أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - حياد التقنية














المزيد.....

حياد التقنية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رأى الأفغاني ومحمدعبده,في مجلة"العروة الوثقى ",انعداماً للعلاقة بين المسيحية والتقنية والمدنية الغربيتين,فيما اعتبرا أن هناك علاقة معنوية بين الاسلام والعلم, وإن كان لايوجد ذلك-كما أقَرا-في أحوال المسلمين المعاصرين لهما .
تابع الاسلاميون هذا الموقف على مدار القرن العشرين,فيما رأينا أصحاب التيارات السياسية الأخرى عند العرب,من ليبرالية وماركسية مع موقف وسطي من القوميين,يأخذون موقفاً معاكساً يرون فيه ارتباطاً بين الأفكار الغربية وبين ازدهار وتطور التقنية والعلم في الغرب .
كان هذا الموقف الأخير انعكاساً لما أعطته الفلسفات الليبرالية والماركسية من نظرات,سادت الأجواء الغربية على هذا الصعيد طوال القرن التاسع عشر, وخاصة لما تضافرتا مع الفلسفة الوضعية,التي أتت لتقدم فلسفة للعلم,تربط فيه الأخير بعملية التخلي عن الدين والميتافيزيقا .
انتهى هذا المناخ في الحرب العالمية الأولى,لما استخدم السلاح الكيماوي ومختلف أنواع الأسلحة الحديثة,في مجزرة بشريةلاسابقة لها ,ماأدى إلى طرح فلسفي جديد حيال الموضوع ,بدأته الفرويدية,وهو ماترافق مع انتعا ش أفكار تشاؤمية مثل السريالية واستعادة لفلسفات شوبنهاور ونيتشة وكيركجارد,هي في الضفة الأخرى لفلسفات العقل البارد التي رأت الخلاص في (العقل)و(العلم)وفي الابتعاد عن(الروح)و(القلب)و(الشعورالفردي).
بالتضافرمع هذا,كان صعودالفاشية والنازية في ايطاليا وألمانيا, واستخدام هتلر العالي للتقنية والعلم في ظل نظام سياسي استند إلى فلسفة عنصرية ومارس ممارسات استعادت الكثير من عصور الغابة والبربرية في التعامل مع البشر,سبباً في تشكيل نظرة فلسفية جديدة عند مفكرين,عانا الكثيرمن هتلر وموسوليني وعارضا نظامهما السياسي,هما جورج لوكاتش وأنطونيوغرامشي,حيث قدما رؤية قالا من خلالها بأن العلم والتقنية محايدان,وليسا محايثان,من حيث علاقتهما بالأفكار والفلسفات,وأنهما نتاج بيئة احتماعية لم تتشكل عبر الأفكار, وإنما عبرعوامل اقتصادية وجغرافية-سياسية,كما قالابأن التقنية والعلم ليسا خيراً خالصاً أوشراً محضاً,حيث يتحدد ذلك من خلال الحامل الاجتماعي لهما .
تعزز ذلك كثيراً بعد اختراع القنبلة الذرية واستخدامها في عام1945,إلاأن ذلك لم يكن هو المفصل ,وإنما المناخ الفكري-السياسي الذي ساد الغرب الأميركي الأوروبي في الربع الأخير من القرن العشرين,بعد أن استعادت الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية قوتهما في المجتمعات الغربية,إثر أربعة قرون من الانكفاء,على حساب أفكار(عصر الأنوار)الذي أفرز مناخات الوضعية والليبرالية والماركسية, وهو شيء تزامن وترافق مع صعود تيار محافظ جديد(يعود إلى أفكارالمحافظ الانكليزي إدموند بيرك الواقف ضد الثورة الفرنسية)استوعب لحسابه الليبرالية الاقتصادية وربطها بالمحافظة الفكرية-السياسية واستخدم أرفع أساليب التقنية لصالح نظامه السياسي, كما رأينا عند ريغان وتاتشر وكول والإدارة الأميركية الحالية .
أدى هذا إلى انتصار أفكار لوكاتش وغرامشي حول التقنية في المناخ الفكري الغربي الراهن,وإلى هزيمة فلسفية لمؤسس الوضعية أوغست كونت: لم نرى ذلك بعد في الفكر العربي المعاصر, وإنما مازلنا نرىسيادة فكرية في هذا الموضوع لأفكار وضعية يحملها ليبراليون جدد,معظمهم من خلفيات ماركسية سابقة,تحمل الكثير من أفكارمفكري عصر الأنوار,مثل ديدرو ودوهلباخ,الذين عارضوا الدين بالعلم والعقل وربطوا الأخيرين بالإبتعاد عن المشاعر والعواطف لصالح نظرات حسية مفرطة,وهوشيء ربما يفهم عربياً من حيث أن الفلسفة الوضعية تسود في المجتمعات التي تتجه أولم تستكمل مهام التصنيع والتقنية,كما حصل في روسيا بين عامي 1861و1917 وهو ماشمل حتى مفكرين ماركسيين تأثروا بالوضعية مثل بليخانوف و بوخارين, إلأأن الذي لايفهم هو استمرارسيطرة هؤلاء على الأجواء الفكرية العربية فيما يتعلق بالنظرات إلى العلم والتقنية,في الوقت الذي نرىأن أكثر من يستخدمهما ويستوعبهما,وهو مايمكن لمسه في الجامعات ومراكز البحوث والخريجين,هم فئات وأفراد متدينون في المجتمعات العربية الاسلامية,يمارسون العلم والتقنية(وبعضهم يطور ذلك إلى الاقتصاد والهاي-تكنيك)وفي الوقت نفسه يمارسون اعتقاداتهم وأفكارهم وشعائرهم الدينية:هل يختلفون في ذلك عن المتدين المسيحي في نيويورك أوالمتدين الهندوسي في بومباي؟...............



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الأنظمة والقطب الواحد:تعثر الخط الوطني الديموقراطي
- النص السياسي
- التفسير الثقافي للاسلام
- هل من مصلحة للعرب في أن تصبح ايران دولة نووية ؟ -
- ديموقراطية المكونات أم تلك القائمة على مبدأ المواطنة ؟
- الإنعطاف الأميركي الكبير
- أزمة الوسط السياسي السوري المعارض
- --صدام حضارات-في باريس؟....-
- انبعاث الليبرالية السورية
- -اعلان دمشق- : إلى أين ؟...-
- -الليبرالية والوطنية-
- انزياحات داخل المعارضة السورية
- النزعة الثأرية في السياسة-
- ثنائية فتح-حماس
- مابعد بغداد:انقلاب البيئة الاقليمية –
- أكراد سوريا: حق المواطنة أم حقٌ لشعب؟
- سوار الذهب جديد في موريتانيا ؟
- فشل الخاتمية -
- الجار الصغير
- حدود النزعة العالمية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - حياد التقنية