصور و الاضواء، ( إلى درجة قول البعض بأن حواء أخرجت آدم لثاني مرة من الجنة )، لأتأمل وإياكم في فلسفة الحياة، وفي الميتافيزيقا أو الماورائيات وفي مفهوم الطمأنينة والسعادة، لاتسائل معكم، هل نحن على صواب وهل نحن فعلا بخير ونحن نتسابق ونتصراع مع الزمن، ومع أنفسنا ومع الآخرين لأتفه الأسباب، وهل نحن في ظل مناخ الضغط المستمر والاحباط المنتشر والخوف من المستقبل والحاضر، نعيش الحياة حقا ام أننا فقط على قيد الحياة ؟.

ذ.خالد خالص



#خالد_خالص (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الإعلاميون الجدد-
- أهمية الحكامة في التشريع
- المحامي وحرية التعبير
- التشريع والإقتصاد
- الأمن القانوني والأمن القضائي في كلمات
- مقابر أم مطارح ؟
- اليأس
- كائنات انتخابية
- حصانة عضو مجلس هيئة المحامين
- حول بعض الأعراف المغربية الأمازيغية في مجال العدالة
- حول ثقافة الشكر
- الضحك والعبوس
- استفحال ظاهرة هجرة الكفاءات
- حول تقاعد المنتخبين
- شهادة الأهلية للزواج
- نسمة كلمات
- عبد السلام البقيوي كما عرفته
- المرأة العدل
- تطوع ام تطفل ام استمالة
- هلوسة دستورية


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد خالص - همسات أم هلوسات