أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد سيد رصاص - -اعلان دمشق- : إلى أين ؟...-















المزيد.....

-اعلان دمشق- : إلى أين ؟...-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1368 - 2005 / 11 / 4 - 12:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أثار ماسُمي ب "اعلان د مشق "(16ت1-أوكتوبر-2005)استقطاباً كبيراً في الساحة السياسية السورية,لم يحصل مثله منذ بيان(التجمع الوطني الديموقراطي)/18آذار-مارس-1980/ الذي أعلن ولادة (التجمع),وقد أتى هذا الاستقطاب ليؤشر إلى الفرزوتحديد المواقع والخنادق بين القوى السياسية السورية,وهو ماكانت تنذر به مؤشرات كثيرة,عكست نفسها ,بالسنوات الأخيرة,في انزياحات ايديولوجية-سياسية,وتبديل أسماء وقمصان لأحزاب وشخصيات سياسية بارزة,وفي مواقف متباعدة للمعارضين السوريين تجاه أحداث مفصلية مثل (سقوط بغداد) .
في الخطاب السياسي,يوازي (المسكوت عنه) ماهو(مكتوب),إذا لم يعط الدلالة والإتجاه له, وخاصة إذا كان المسكوت عنه,كما في"اعلان دمشق",مواضيع بوزن (أميركا التي أصبحت عند البوكمال-العراق-فلسطين),فيما يأتي مرادفاً له,في الأهمية, التوقيت الذي يطرح فيه الخطاب السياسي,حيث لم يكن ببعيد عن المشروعية مقارنة الكثيرين ,من المهتمين بالسياسة في سوريا, بين توقيت "اعلان دمشق"(الذي أتى في ظرف هجمة أميركية على النظام السوري من الواضح أنها تستهدف معاقله في دمشق بعد أن استهدفت تلك المعاقل في بيروت,ليحمل تصعيداً سياسياً من أطراف كانت من أكثر المراهنين على "اصلاحية العهد الجديد",وتخلياًعن فكرة عقد مؤتمروطني عام,كان بعض أطراف "الاعلان"من أوائل الداعين له,لصالح شرط مسبق وضعوه أمام الجميع,بمافيه النظام,وهو الموافقة على "التوافقات الواردة في هذا الاعلان ")وبين توقيت(مؤتمر لندن)/ك1- ديسمبر-2002/الذي عقدته المعارضة العراقية عشية حرب2003 الأميركية على العراق .
يمكن أن يعطي صورة ,عن الشيء الأخير,توجه مراقب(الإخوان المسلمين ) علي صدر الد ين البيانوني("الشرق الأوسط",23ت1-أوكتوبر-2005)إلى اعتبارأن "اعلان دمشق " يعبر عن "وجود بديل حقيقي...لكننا نحتاج إلى دعم وغطاء من المجتمع الدولي",مع أنه بالتأكيد من الذكاءليعرف أين تكمن القوة الحقيقية في"المجتمع الدولي ",في تأكيد واضح على كلام نوري السعيد المتحفظ,لما طرح مشروع "الهلال الخصيب",عن الفرق بين عقلية الشوام وتلك التي للعراقيين,حتى ولوكانتا في إطار التوجه نفسه .
من الواضح أن السيد البيانوني هو عرَاب "الاعلان",ولوانضم إليه بعد ساعات من اعلانه,وهو ماكان متفقاًعليه مع الآخرين لغايات عدم الاحراج السياسي والأمني, وكانت فكرة صياغته قد طرحت بالأصل في تموز الماضي عندما اجتمع مع الأستاذ رياض الترك في لندن (على أن يعقبه مؤتمر للمعارضة السورية),إلاأن مراقب(الإخوان )قد تردد/وهو مااشتكى منه الأستاذالترك في مجالسه الخاصة حتى قبل أسبوع من "الاعلان"/بعد أن لمس عدم موافقة أحزاب (التجمع الوطني الديموقراطي) على مسعى الأستاذ الترك الانفرادي الذي كان يهدف إلى نسف صيغة (التجمع)/وهو ماكان يبيتُه منذ سنوات/لصالح تجمع جديد يضم الاسلاميين والليبراليين والأحزاب الكردية,حيث فضَل مراقب (الإخوان) الاتفاق مع كل أحزاب (التجمع), وأيضاً الأحزاب الكردية,ممامهَد الطريق إلى "اعلان دمشق ".
يمكن تلمس المساحة الكبيرة التي هي ل(الإخوان)في "الاعلان", إلاأن مايدهش هو موافقة الليبراليين والعلمانيين الموقعين عليه على تلك الفقرة التي تقول بأن "الاسلام هو دين الأكثرية وعقيدتها ....مع الحرص الشديد على احترام عقائد الآخرين وثقافتهم وخصوصيتهم أيا كانت انتماءاتهم الدينيةوالمذهبية والفكرية ",لأنها توحي بأن السنَة هم المسلمون فقط,فيما المذاهب الأخرى(شيعة-علويون-اسماعيليون-دروز)من غير المسلمين,مادامت تضع المذاهب الأخرى/مصطلح (مذهب) لايطلق على غير فرق المسلمين,حيث لايشمل طوائف المسيحيين واليهود/في خانة (الآخرين),وخاصة أن تلك الفقرةلاتحدد ماتقصده ب "الأكثرية "في سوريا :هل هم السنَة أم المسلمون,بل تُرك الأمر غامضاً,وهوبالتأكيد مافات على الآخرين من غير الاسلاميين(؟!!...),مع أنه يمكن أيضاً تسجيل التنازل الكبير الآخر الذي قُدم للاسلاميين عبر كلمة "عقيدتها", حيث أن الاسلام ليس عقيدة المسلمين بل دينهم, فيما عقيدة المسلم يمكن أن تكون مايشاء,من ليبرالية وماركسية وبعثية وناصرية وأيضاً الإتجاه الاسلامي .
في الوقت الذي يلاحظ فيه زيادة منسوب (الاسلامية) في "الاعلان",فإن هناك انخفاضاً في(العروبة),وهومايخالف تقاليد سوريا منذ انشائهاعلى يد الملك فيصل :مايدهش ,في هذا الإطار,هو قبول خليفة المرحوم جمال الأتاسي,في الأمانة العامة لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي,التوقيع على وثيقة "تحصر" انتماء سوريا إلى العروبة بأنه انتماء"إلى المنظومة العربية ",وكأن علاقة سوريا مع مصر والعراق هي مثل علاقة بولندا والمجر لما كانتا في منظومة حلف وارسو؟....هذا إذا لم نتحدث عن رجوع "الاعلان" إلى لغة تتكلم عن"مكوِنات الشعب السوري",وهو,إذا ماأخذنا ماهو جارٍ في العراق,يعني مكوِنات ماقبل-وطنية يتم تأسيس المشاركة السياسية على أساسها ووفقاً للنسب العددية,وأيضاً يتم تعريف مواطنية المواطن وفقاً لها :ألايخالف ذلك التقاليد السورية,عندما تولى المرحوم فارس الخوري, وهو من الطائفة البروتستانتية ذات الآلاف القليلة,منصبي رئيس البرلمان ورئاسة الوزارة؟...أم أننا,نحن السوريون,يُراد لنا الدخول في تجربة,تجري الآن على حدودنا الشرقية,تتم فيها المحاصصة,بين "المكوِنات",للمناصب والثروات والمناطق ؟..
إذا أخذنا "اعلان دمشق"مجملاً,فإن من الواضح أن هناك ميلاناً في الكفة لصالح الاسلاميين والليبراليين(وكذلك الأكراد)في التوجهات على حساب القوميين الناصريين,مع تغييب واضح للإتجاه الماركسي/لم يغير من هذه الصورة طلب بعض أطراف "الاعلان" من الأستاذ فاتح جاموس التوقيع عليه,بعد أيام من صدوره,عندما شعروا بالحرج نتيجة للضجة, التي أثيرت في بعض مواقع الانترنت,عن عدم وجود أي علوي بين الموقعين سواء كأفراد أوكزعماءمنظمات أوأحزاب,بعد أن استبعدوه من المفاوضات التي جرت قبيل "الاعلان"بسبب فيتو وضعه أحد أحزاب(التجمع) على مشاركة حزب العمل الشيوعي/ وهوشيء لم يحصل منذ عام 1954 لما سقط الشيشكلي,عندما ظلَ الماركسيون يمثلون قوة ثانية أوثالثة بين التيارات السياسية السورية الرئيسية طوال نصف قرن,ولم يكونوا على هامش الحياة السياسية ,كما في مصر ,مثلاً .
ربما يؤشر هذا إلى اصطفافات مقبلة,تضع الماركسيين في جهة,مع القوميين حيث من الصعب بقاء(الاتحاد الاشتراكي)هناك,بمواجهة الليبراليين(والأحزاب الكردية) واسلاميي(الإخوان)السوريين,حيث يبدو أن الأخيرين يتحركون وفق ايقاع ليس ببعيد عن ذلك الذي دفع (الحزب الاسلامي العراقي)إلى الموافقة ,في ربع الساعة الأخيرة,على (الدستور),وليس بعيداً عن ذلك أيضاً تلك المفاوضات التي أُجريت من قبل التنظيم الإخواني العالمي مع الإدارة الأميركية ,في بحر السنة الحالية والتي قبلها,آملين,كتنظيم عالمي على مايظهر, أن يأخذ(الإخوان المسلمون) في الوطن العربي وضعية أردوغان بالنسبة للولايات المتحدة عقب مآزق وفشل الأتاتوركية.
يبدو أن السيد البيانوني يراهن على أن تلك المعادلة التناقضية التي أُقيمت بين بغداد ودمشق( البادئة منذ صيف1921عندما أقام الإنكليزعرشاً لطريد غورو في بغداد/ بعد سنة من (ميسلون) /حتى 9نيسان2003) ستستمر عبر تغيير للحاكمين في دمشق مادام حصل ذلك التغيير في بلاد الرافدين: إذا غضضنا النظر عن تصريح كوندوليسا رايس الأخيرعن أن واشنطن تريد "تغييراً في السلوك " وليس "تغييراً للنظام"في دمشق,فهل يقبل مراقب (الإخوان)في سوريا أن يأخذ دور القوى الاسلامية الشيعية العراقية في عامي 2002-2003,ليضع نفسه في وضعية (ابن العلقمي)في عام656للهجرة؟...وإذا كان الأمر كذلك:فهل يعرف ماهو رأي أهل أحياء الميدان والكلاسة والحاضر وباب السباع والصليبة؟...



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الليبرالية والوطنية-
- انزياحات داخل المعارضة السورية
- النزعة الثأرية في السياسة-
- ثنائية فتح-حماس
- مابعد بغداد:انقلاب البيئة الاقليمية –
- أكراد سوريا: حق المواطنة أم حقٌ لشعب؟
- سوار الذهب جديد في موريتانيا ؟
- فشل الخاتمية -
- الجار الصغير
- حدود النزعة العالمية
- هل اسم الحزب بلا دلالة ؟ ...... -
- لماذا التكلم بما لاتعلمون ,و إن كا ن هناك علم فذلك أدهى ؟
- قوة الماضي
- رحيل ذلك الشيوعي المختلف
- تناقص الممانعة العربية للاحتلال
- هجوم روما الفلسفي
- الاحتلالات:من كرومر الى بريمر
- . .. تحولات في الحياة السياسية السورية
- -سوريا نموذجا.... تباعد الوطني والديموقراطي -
- سوريا في مرحلة - ما بعد بيروت –


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد سيد رصاص - -اعلان دمشق- : إلى أين ؟...-