أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نصار محمد جرادة - الاحتلال العثماني وكذبة الخلافة














المزيد.....

الاحتلال العثماني وكذبة الخلافة


نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)


الحوار المتمدن-العدد: 6367 - 2019 / 10 / 2 - 18:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ منتصف القرن الثامن عشر انطلقت في بريطانيا ثورة صناعية أدت إلى تحولها تدريجيا إلى قوة عظمى ، ولم تتمكن بريطانيا من الاحتفاظ طويلا بأسرار تفوقها العلمي والاقتصادي والتقني آنذاك ، فقد سعت الدول الأوروبية المجاورة لها إلى اللحاق بها و منافستها في ذلك ، بداية وعلى الأخص المانيا وفرنسا ، ومن ثم ايطاليا وبلجيكا وهولندا وسويسرا وبقية الدول الاسكندنافية ، فكان أن حققت تلك البلدان ثورات صناعية مشابهة خاصة بها ، وسرعان ما انتقلت العدوى إلى كل من أمريكا الشمالية واليابان وروسيا القيصرية .
في ذلك الوقت كانت أمتنا راقدة مخدرة تغط في سبات عميق ، وكان العالم العربي في معظمه - باستثناء نجد وبعض محميات الخليج الحالية وأجزاء من اليمن والمغرب الأقصى - خاضعا لاحتلال مجرم قاس غبي تخديري مدمر للطاقات ومتخلف هو الاحتلال العثماني ، احتلال أطلق من تزعموه على أنفسهم مسمى ( خلفاء ) ظلما وزورا وبهتانا بهدف تزيينه في عيون الجهلة والبلهاء من أبناء أمتنا ، في عملية استغفال عظمى !!! .

وبعد : لقد كانت بلداننا قبل ابتلائها بالاحتلال العثماني بفترة وجيزة في مستوى حضاري مواز تقريبا للمستوى الحضاري الغربي بعد أن كانت متفوقة لأسباب لا مجال لذكرها ، وقد هيأ طول عمرالاحتلال العثماني الذي دام أربعة قرون ونيف – وسياسة العزلة التي فرضها علينا المحتل وحالة المركزية المقصودة أفضل الظروف لإنجاح الاحتلال الأوروبي المستقبلي لبلداننا الضحية ، من خلال إنتاج وترسيخ كل عوامل الضعف الداخلي والتجهيل والتجميد والتخلف الحضاري والاجتماعي ، وقد كان العثمانيون في ذلك كله معذورين فهم كقبائل ينتسبون إلى العرق الأصفر المغولي الدموي الهمجي المتخلف ، ولم يعرف عنهم طوال تسيّدهم علينا وعلى غيرنا من أمم الأرض التي ابتليت بهم ( بعض دول شرق أوروبا مثالا ) وإلى يومنا هذا أي إنجاز لا في مجال العلوم أو الفنون أو الآداب أو غيرها ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، ويستثنى من ذلك ما عرف عنهم من ابتداعهم وابتكارهم لعقوبات تتنافى مع ابسط حقوق الإنسان مثل الإعدام بالتوسيط أو على الخازوق !!!
وبعد : عندما أطالع هذا التاريخ المخزي الذي سالت فيه دماء العرب - مسلمين وغير مسلمين – أنهرا على يد جيرانهم العثمانيين السنة المسلمين ، ظلما وعدوانا وبلا مبرر اللهم إلا شهوة التجبر والسلطان ، يشجيني استذكار ومطالعة قصص القتل والسبي واغتصاب النساء والصبيان بالجملة ، وكذا حوادث النهب المنظم ومصادرة الخيرات والأرزاق والثروات والبيوت من أصحابها على يد اللقطاء من جيش الإنكشارية السكارى ، فضلا عن اعتقال وترحيل الصنايعية والحرفيين غصبا ليشاركوا في عمارة و بناء طرق ومدن المحتل الغاصب المستبد مجانا بدلا من عمارة أوطانهم ، يحزنني فقدان تلك الأرض العربية السورية الساحرة ، أقصد لواء الإسكندرون المحتل من قبل أحفاد بني عثمان في العام 1939 والذي تعادل مساحته نصف مساحة لبنان ، يحزنني أن يحتفي باحتلالهم لنا بعض من أبناء جلدتنا الجهلة المغرر بهم بحجة كونهم مسلمين ، وكأن من كان يحكمنا قبلهم على مدار تسعة قرون تقريبا كانوا يهود أو نصارى أو مجوس !!! .

يحزنني أن يمجد البعض السلطان العثماني عبد الحميد كمقاوم عظيم للأطماع الصهيونية وهو أول من تفاوض مع يهود في العصر الحديث وكذا أول من أتاح الهجرة إلى فلسطين وتملك الأراضي فيها على نطاق واسع حيث سمح بإقامة أول ثلاث مستوطنات صهيونية في ظل حكمه وهي : ريشون لتسيون 1878 وبتاح تكفا 1878 وزخرون يعقوب1882 ، وهي مستوطنات أقيمت على أنقاض القرى الفلسطينية التالية : عيون قارة وملبس و زمارين !! .

وفي الختام نقول : قد لا تكون تركيا الإمبراطورية الاستبدادية في منتصف القرن الثامن عشر على معرفة أو على اطلاع بما يدور حولها ، اقصد في بعض بلدان القارة الأوروبية التي نجاها القدر من تسلطها واحتلالها البغيض المتخلف المخزي ، وقد تكون غير راغبة في انتقال عدوى التطور والثورة الصناعية إليها لسبب ما نجهله وهذا شأنها ، ولكن ليس من حقها كدولة محتلة أن تفرض على الأقوام الاخرى الخاضعة عنوة لحكمها عزلة ثقافية وعلمية قاسية لتحول بينهم وبين معرفة ما يدور في العالم ولتحول دون انتقال عدوى التطور إليهم ، وهذا ما حصل معنا للأسف ، فقد كنا ضحايا لاحتلال جاهل غبي متخلف وسنظل ندفع فاتورة ذلك ربما إلى قيام الساعة ، لذا فليخرس المهللون والمطبلون ممن يحنون للخازوق العثماني ماضيا وللدور التركي الأطلسي المشبوه حاضرا ... !!! .



#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)       Nassar_Jarada#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال العربي وكذبة الفتح
- أمة مسخرة
- إطلالة على فكر العلامة الكواكبي - سبب تخلف العرب والمسلمين
- ثقافتنا و ثقافتهم
- المثقف والثقافة
- لهذه الأسباب لن تتحرر فلسطين في المدى المنظور
- ماذا يطبخ تجار فلسطين على نار جهنم ؟
- God with us


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نصار محمد جرادة - الاحتلال العثماني وكذبة الخلافة