أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - جحيم لاعشوائي مقصود














المزيد.....

جحيم لاعشوائي مقصود


نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)


الحوار المتمدن-العدد: 6467 - 2020 / 1 / 17 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش الشعب الفلسطيني في معظم أماكن وجوده في الوطن وفي مخيمات اللجوء في السجن العربي الكبير – باستثناء زعاماته المعدودين وبرجوازييه القلة – ظروفا جحيمية بائسة وحالة مقصودة مفتعلة من الإفقار والتجويع غير مسبوقة أو عشوائية ، إفقار وتجويع لا نعرف له هدفا سوى التركيع والترويض والتيئيس ودفع الناس للقبول بالفتات وكذا للهجرة وترك الديار والخروج من الجغرافيا فرادى وجماعات بعدما خرجنا كشعوب مخدرة مغيبة وكأمة مفعول بها بامتياز من صناعة التاريخ ومن التأثير الجدي بالأحداث في منطقتنا وفي العالم منذ قرون طويلة خلت بسبب الانحرافات الكثيرة في الفكر والمنهج والممارسة والتطبيق والجهل والظلم والاستبداد .

كثير من المشاركين الكبار - بحسن نية ربما أو بدون ، وهو أمر نترك تقديره للقارئ الأريب الفطن - في الوصول للحالة الزفت ليسوا بأغراب ومن بين ظهرانينا ، بعضهم يجهر بادعاءات العصمة والطهارة ويلوح كاذبا بنظافة اليد والعقل و( البدن !! ) ، وبعضهم يزعم أن له وحده دون غيره الباع الطويل الذي لا ينافس ولا يجارى في مقاومة المحتل والنضال ، وبعضهم يرفع شعارات وطنية ذات بريق ديتاريخي فاقع أخاذ يدغدغ بها المشاعر ويأسر الألباب ويجمع الغلة ويجند الأنصار في آن ... !!

وبعد : لا استطيع بعقلي البسيط المتواضع - الذي لم يؤجر يوما ولم ولن يتحول أبدا مرحاضا فكريا لجهة ما أو لأحد - أن أقبل أيا من تلك المزاعم والأكاذيب ولا أن استوعب ذلك الانحدار الكبير اللاطبيعي واللامفهوم في الحالة المعيشية والنفسية والأخلاقية لغالبية الناس والذي بدأ بسيطا غير لافت منذ عقود وعظم وكبر وتوطد منذ عقد ونيف تقريبا ولا يزال مستمرا بوتائر متفاوتة ، خصوصا هاهنا في ما تبقى من وطن ، حيث يقتحم عليك عالمك بلا استئذان ليلا أو نهارا أينما كنت موجودا بمقهى أو بمحل تجارى ، أو وأنت سائر بشارع أو وأنت جالس بمركبة عمومية تنتظر أن تكمل حمولتها من الركاب قبل المسير ، يقتحم عليك من يبتسم لك ابتسامة عريضة ، من يسلم عليك بحرارة كأنه زميل دراسة قديم أو صديق حميم ، من تعتقد لوهلة انك لفرط بلاهتك أو لقلة وفائك قد نسيته في زحمة الحياة ، لتستفيق من أوهامك مصدوما بعد هنيهة لن تطول على استعطاف لحوح عجيب منه لك بقصد الحصول على ما لا يسد رمقا ، شيكلا أو بعض !!

يا الله .... كهل كبير جليل ، بأناقة متواضعة وعافية كاملة يفعل ذلك دون حياء أو خجل ، يا الله لقد تفوقت قسوة الحاجة والجوع وذل السؤال على قسوة المحتل ، خائب ذلك الذي نفث في روعي يوما أن مثل هذا ينتمي لشعب من الجبارين !!
ويبوح لك من يأتمن جانبك من رواد الطرق الكبار الدائمين ومحترفي مسالكها العارفين بروايات تصدمك لا يكاد يصدقها عقلك عن نساء صغيرات عرفن ذل الحاجة والسؤال يفرطن مضطرات بذخر عزيز مكين لديهن بثمن بخس ، ويقايضن إذا لزم الأمر على ذلك بسهولة دون حرج إذا حدث توافق واتفاق !!

وليس بعيدا عن كل ما سبق تجد كثيرا من الموظفين السابقين المرموقين مدنيين وعسكريين من حملة الشهادات الجامعية والعليا الذين كانوا يشكلون طبقة وسطى محترمة في مجتمعنا تحولوا وهم في منتصف درب الحياة الحرج الوعر من وضع اجتماعي مقبول إلى وضع بائس مقلوب وبالكاد يقدرون على توفير قوت عوائلهم وقد انهارت أحلامهم في تعليم أبنائهم تعليما جامعيا يتوافق ودرجاتهم العلمية العالية التي تحصلوا عليها في التوجيهي والتي تؤهل كثير منهم لدراسة الطب أو الهندسة وما شابه في أرقى الجامعات ، وقد بات قسم كبير منهم ملاحقا لأسباب تحصيلية بحتة من الشرطة والجهات القضائية وأسيرا لدى البنوك ومؤسسات الإقراض ( الوطنية !! ) التي تحلبهم ليل نهار ، ربما لأنهم حلموا يوما ما بتملك شقة متواضعة أو بناء مجرد دار ، أما الحديث عن تزويج البعض للأبناء الذكور الخريجين في ظل بطالة قاتلة وانعدام فرص عمل أو العمل براتب ضئيل شحيح لا يكفي فردا ولا يقيم أودا فضلا عن تأمين وحدات سكنية مستقلة للعائلات الجديدة حديثة التشكل من الأهل أو بمساعدة سخية منهم فيبدو ضربا مستحيلا ونسجا من خيال لدى كثيرين ممن لم ينعم الله عليهم بميراث دسم كبير سمين !!

وبعد : ليس من السهل وربما ليس من اللائق الكتابة بتوسع زائد أو بصراحة تامة عن أوضاعنا بالغة السوء والتعقيد وكذا عن أمراضنا وعللنا الاجتماعية ومصائبنا السياسية والاقتصادية رغم عظم الحاجة وسمو الغاية ، وأعني بذلك بناء وعي حقيقي نافع لدى الناس والجماهير وليس التغيير بالصراخ والتغبير على طريقة سيدنا المنبري الفج الذي لا يبالي ، المتعطش دوما وأبدا لدور الوالي ...!!

وقد كان من الضروري من و جهة نظرنا المتواضعة التوكيد هاهنا في عجالة على أن التراب ليس هو الأهم في الوطن رغم قدسيته ورغم أن بعضنا قد يستشهد دفاعا عنه أو من أجله ، بل الإنسان ، ولا قيمة لإنسان بلا كرامة ، ولا كرامة لجاهل جائع مسحوق مطحون محلوب فقير ، والنضال الحقيقي المزعوم للبعض يجب أن يقاس إنسانيا لا وفقا لأي معيار آخر ديني أو دنيوي وإلا أضحت تجارة رخيصة تافهة كما يبدو لي أو كما يطفو لا إراديا على سطح واقعنا المأساوي الحقير .... عظم الله أجركم فينا يا والينا ويا مولانا ، ورحم الله الحسين بن منصور الحلاج الذي قال يوما : لن تقبل عبادة عابد في ظل حكم فاسد ، وكأسك يا فتات وطن ويا نجمة داوود ابتهلي ...!!



#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)       Nassar_Jarada#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنحاكم الحلاج من جديد
- بسم الله يبدأ الكذب و بالله أكبر يبدأ التدمير و الذبح
- مهالك ومشيخات التخلف والاستبداد والقرون الوسطى
- Something is wrong
- الثياب التنكرية للأعداء الجدد
- و ااا ضرطتاه
- بعض ملامح الصورة
- الإبادة الجماعية للأرمن على يد الأتراك
- دين محرف ، دين مختطف , دين منزوع الدسم !!
- الاحتلال العثماني وكذبة الخلافة
- الاحتلال العربي وكذبة الفتح
- أمة مسخرة
- إطلالة على فكر العلامة الكواكبي - سبب تخلف العرب والمسلمين
- ثقافتنا و ثقافتهم
- المثقف والثقافة
- لهذه الأسباب لن تتحرر فلسطين في المدى المنظور
- ماذا يطبخ تجار فلسطين على نار جهنم ؟
- God with us


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - جحيم لاعشوائي مقصود