أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد خالص - الضحك والعبوس














المزيد.....

الضحك والعبوس


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 5962 - 2018 / 8 / 13 - 11:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الضحك والعبوس

ذ. خالد خالص

حينما تتأمل ملامح الكثير من الوجوه هنا وهناك فإنك تجدها غالبا عبوسة الى مكشرة ، لا تبدي اسنانها ، غير راضية عن اوضاعها وعن نفسها، ولا تعرف للإبتسامة ولا للضحك طريقا، بل تترسخ لديك قناعة بأنها تخفي سخطا عارما على وشك الإنفجار بين الفينة و الأخرى لأتفه الاشياء، الى درجة وجود من يحمل اسم "انكير" أو " النكار" ( le râleur ) كاسم عائلي عندنا . كما تجد البعض يتظاهر الضحك أو يضحك خوفا أو مجاملة ونفاقا وهو غير مقتنع بالوضع "المضحك".
وأعتقد بأن الامر راجع ليس فقط للاوضاع العامة للبلاد بل للمناخ الذي تمت فيه النشأة داخل البيت و خارجه. فبغض النظر عن العنف الجسدي الممارس احيانا وفي غياب حوار هادئ ومسؤول بين الآباء والأبناء - مع التركيز على عدم التعميم - وامام كثرة ما يسمع الطفل عبارات "حشم" وهدا" و"سكت" و" الحمار " بدون ادنى سبب جدي، (-واجنبكم القاموس اللغوي المتدني للبعض منا الذي يمزج بين الدين والجنس..-) ، فإن الابتسامة و الضحكة هجرتا أغلب الوجوه الطيبة ومن تم جائت عبارة "هجروه ليه" أي أزالوا الضحكة والابتسامة عن وجهه.
ومن كثرة ما "هجروه ليه" اصبح صاحبنا " يهجره" بدوره للآخرين واصبح ضحكه غير طبيعي، اما ثقيل الظل او "باسل" بالعامية المغربية او عنيف من الذين يطبق عليهم المثل المغربي "زفوط لحمير ..المندبة احسن منو " أو أن المسكين صار مداوم على العبوس، يخشى ويتشائم من الضحك وينتابه الخوف والهلع حينما يضحك الى درجة قوله "غير الله يخرج هاد الضحك على خير" وكأنه ارتكب جريمة يعاقب عليها القانون أو معصية سيحاسب عنها غدا يوم القيامة.
وحتى نتجاوز الشعور بالذنب ونطمئن قليلا فان العلماء حللوا الضحك كأمر طبيعي وكشكل من أشكال التعبير التلقائي عن المرح والتسلية، يميز الإنسان عن باقي المخلوقات الأخرى الى درجة أن الطفل الرضيع يضحك تلقائيا بعد 17 يوم من ميلاده بينما لا يبدأ في المشي الا أبتداء من سنته الاولى وفي الكلام ابتداء من سنته الثانية.
والضحك هبة ربانبة ودواء مجاني ضروري للتوازن البشري حيث أن فسيولوجيا الأعصاب الحديثة تربط الضحك بتنشيط القشرة الأمامية الوسطى للدماغ كما أنه يحرك لدى الانسان 17 عضلة في الوجه و80 عضلة في الجسم.
ويضيف الاطباء بأن الضحك يحمي القلب ويقلل من معدلات سكر الدم ويرفع من قدرة الجسم على محاربة العدوى بإفراز الأجسام المضادة كما يعزز من تواجد الخلايا المناعية ويساعد على الاسترخاء والنوم وعلى جمال الجسم والمظهر حسب ويكيبديا.
ويستخدم بعض الاطباء والمعالجين النفسيين روح الدعابة والضحك كنوع من أنواع العلاج والشفاء من بعض الاضطرابات الجسدية والعقلية والروحية.
فلا تسقطوا في فخ مرض العبوس وابتسموا لان الابتسامة في وجه الاخ صدقة واضحكوا صادقين ، ولو من انفسكم، دون جرح مشاعر الآخرين، وعلموا أبنائكم الضحك تضحك لكم الدنيا وامرحوا ما دامت مديرية الضرائب لم تجد للمرح وللهزل سبيلا ...



#خالد_خالص (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استفحال ظاهرة هجرة الكفاءات
- حول تقاعد المنتخبين
- شهادة الأهلية للزواج
- نسمة كلمات
- عبد السلام البقيوي كما عرفته
- المرأة العدل
- تطوع ام تطفل ام استمالة
- هلوسة دستورية
- منتدى المحامية المغربية
- الزعامة
- علاقة المحامي بزملائه
- قراءة أولية في مشروع القانون المتعلق بمهنة التوثيق بالمغرب
- الرشوة
- المحامي الآلي
- تاريخ النظام القضائي المغربي قبل الحماية
- الحجاج في الجاهلية
- المحاماة والمغاربة اليهود إبان الحماية
- مدى مشروعية الاقتطاع من ودائع الموكلين ومن أتعاب المحامين
- تعليق على قرار الغرفة الاستئنافية بمحكمة تطوان
- بين حصانة الدفاع وجرائم الجلسات ومسؤولية القاضي


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد خالص - الضحك والعبوس