أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - اتجاهات غربية لإحداث تناقض بين العرب والأفارقة














المزيد.....

اتجاهات غربية لإحداث تناقض بين العرب والأفارقة


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- - كانت سياسة عبد الناصر الإنفتاحية تجاه افريقيا احدى أسباب توترات الغربين,الأوروبي والأميركي,معه في النصف الأول من الستينيات,فيما لم يستطع عرب السبعينيات استغلال مبادرة اغلب الدول الافريقية إلى قطع علاقاتها مع اسرائيل,بعيد حرب 1973 في ظرفي تنامي قوة العرب الاقتصادية عبر أزمة حظر النفط وانكشاف عمق علاقات تل أبيب مع نظام الأقلية البيضاء في جنوب افريقيا,وهو ماأدى إلى أن تكون قمة القاهرة العربية-الافريقية(آذار1977)من دون ثمار.
بعد انتهاء الحرب الباردة في عام 1989 بانتصار الغرب الأميركي,والتي كانت افريقيا احدى ساحات المجابهات الكبرى في أنغولا والقرن الافريقي,اتجهت واشنطن إلى التخلي عن نظام التمييز العنصري في بريتوريا,وإلى تفعيل أكبر لدور منظمة الوحدة الافريقية,فيما لم نجد ذلك حيال الجامعة العربيةأومنظمة(آسيان)لدول جنوب شرق آسياوالتي رعت الولايات المتحدة انشائها في عام 1967 أثناء الحرب الفيتنامية,حيث رأينا كيف اتجهت واشنطن في أثناء أزمة تيمور الشرقية(1999) إلى تهميش دورها لصالح أوستراليا.
في هذا المنحى,اتجه الغرب الأميركي إلى إعادة تأهيل(من دون حساب للماضي)حلفاء موسكو السابقين,مثل نظام الجبهة الشعبية الأنغولية والرئيس الأوغندي موسيفيني وزعيم التمرد في جنوب السودان جون غارانغ,ووضعهم في الصفوف الأمامية لحلفائه في فترة مابعد الحرب الباردة,مع اتجاه أميركي إلى اعطاء دول افريقية معينة دوراً اقليمياً مركزياً,مثل نيجريا التي قادت قوات حفظ السلام الافريقية في سيراليون,وأوغندا التي استغل الأميركان روابطها مع قبيلة التوتسي من أجل نزع النفوذ الفرنسي في رواندا وبوروندي عبر اسقاط حكم قبيلة الهوتو فيهما.
لم يلاحظ هذا من الغرب الأميركي تجاه دولة عربية محورية مثل مصر,ساهم انتقالها في عام1974 إلى المعسكر الغربي في تغيير الكثير من موازين القوى الدولية بين موسكو وواشنطن,بل رأينا اتجاهاً اميركياً واضحاً إلى تهميش دورها,ليس فقط في آسيا العربية,وإنما أيضاً في مجال مصر الحيوي عند الجنوب,أي في السودان,الذي يمثل نقطة التقاء مكثفة بين العرب والأفارقة,كجغرافية سياسية ومن حيث تركيبه السكاني.
بان ذلك جلياً منذ الرعاية الأميركية,بدءاً من عام1993,لدور محوري أخذته منظمة (الإيغاد) في مفاوضات أزمة جنوب السودان,مع اعطاء دور رئيسي فيها للأوغنديين والكينيين, وهما من أقوىالداعمين الرئيسيين لغارانغ,بالترافق مع استبعاد المبادرة المصرية-الليبية,وقد ظهر واضحاً,من اتفاقيتي مشاكوس ونيفاشا في عامي 2002و2004,أن هناك اتجاهاً أميركياً واضحاً إلى انهاء هيمنة الشمال والوسط العربيين على السودان لصالح أفرقته,الشيء الذي عززته أزمة دارفور(منذ شباط2003) وماتمثله من انفجار تناقض مكونات اقليم السودان الغربي القديم بين المزارعين الأفارقة والبدو العرب وتحوله إلى أزمة دولية,حيث من الواضح كيف أعطي الدور الرئيس في حلها إلى نيجريا وتشاد بدعم غربي أميركي –أوروبي,مايفسر الصمت الغربي عن دعم نجامينا لحركتي التمرد في دارفور-الآتية أكبرهما,أي حركة تحرير السودان,من وسط شيوعي,بينما جاءت حركة العدل والمساواة من عند تنظيم الترابي القديم- فيما رفعت واشنطن الصوت عالياً,وكذلك الاتحاد الأوروبي,ضد الخرطوم لما وصلت في نيسان الماضي قوات تشادية معار ضة إلى معاقل الرئيس ادريس ديبي وكادت تسقطه,ومايفسر التغاضي الغربي مؤخراً عن تعنت متمردي دارفور في مفاوضات العاصمة النيجرية ورفضهم لمقترحات افريقية تتمتع بغطاء غربي قبلتها الخرطوم.
تبدو السياسة الغربية الراهنة,حيال الموضوع العربي- الافريقي,مبنية على رؤية عند الغرب للعالم,ليست محصورة فقط في اتجاه إلى اعطاء دور متزايد للقارة السوداء على صعيد السياسة العالمية,بسبب ماتحتويه من ثروات طبيعية ونفط يمكن أن يساهم في تقليل الاعتماد على نفط الشرق الأوسط-وإنما هي أيضاً في إطار ليس بعيداً كثيراً عن نظريات هنتنغتون,يأخذ الجغرافية السياسية والعامل التاريخي بالحسبان,عندما كان التفاعل التاريخي بين شمال الصحراء الافريقية وجنوبها عاملاً رئيسياً في ازدهار دول اسلامية كبرى,مثل المرابطون والموحدون,وكانت التجارة بين سواحل الجزيرة العربية وشرق افريقيا مساهماً رئيسياً في نشر الاسلام,مثلما حصل مع سواحل ا لهند الجنوبية ومع اندونيسيا وماليزيا:في هذا الصدد,يلاحظ بأن أحد عوامل الغضب الكبرى على الشيخ حسن الترابي من قبل الغرب,في فترة صنعه للقرار السوداني بين عامي 1989و1999,كان تفكيره بانشاء رابط"ما" بين العرب والأفارقة يشكل محوره العامل الثقافي الاسلامي, وليس اسلاميته فقط بعد أن تخلت واشنطن عن الاسلاميين عقب سقوط موسكو,وهو الحليف القديم للأميركان ضد السوفييت والشيوعيين المحليين لما كان حليفاً للنميري,فيما كان غارانغ آنذاك في صف موسكو وحليفها الأثيوبي هيلا مريام.
لماذا لايعير العرب اهتماماً كافياً لهذا الموضوع؟..............



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انتهى مشروع(اسرائيل الكبرى)؟
- بين الديموقراطية والليبرالية
- التيارات السياسية العربية:تغير وتطور الاصطفافات
- هل الديكتاتورية لاصق اجتماعي في المجتمعات اللامندمجة؟-
- من فلسطنة الصراع إلى تد يينه
- اعلان دمشق-:هل هذا توضيح أم خط جديد؟-
- حياد التقنية
- بين الأنظمة والقطب الواحد:تعثر الخط الوطني الديموقراطي
- النص السياسي
- التفسير الثقافي للاسلام
- هل من مصلحة للعرب في أن تصبح ايران دولة نووية ؟ -
- ديموقراطية المكونات أم تلك القائمة على مبدأ المواطنة ؟
- الإنعطاف الأميركي الكبير
- أزمة الوسط السياسي السوري المعارض
- --صدام حضارات-في باريس؟....-
- انبعاث الليبرالية السورية
- -اعلان دمشق- : إلى أين ؟...-
- -الليبرالية والوطنية-
- انزياحات داخل المعارضة السورية
- النزعة الثأرية في السياسة-


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - اتجاهات غربية لإحداث تناقض بين العرب والأفارقة