أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نصار محمد جرادة - الاحتلال العربي وكذبة الفتح














المزيد.....

الاحتلال العربي وكذبة الفتح


نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)


الحوار المتمدن-العدد: 6365 - 2019 / 9 / 30 - 18:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انطلقت قوافل وجيوش الفتح الإسلامي كما يحلو للبعض تسميتها ، أو بتعبير أدق قوافل الغزو والاحتلال العربي البدوي من قلب جزيرة العرب صوب بلاد الشام ومصر والعراق بداية - حيث ساد وحكم الرومان والفرس قرونا طويلة عديدة - لتحريرها من براثن تلك القوى ونشر ( دين الله !!! ) وتجاوزت هذه الجيوش في تقدمها حدود هذه الأقاليم شرقا وغربا ، شرقا باتجاه بلاد فارس والأهواز ( إيران ) وخراسان ( شمال غرب أفغانستان و تركمانستان ) وبلاد ما وراء النهرين ، والمقصود بهما نهر السيرداريا ونهر الآمور داريا أو سيحون و جيحون بحسب التسمية العربية ( أوزباكستان وطاجيكستان ) وبلاد السند ( جنوب غرب باكستان الحالية ) وغيرهما مما جاورهما أو تلاهما من أصقاع ، وغربا حيث تجاوزت جيوش الغزو مصر إلى إقليم برقه ( شرق ليبيا ) ومن ثم إلى تونس ومن ثم شواطئ الأطلسي المغربية ، لتصل فيما بعد إلى شبه جزيرة ايبيريا ( الأندلس سابقا - اسبانيا حاليا ) ، حصل ذلك في وقت قياسي بمعايير ذلك الزمان ، ليس بسبب قوة العرب الخارقة أو عتادهم العسكري الحديث القاهر الذي لا يضاهى أو بسبب ملائكة السماء التي حاربت معهم كما ( تزعم الأسطورة وكما يدعون !!! )

بل لأن كلا من أمبراطوريتي ( الكفر والشرك ) المجاورتين ، روما وفارس كانتا قد استنزفتا بسبب صراعاتهما الطويلة الدامية وشاختا وبلغتا من العمر عتيا ، وأصاب الوهن والضعف كل مفصل من مفاصلهما ، هذا هو التفسير الوحيد المنطقي والمقبول بنظرنا لما حصل في ذلك الزمن المتقدم من عمر وتاريخ أمتنا وقبائلنا الفتية التي اتحدت حينا من الدهر في طفرة تاريخية لن تتكرر في الغالب وجاء اتحادها في وقت مناسب مثالي ، فسادت واحتلت قطاعا كبيرا - نسبيا - من العالم القديم الذي دان لحكمها وتقبل ذلك مرغما أول الأمر قبل أن يعتاد عليه بحكم العرف و العادة و فعل السنين !!!

أدرك جيدا بأن كلامي هذا سيغضب كثيرين وسيثير حمية كثيرين للإفتاء ربما بتكفيري وزندقتي و إخراجي من الملة والدين ، حيث استسهل بعض دجاجلة التاريخ والمستشيخين الجهلة وأصحاب الضمائر الميتة والمطاطة ذلك ، وهذا شأن كل من يقيس الأمور على هواه ، وكل من لا يريد أن يعرف أكثر أو أن يعترف ، أن يعرف حقيقة ما حصل و يحصل و أن يعترف بحقائق الحياة والواقع والتاريخ والجغرافيا .

وبعد : لقد جاء في تعريف الفتح أنه ( دخول الإسلام إلى البلدان التي انتشر فيها بعد حروب ومعارك ) ، ويعني ذلك عمليا أن الإسلام دخل إلى كل تلك الأصقاع بعد حروب ومعارك طاحنة بين قوى الشرك أو الكفر الحاكمة و جيوش العرب المؤمنة الظافرة المنتصرة في ذلك الحين ، أو بمعنى آخر فإن اعتناق سكان تلك الأقاليم للإسلام جاء كنتيجة من نتائج الحرب وليس كمقدمة لها ، والمغلوب مولع بتقليد الغالب كما يقول ابن خلدون !!!

وقد قامت في تلك الأقاليم والولايات وعلى أنقاض الحكومات القديمة البائدة حكومات محلية عربية صرف ، حكومات معيّنة من المركز ، تابعة له وتتلقى الأوامر منه ، حكومات مهمتها الأساسية إخضاع الإقليم المحتل وإلحاقه تماما و جباية الخراج و إرسال ما يفيض منه إلى بيت مال الخليفة العربي في حاضرة ملكه ...!!!
والسؤال الذي يلح على خاطري ونحن في مطلع الألفية الثالثة : هل يمكن بمعايير الزمن الحالي التمييز بين فعل الفتح والاحتلال ؟؟ وإن تسنى ذلك و صار بمقدورنا اعتبار ذلك فتحا حقا - بمعنى عمل يأمر به ويحث عليه ديننا أو عملا محببا مرغوبا يتمنى قاطنو الأقاليم المفتوحة حدوثه في وعيهم أو لا وعيهم - لأن كلمة الاحتلال ثقيلة قاسية على النفس ، فلم توقف ؟ لم توقف و هو عمل مرغوب مطلوب ومتمنى من غير المسلمين ممن يتوقون للخلاص والعدل والسلام الذي انعم الله به على غيرهم ؟!

أدرك أن المجتهدين اجتهدوا وأن لذلك التساؤل إجابات كثر منها : تفرق كلمة العرب و المسلمين و تناحرهم وضعف إيمانهم و بعدهم عن دينهم وعجز قادتهم ... الخ ، ولكن أيا منها لا يقنعني . وعلى فرض نجاحنا باستئناف ( الفتوحات !!) من جديد في ظل معطيات جديدة قد تحصل يحملها الغيب وهو حلم يراود البعض !!! ، فهل سنكون قادرين حقا على تبرير ذلك لأي من أمم الأرض بطريقة ما أو تزيينه لهم ؟؟ حتى لو كان الهدف منه حقا نشر الدين والعدل والفضيلة والسلام ...!!!



#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)       Nassar_Jarada#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة مسخرة
- إطلالة على فكر العلامة الكواكبي - سبب تخلف العرب والمسلمين
- ثقافتنا و ثقافتهم
- المثقف والثقافة
- لهذه الأسباب لن تتحرر فلسطين في المدى المنظور
- ماذا يطبخ تجار فلسطين على نار جهنم ؟
- God with us


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نصار محمد جرادة - الاحتلال العربي وكذبة الفتح