أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل من مصلحة للعرب في أن تصبح ايران دولة نووية ؟ -















المزيد.....

هل من مصلحة للعرب في أن تصبح ايران دولة نووية ؟ -


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1434 - 2006 / 1 / 18 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- عندما وصل مدُ القومية العربية إلى ذروته في وحدة عام 1958, انصبَ تفكير رئيس الوزراء الاسرائيلي بن غوريون,من أجل كسر الفعالية العربية, على انشاء تحالف مضاد مع دول الجوارللعرب,في ايران وتركيا واثيوبيا.
نجحت تلك السياسة الاسرائيلية مع شاه ايران. من خلال ذلك,ظنَ الكثير من العرب بأن سقوط الأخير سيؤدي إلى احداث توازن جديد ضد اسرائيل, بعد أشهر من اتفاقيات كامب دافيد, وخاصة عقب أن أعطى الخميني إشارات رمزية, مثلما جرى لما قدم مبنى السفارة الاسرائيلية إلى ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في طهران .
بدلاً من هذا, خاب أمل العرب المراهنين على طهران الخميني, حيث أدت توتيرات الأخير للعلاقات مع العراق إلى انهيار التقارب السوري العراقي بعد أشهر قليلة من سقوط الشاه,في ظل تعاكس سياستي بغداد ودمشق حيال طهران, وهو التقارب الذي أمل منه الكثير من العرب التعويض عن غياب القاهرة, فيما أدى نشوب الحرب العراقية الايرانية إلى شل فعالية العراق العربية,وإلى توتيرات ايرانية كبرى مع دول الخليج, شملت الكويت والبحرين والسعودية والإمارات ,وهو ماقاد في المحصلة إلى نشوء فراغ, في شرق المتوسط , حاولت اسرائيل ملئه عبر اجتياح صيف 1982,الذي سبقه بأيام بداية الهجوم الايراني المضاد على العراق, بعد سياسة دفاعية انتهجتها ايران منذ بداية الحرب مع العراق في أيلول 1980 .
لم يكن ما آلت إليه أوضاع العراق من خراب وأزمات,نتيجة تلك الحرب مع ايران, ببعيد عن تشكيل مجموعة الظروف والمناخات التي قادت صدام حسين إلى تلك الحماقة المتمثلة في غزو الكويت. بالمقابل, لم تمارس ايران سياسة نسيان الماضي أثناء حرب 1991, وإنما كان سلوكها معاكساً, عندما احتجزت الطائرات العراقية اللاجئةإليها,وحاولت استغلال ظروف هزيمة العراق العسكرية من أجل انشاء حقائق سياسية عراقية داخلية جديدة موالية لها عبر أحداث شهر آذار 1991 في جنوب العراق, وهي سياسة لم تضعها ايران وراءها حتى بعد سياسة كلينتون في (الاحتواء المزدوج) لبغداد وطهران,وإنما استمرت عليها حتى استطاعت جعل هذا الاحتواء الأميركي منفرداً لبغداد منذ عام 1999,ثم اتجهت إلى التعاون مع واشنطن ضد صدام وإلى دفع القوى العراقية الموالية لها إلى ذلك,لما اتجهت الولايات المتحدة إلى غزو العراق عقب 11 أيلول,وهو تعاون مازال مستمراً على مدى السنوات الثلاث التي أعقبت سقوط بغداد, حيث شهد العراق بعد هذا السقوط توترات كبرى بين الشيعة والسنة,لاسابقة لها منذ أيام الصفويين ومحاولتهم غزو العراق,لايمكن لأحد أن يخفي حقيقة ارتباطها بالأجواء العامة التي عمَت العالم الاسلامي بعد صعود الخميني, والذي لم يستطع( هو وخلفائه )أن يحرر مشروعه السياسي الاسلامي,في أذهان الكثير من المسلمين,من البعدين الشيعي والفارسي .
هنا , وفي ظل الظروف العامة التي أعقبت سقوط بغداد في يوم 9نيسان2003,والتي شهدت ذروة التعاون الأميركي –الايراني في العراق,رأيناايران,بشهر تشرين الثاني من ذلك العام ,تقوم بخطوتين كبيرتين باتجاه واشنطن :وقف برنامج تخصيب اليورانيوم, والاعتراف بمجلس الحكم الذي كان يرأسه الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر.ولكنها,في عام 2005, وبعد أن اطمأنت إلى الفوز الإنتخابي للقوى العراقية الموالية لها, وفي ظل الصعوبات الأميركية بالعراق التي نبعت من وسط العراق وغربه وليس من أمكنة أخرى, نراها تتجه إلى استئناف برنامجها في تخصيب اليورانيوم,وسط مؤشرات تدل على اقترابها من اليوم الذي ستصبح فيه دولة نووية,وهوماترافق مع انتصار المحافظين الايرانيين في انتخابات الرئاسةوقبلها في انتخابات البلديات والبرلمان .
خلال الأشهر الماضية,لم يلمس سياسة واضحة عند العرب حيال ذلك,لاعلى المستوى الرسمي ولاحتى على مستوى الصحافة العربية التي لم تدخل في نقاش جدي للموضوع,فيما هنالك انشغال أميركي-أوروبي بالموضوع ,وكذلك اسرائيلي ,به, وأيضاًتركي,فيما تنتهج موسكو سياسة الغموض,وربما الإزدواجية .
ينبع هذا من احساس عربي عام بأن انفرادية اسرائيل النووية ستُكسر عبر طهران,مستندين إلى القلق الإسرائيلي من المشروع النووي الايراني,كما أن الكثير من العرب يظنون مقاومة حزب الله لاسرائيل هي انعكاس صا فِ للسياسة الايرانية,ويساهم في هذا الظن الدعم الايراني لمنظمتي حماس والجهاد في فلسطين.
لايأخذ هؤلاء في اعتبارهم بأن الأسباب الوطنية اللبنانية, والعروبية, وكذلك الدعم السوري الذي احتاج إلى ورقة جنوب لبنان,هي الأساس في جعل شيعة لبنان رأس حربة وقلب مقاومة اسرائيل بين عامي 1982و2000,ماجعلهم في وضعية مختلفة عن شيعة العراق في عام2003(و1991), وليس الأسباب الايرانية,التي تلاقت مصالحها في العامين المذكورين مع العوامل والميول المحلية عند شيعة العراق,فيما رأت طهران مصلحتها في أن تصبح طرفاً فاعلاً في الصراع العربي الاسرائيلي عبر حزب الله,وخاصة لمارأت منذ(مؤتمر مدريد), في أ ن تسوية ذلك الصراع ستكون عاملاً أساسياً في رسم ملامح المنطقة المقبلة,ماجعلها حريصة على الإمساك بتلك الورقة ولو بالشراكة مع سوريا .
من جهة أخرى,لاأحد من العرب قد طرح للنقاش ,حتى الآن,مخاطر الثنائية النووية,المتوزعة بين تل أبيب وطهران, على العرب,إن وصلت ايران إلى القنبلة:ألن يكون وضع العرب,حينئذ,في مثل وضع الأوروبيين بين موسكو وواشنطن خلال الفترة الفاصلة بين عامي 1945و1989؟.... أي:ألن تكون المنطقة العربية موضوعاً لتقاسم النفوذ بينهما, وخاصة إن استمرت المصاعب الأميركية في العراق ووصلت إلى مرحلة الفشل , فيما سيؤدي وصول طهران للقنبلة إلى جعلها رقماً صعباً ستضطر أميركا أمامه على عقد الصفقات معها في العراق(وربماأيضاً في مناطق عربية أخرى غير العراق) إن استتب الأمر للأميركان, وخاصة مع وحود قوى عراقية موالية لطهران ترى مصلحتها في المشهد العراقي الجديد الذي نشأ عقب الغزو الأميركي؟....
تنشأ الآن مع التوتر الأميركي المتصاعد مع ايران(والذي يترافق مع مؤشرات تهدئة أميركية حيال سوريا ,الشيء الذي كان استئنا ف التخصيب ليس ببعيد عن استغلال ايراني للانشغال الأميركي مع دمشق)فرصة لقوى الفعالية العربية,المتمثلة في مثلث (الرياض-القاهرة-دمشق) الذي أُعيدت الحرارة إليه لاستيعاب أزمتي (ميليس )و(خدام)حيث أتت الأخيرة لتفشيل ما تم الاتفاق عليه في الأولى,لكي تثبت بأن العرب مازالوا فاعلين في السياسة الاقليمية:هذا لايمكن أن يتم إلابأخذ العواصم الثلاث لمواقف في العراق شبيهة بما أخذته طهران في عام 2003بالترافق مع موقف مضاد للبرنامج النووي الايراني,تكون متزامنة مع التوتر الأميركي –الايراني, وهذا ما سيؤدي إلى عزل ايران عراقياً,وإلى كسر الإنفراد الأميركي هناك عبر المشاركة العربية في رسم ملامح العراق القادم,فيما يمكن أن لايقتصر دفع الفواتير ,مقابل ذلك,على طهران,وإنما أن يمتد ذلك إلى اسرائيل, كما حصل لما شاركت العواصم الثلاث في تحالف حرب 1991 وقبضت مقابل ذلك عقد (مؤتمر مدريد),فيما يمكن للبنا ن ,عبر ذلك, أن يميل للهدوء, كما حصل بعد قمتي (جدة )و(شرم الشيخ ) الأخيرتين




#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديموقراطية المكونات أم تلك القائمة على مبدأ المواطنة ؟
- الإنعطاف الأميركي الكبير
- أزمة الوسط السياسي السوري المعارض
- --صدام حضارات-في باريس؟....-
- انبعاث الليبرالية السورية
- -اعلان دمشق- : إلى أين ؟...-
- -الليبرالية والوطنية-
- انزياحات داخل المعارضة السورية
- النزعة الثأرية في السياسة-
- ثنائية فتح-حماس
- مابعد بغداد:انقلاب البيئة الاقليمية –
- أكراد سوريا: حق المواطنة أم حقٌ لشعب؟
- سوار الذهب جديد في موريتانيا ؟
- فشل الخاتمية -
- الجار الصغير
- حدود النزعة العالمية
- هل اسم الحزب بلا دلالة ؟ ...... -
- لماذا التكلم بما لاتعلمون ,و إن كا ن هناك علم فذلك أدهى ؟
- قوة الماضي
- رحيل ذلك الشيوعي المختلف


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل من مصلحة للعرب في أن تصبح ايران دولة نووية ؟ -