أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - لهذه الأسباب لن تتحرر فلسطين في المدى المنظور














المزيد.....

لهذه الأسباب لن تتحرر فلسطين في المدى المنظور


نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)


الحوار المتمدن-العدد: 6358 - 2019 / 9 / 22 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واجهت كل شعوب الأرض التي شاء لها القدر أن تقع ضحية استعمار أو احتلال جلاديها بجبهات موحدة متراصة متكاتفة ، وكان يجري عامدا تعطيل ونزع كل فتائل الصراع القبلي أو المصلحي الطبقي أو المذهبي الديني الطائفي ... الخ ، لحين تحقق الهدف الاستراتيجي الرئيس ، واعني بذلك جلاء المحتل و انجاز الاستقلال .

إلا هنا ... واقصد بهنا فلسطين ، هذا ( المورصو ) الصغير من الأرض بلغة أو لهجة أشقائنا في المغرب العربي الحبيب - والتي هي مزيج من العربية المكسرة والفرنسية - المورصو الصغير مساحة ولكنة الكبير مكانة ، كمركز من مراكز الصراع الحضاري الرئيسة في هذا العالم منذ قرون !!

هنا ... حيث فشلنا قادة وتنظيمات وقوى مجتمعية ومثقفين لسبب مجهول أو ربما لخلل ما في جيناتنا أو قصور في وعينا وإدراكنا في التوافق على تشكيل جبهة واحدة موحدة تدير الصراع الدامي مع هذا المحتل الغاشم على نحو صحيح أو مقبول .

هنا حيث جرى عامدا تقديم و إعلاء المصالح الحزبية الضيقة على المصالح الحقيقية للوطن والشعب والقضية ، و حيث تحول كل فصيل إلى ( عصابة !! ) وتمسك بصوابية برنامجه ونهجه النضالي , والنتيجة كانت بعد سبعة عقود من التضحيات و الشقاء و التعتير ، صفر كبير ومعاناة لا تنتهي إلا لتبدأ أخرى في كل ساحات الوطن والشتات .

وتكاثر القادة بفعل تكاثر التنظيمات والفصائل تكاثر الفطر في البرية ، وتبدد قسم كبير من ميزانيات الدعم والنضال والصمود على تغطية مصاريف الرؤوس والزعماء و أبنائهم و عوائلهم وخدمهم وحشمهم ومرافقيهم وحلهم وترحالهم و كروشهم واستشفائهم و بواسيرهم التي ارتخت وتدلت بفعل المكوث الطويل على كراسي النضال !!

وأثرى من أثرى على حساب الوطن والقضية ، وصار من كان بالأمس القريب معوزا فقيرا وبيته وبيت أبيه وجده من الطين أو القرميد أو الزينكو من كبار الملاكين وصاحب أرصدة بنكية متخمة ، و طال ذلك أبناءه و حاشيته ومريديه و المطبلين له و المزمرين وكله من عرق النضال !!

و لأنها تكية الوالد ، فتوريث الأبناء فيها الوظائف المهمة و المراتب العليا و تأمين مستقبلهم و مستقبل الأحفاد من الأموال العامة المنهوبة جائز وشرعي ومقبول !!

وظل الفقراء والغلابة والمطحونون من أبناء الشعب وهم الغالبية الساحقة و وقود المعركة وأصحاب القضية الحقيقيون ومنهم تتكون كل مخيمات اللجوء بالوطن والشتات ، خارج حسابات كثير من القادة الذين صنعتهم و فرضتهم عوامل شتى ، والاحتلال أحيانا في حالات نادرة معروفة و مفضوحة ، وفي حالات كثيرة لم تتضرر جديا هنا أو هناك مصالح أي منهم بفعل الانقسام المنتن البغيض ، و كأن عموم الناس تعيش بكوكب وهم بكوكب آخر ،


هنا حيث تقاتلنا و تحاربنا كما لم يتحارب احد من اجل الكرسي و للتربع على عرش سلطة وهمية في ظل الاحتلال وخون بعضنا بعضنا ، واستحل بعضنا دم البعض الآخر ، وكثرت في سبيل ذلك الفتاوى والتفاسير المسيسة للمقدس ، وكثر الناهقون الموتورون ، وصار الدين مطية ومعولا و سلاحا يذبح به بعضنا بعضنا الآخر وصار الدم ماء والوطن جوربا !!

هنا ... حيث جرى تغليف الوهم وتسويقه واستنزاف طاقات الناس و مقومات صمودهم في وطنهم و على ما تبقى من أرضهم عامدا واستمر ذلك طويلا و مليا ، فالتوقف افتضاح للمستور ومصيبة وإيذانا بانتهاء الدور الخطير المرسوم للبعض !!

لذا كان لابد من تحقيق انتصارات وهمية متتالية لتطويع و إخراس كل من يفكر بالجأر أو الشكوى والاعتراض من أبناء الشعب المرهق الصابر المرابط !! ولكن إلى متى ؟؟ و إلى أي مدى ؟؟ ، إلى متى يعتقد هؤلاء أن بإمكانهم الاستمرار في الكذب والدجل والتزوير والنهب و الضحك على ذقون الناس ؟؟!! .

هنا حيث أعطى التجار و عباد الكرسي الذريعة للاحتلال لقصف شعب اعزل بالدبابات و المدفعية الثقيلة و الصورايخ و قنابل الطائرات ، وتدمير أحياء كاملة ، فضلا عن تشريد مئات الآلاف ، مقابل ادعاءات باهتة لا تقنع بصيرا بإيلام العدو و بالنصر والتمكين و انطلاق مشروع التحرير المؤزر !! .

إن كانوا عاجزين عن توفير ابسط مقومات الحياة الكريمة للناس كالكهرباء و غاز الطهي وماء الشرب النظيف ، فكيف سيكون بإمكانهم القيام بأعباء التحرير الكامل !!! هنا ... حيث لا احد يحب احد أو يثق به -على مستوى الفصائل والأحزاب – و يسعى ما استطاع إلى إزاحته أو النيل منه والانقلاب عليه !! ، ومتابعة بسيطة لفضائيات القوم و وسائل إعلامهم أو بعض صحفهم تؤكد صحة ما نذهب إليه .

لن تتحرر فلسطين بأمثال هؤلاء ، وهؤلاء لن يحرروها إن اسطاعوا ، فجلهم دجالون و مصالحهم تتضاد مع التحرير و مع المصالح الحقيقية لعموم الناس ، وهم يتربحون و يتضخمون و يقتاتون من بؤس الناس ومعاناتهم التي فاقموها عامدا ، وهم يتنعمون في جنانهم الدنيوية التي حازوها أو بنوها بأموال غنائم منهوبة لم تحل لهم يوما ولن تحل أبدا ولكنها لعنة الأقدار !! .

ختاما ... لمن لا ( يريدون علوا ولا فسادا ) -إن بقي منهم احد بهذه الديار -ألف تحية و سلام !! ... ويا نجمة داوود ابتهلي !!



#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)       Nassar_Jarada#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يطبخ تجار فلسطين على نار جهنم ؟
- God with us


المزيد.....




- فيديو للحظة استهداف مبنى وزارة الدفاع السورية على الهواء مبا ...
- مباشر: ضربات إسرائيلية في دمشق وارتفاع حصيلة أعمال العنف في ...
- إسرائيل تُنفذ غارات عنيفة على دمشق.. ووزير دفاعها: بدأت -الض ...
- كلوب يُعلق على صفقة فيرتز: لاعب استثنائي ومركز هو التحدي!
- لا أمطار في العراق.. الجفاف يضرب البلاد ورائحة حقول أرز العن ...
- خامنئي : إسرائيل هدفت خلال الحرب إلى إسقاط النظام وإيران مست ...
- مهندس سابق في -أوبن إيه آي- يكشف عن أسرار العمل بها
- ما قصة الشبح واللون الأصفر اللذين يظهران في شعار سناب شات؟
- روسيا تتهم أوروبا بممارسات عسكرية عدوانية وتلمح مجددا للخيار ...
- خط الدفاع الأول في كشف انتهاكات قوانين الحرب


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - لهذه الأسباب لن تتحرر فلسطين في المدى المنظور