أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خالد خالص - استفحال ظاهرة هجرة الكفاءات















المزيد.....

استفحال ظاهرة هجرة الكفاءات


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 5959 - 2018 / 8 / 10 - 18:24
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


من أخطر المشاكل التي تعاني منها المجتمعات المعاصرة لدول العالم الثالث مشكل هجرة الكفاءات أو "الادمغة" أو "العقول" كما يسميها البعض نحو الدول المتقدمة بسب عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية. ومن الكفاءات التي تقوم بالهجرة الأساتذة الجامعيين والأطباء والمهندسين ورجال القانون والمقاولين والفنانين والرياضيين وغيرهم وكذا الطلبة المتميزين الذين أنهوا دراستهم الجامعية والتحقوا ببلاد المهجر لان هذه البلاد توفر لهم بيئة مناسبة للتميز والابداع وتحقيق ذواتهم أو الذين حصلوا على بعض الشواهد ويرغبون في متابعة دراستهم بنية الرجوع لأوطانهم بعد تخرجهم.
ولهجرة الكفاءات أسباب متعددة كما أن لها انعكاسات على نمو بلد الهجرة.
الفقرة الاولى - أسباب هجرة الكفاءات
تعزي الكفاءات هجرتها لأسباب متعددة ومختلفة ينظر اليها كل واحد من زاويته وتجربته. ويمكن تلخيصها وتعدادها مع التركيز على عدم التعميم كالتالي :
- اهمال الرأسمال البشري إن لم نقل احتقاره مقابل الماديات والمظاهر؛
- إفلاس التعليم العمومي،
- عدم امكانية ولوج المعاهد العليا ؛
- انعدام البحث العلمي وغياب التشجيع عليه ؛
- البطالة وتهميش الكفاءات والحاق البعض منها في مراكز لا تتلاءم وتخصصاتها ؛
- غياب التكوين المستمر الذي يسمح بمواكبة التطورات العلمية لصقل المعارف ؛
- انتهاك حقوق الانسان ؛
- غلاء المعيشة وهزالة الأجور؛
- الوضعية المزرية للمستشفيات العمومية ؛
- البيروقراطية المبالغ فيها وفرملة العقول المقاولة ( بكسر الواو ) والمبادرات الاستثمارية؛
- الفساد السياسي والاقتصادي والإداري والقضائي بسبب الرشوة والريع والفوضى وعدم ربط المسؤولية بالمحاسبة ؛
- التطرف الديني،
- عدم الشعور بالأمن والطمأنينة بسبب الطاقة السلبية التي تطفو على المناخ العام.
ومما يساعد على هجرة الكفاءات أيضا وجود بعثات ثقافية أجنبية متعددة في البلاد توفر تعليما متميزا مقارنة مع التعليم العمومي لبلاد الهجرة مثل البعثة الفرنسية والاسبانية والأمريكية والبلجيكية والإيطالية وغيرها بحيث يجد التلاميذ انفسهم ممزقين بين ثقافتين ويواجهون صعوبات لمزاوجة ثقافة بلد البعثة الاجنبية مع ثقافة بلدهم الى درجة عدم الشعور بالانتماء الحقيقي لهذا البلد أو ذاك. وأمام شبه استحالة خريجي هذه البعثات إتمام دراستهم بالمعاهد والجامعات المحلية وباعتبار أن هذه البعثات الثقافية تهيء لخرجيها فرص إتمام مسارهم الدراسي بالخارج وتمدهم بمنح دراسية فانهم يغادرون بلدهم من أجل الدراسة ولكن أغلبهم لا يرجعون إليها بعد تخرجهم الا لزيارة أسرهم.
ويعيش طلبة التعليم الخصوصي وبعض طلبة التعليم العمومي الذين حالفهم حظ إتمام دراستهم خارج أوطانهم نفس الوضع إذ يجد معظمهم فرص شغل محترمة ويستقرون ببلاد المهجر التي توفر لهم بيئة مناسبة للتميز والابداع وتحقيق ذواتهم حيث تحول هجرتهم المؤقتة الى هجرة دائمة.
والى جانب طلاب العلم أصبحت الدول النامية تستقطب عددا هائلا من مهندسي وأطباء وعلماء وأطر ومقاولي ورياضي وفناني دول العالم الثالث بسبب شيخوخة الساكنة من جهة ولأن الدول المتقدمة وجدت ضالتها في الامر. وتعمل هذه الدول على الاستقطاب من خلال إغراء الادمغة ليس فقط بالمراكز والأجور المحترمة التي تسمح لهم بالعيش الكريم رفقة أسرهم ولكن من خلال توفريها لهم مناخا عاما تطفو عليه طاقة إيجابية نابعة من نظام اجتماعي وسياسي واقتصادي وثقافي وحقوقي يشعر فيه الإنسان بالتوازن كما يشعر فيه بأنه فعلا انسان يتمتع بكرامة لتبقى دول العالم الثالث غير قادرة حاليا على الحفاظ على كفاءاتها ومن تم على الإقلاع والنمو رغم المساحيق والواجهات لأنها أصبحت مجرد مقاولة فرعية لتصدير الأدمغة بالمجان نحو الدول النامية .
الفقرة الثانية - آثار هجرة الكفاءات
حينما تستقطب الدول النامية كفاءات الدول المتخلفة فإن الأولى تزداد نماء بينما تزداد الثانية فقرا وتخلفا. ولنأخذ كمثال على ذلك حالة طبيب مختص أو مهندس دولة هاجر بلاده للعمل في بلد آخر لم ينجبه ولم يسهر على تربيته ولم يعمل على تدريسه ولم يصرف عليه ولو مليما واحدا ليأخذه في النهاية بكل برودة بالمجان بينما بلده يعيش خصاصا لأطباء أو مهندسين مثله.
فكم كلف هذا الطبيب أو هذا المهندس أسرته وبلده وهل يمكن منطقيا وماديا لهذا البلد الاستغناء عنه أم أن الدول النامية تستغل ضعف وعدم استقرار الدول الفقيرة لتستنزف خيراتها البشرية وتهدد من تم سلامتها وتنميتها الاجتماعية والاقتصادية ؟. وللإشارة فإن عشرات الالاف من الأطر العليا تهاجر سنويا بلدانها نحو دول المهجر وأن دول الهجرة تتوفر على الإحصائيات الدقيقة ولا تظهرها للعلن بل ولا تكلف نفسها حتى عناء الانكباب على هذا المشكل الخطير لإيجاد حلول للنزيف الحاد باستثناء استقبال البعض منهم في بعض البلدان "بالطبل والغيطة" عند قدومهم لقضاء عطلهم.
ولن نتطرق لمشاكل العنصرية وصعوبة التأقلم التي يجدهما المهاجر في بلاد المهجر والتي يجدهما أيضا في البلد الام عند قدومه اليها مجددا او كمجرد سائح نظرا لأنه ممزق بين مجتمعين ذو ثقافتين مختلفين فلا هو مؤمن بانتمائه كلية لهذا البلد ولا هو مؤمن بانتمائه للأخر. ولن ندخل في الحديث عن مشاكل الأزواج والأبناء لان ذلك موضوع آخر يمكن للباحثين والمتخصصين الاجتماعيين أن يحدثونا بخصوصه بطريقة أكثر عمق.
ويطبق نفس الطرح على الشباب المتميز الذي يهاجر بلاده بعد حصوله على شهادة البكالوريا أو ما فوق من أجل إتمام دراسته في البلدان النامية حيث يوفر له البلد المضيف جميع المغريات لكي يستقر بصفة نهائية وينسى الرجوع الى وطنه بعد حصوله على الشهادات العلمية العليا.
وإذا كان القانون الدولي لا يمنع الدول النامية من استنزاف الرأسمال البشري للدول الفقيرة، فإن ذلك يشكل كارثة حقيقية على الاقتصاد الوطني إضافة إلى طرحه مشكلا أخلاقيا يكمن في شرعية الاستيلاء على كفاءات الغير بدون مقابل واستغلالها الى أبعد الحدود ليبقى بلد الهجرة هو البلد الدائم الخاسرة بينما يظل بلد المهجر هو البلد الرابح على جميع المستويات.
و لابد من تصحيح بعض المصطلحات بعد هذه الشروح حيث يتعلق الامر في الواقع بتهجير الكفاءات وليس بهجرة الكفاءات حيث يعاد انتاج تخلف العالم الثالث الذي يتم حرمانه من قبل الدول المتقدمة من الاستفادة من نخبه العلمية والفكرية - وغيرها -القادرة على تطويره.
ولا شيء في الأفق ينبئ اليوم بجد على أن هنالك محاولات أو مجرد محاولة لإيقاف نزيف تهجير الكفاءات حيث ستظل الرداءة هي الطاغية على مراكز المسؤولية والقرار وطاغية على مناخ بلدان العالم الثالث باعتبار أن الطبقة المثقفة رحلت ( بضم الراء وكسر الحاء ) وترحل (بضم الراء) خارج هذه البلدان التي تضيع عليها فرص الانطلاق في معركة التقدم الحضاري المبني على الرأسمال البشري.
ورب سائل بعد هذا التشخيص المختصر ان يسأل عن الحلول لوقف النزيف او الحد منه نسبيا لأجيب بأن الامر رهين بالارادة السياسية والشعبية الحقيقة التي بامكانها استنباط الحلول من الاسباب التي تعزى لها هجرة الكفاءات والمسطرة على شكل رؤوس أقلام أعلاه انطلاقا من التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي الى آخر اللائحة وأنه لا يمكن للدول المهجرة ( بضم الميم ) كفاءاتها أن تنتظر المعجزات في غياب هذه الإرادة.



#خالد_خالص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تقاعد المنتخبين
- شهادة الأهلية للزواج
- نسمة كلمات
- عبد السلام البقيوي كما عرفته
- المرأة العدل
- تطوع ام تطفل ام استمالة
- هلوسة دستورية
- منتدى المحامية المغربية
- الزعامة
- علاقة المحامي بزملائه
- قراءة أولية في مشروع القانون المتعلق بمهنة التوثيق بالمغرب
- الرشوة
- المحامي الآلي
- تاريخ النظام القضائي المغربي قبل الحماية
- الحجاج في الجاهلية
- المحاماة والمغاربة اليهود إبان الحماية
- مدى مشروعية الاقتطاع من ودائع الموكلين ومن أتعاب المحامين
- تعليق على قرار الغرفة الاستئنافية بمحكمة تطوان
- بين حصانة الدفاع وجرائم الجلسات ومسؤولية القاضي
- التطور التاريخي لاستقلال المحاماة


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خالد خالص - استفحال ظاهرة هجرة الكفاءات