أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد سيد رصاص - اعلان دمشق-:هل هذا توضيح أم خط جديد؟-















المزيد.....

اعلان دمشق-:هل هذا توضيح أم خط جديد؟-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 07:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


صدر في يوم 3112006بيان ,من اللجنة المؤقتة لمايسمى ب"اعلان دمشق",اعتبر من قبل صانعيه بأنه "بيان توضيحي",يعلن بأنه يحاول تقديم الايضاح للروحية"التي كنا نفكر بها والتدقيق في المعاني التي ساهمت فيها أيضاً الملاحظات التي قدمت والحوارات التي دارت حول الاعلان".
يوحي "البيان التوضيحي"بأنه يقدم تدقيقات في معاني بيان استغلق على الآخرين,إلاأن المدقق المقارن بين "الاعلان"16-10-2005و"التوضيح"يدرك بسهولةأن هناك فرقاً شاسعاً بينهما,ليس في المعاني أوالتفاصيل,وإنما من ناحية أن كل واحد منهما يمثل خطاً متناقضاً مع الآخر:فمن السكوت في الأول عن مايجري في العراق وفلسطين وعدم الاتيان على أي ذكر للخارج الأميركي الذي اصبح عند الحدود مع اعتبار الأخطار التي تتعرض لها سوريةكلها "نتيجة السياسات التي سلكها النظام"- فإننا نجد في الثاني أن الأخطار"التي تتعرض لها سورية متعددة ومتنوعة.إنها تواجه مخاطر وتحديات خارجية تتمثل أساساً في مشاريع الهيمنة والسيطرة الأميركية والصهيونية على المنطقة,وهي مشاريع شديدة الخطورة,تخلق الاضطرابات والحروب,التي تتجلى في استمرار العدوان الصهيوني...وفي الاحتلال الأميركي للعراق",فيما نجد القفزة الكبرى,في موضوع انتماء سورية العربي,من"التأكيد على انتماء سورية إلى المنظومة العربية" إلى عبارة"إن سوريا جزء عضوي من الأمة العربية",بينما نجد في الثاني تأكيداً على ديموقراطية تقوم على مفهوم "المواطنة والحقوق والواجبات المتساوية والدولة المدنية" بدلاً من ديموقراطية "الاعلان" التي تقوم على "جميع مكونات الشعب السوري",لنصل إلى تخلٍ صريح عن مفهوم (الأكثرية الاسلامية) الوارد في "الآعلان" لصالح التأكيد على قيم"الاسلام التحررية والانسانية التي تشارك معه فيها كل الأديان والثقافات الأخرى".
يصعب القول على أي شخص مستقيم الرأي,ويعتمد الشفافية,بأن الثاني هو توضيح للأول,أوهو شروح على متنه,أو"ايضاح"لروحيته,وإنما يجب البحث عن شيء آخر يسوغ أمراً يدفع سياسيين,بعضهم يتمتع بخبرة عقود في العمل السياسي,إلى اعتماد خط مناقض بعد مئة يوم من تبنيهم لخط آخر,كان واضحا ,من صياغته عبر نص "الاعلان", بأنه يحوي مراهنات سياسية كبرى,على الخارج الأميركي في أثناء ذروة صراعه مع النظام, وعلى صراعات داخلية في السلطة السورية(أعطت مؤشرات عنها عملية ابعاد نائب الرئيس خدام في الصيف الماضي)وهو ماوضح من "الاعلان" عبر مد اليد إلى من يقبل به من "أهل النظام"؟......
بعيداً عن مايقال من صانعي "الاعلان"مؤخراً,من أنه كان مسودة تظل عرضة لإعادة النظر,وكأنه هايدبارك, فإن مايعرفه الجميع عن الشخصيتين الرئيسيتين وراءه, أي السيدين رياض الترك وعلي البيانوني,لايوحي بأنهما يضعان نصاً لمئة يوم فقط,وخاصة إذا تذكر الجميع كم أقصيامن قوى وشخصيات عن المشاركة في نقاشه وصياغته,وكم تفردَا وراهنا على قضايا,ووضعا خطوطاًحمراً أمام قضايا أخرى, وكيف حدَدا "المسكوت عنه"و"المنطوق".
هذا يعني أنه يجب الذهاب إلى ناحية أخرى لتفسير "البيان التوضيحي":من الواضح أن الاعتراضات القوية التي واجهت "الاعلان" في الوسط السوري المعارض ليست هي السبب, ,أيضاًلايمكن القول بأن معارضة بعض"أهل الاعلان"لهمثل حزب الاتحاد الاشتراكي العربيهي ذلك السبب- وإنما يجب تفسير ذلك في"انفراج" المواجهات الأميركية مع النظام عن توافقات في العراق,تمَت ترجمتها في الانتخابات العراقية وفي الاجراءات الحدودية مقابل التوقف عن استخدام "التحقيق" من قبل الأميركان ضد النظام( وهو ماتم تحقيقه منذ ذهاب المستجوبين السوريين إلى فيينا),فيما بان بأن موضوع السيد خدام لم يكن أكثر من زوبعة في فنجان,على صعيد النظام,وعلى صعيد القوى الدولية والاقليمية,وكذلك ضمن الشارع السوري,وبالذات ضمن سنة سوريةالعرب66% من السكان وليس 45% كما يحاول بعض مفبركي الأرقام الايحاء به الذين حاول السيد خدام اللعب على بعض أوتارهم في مقابلته التلفزيونية.
كان من الجلي أن السيد رياض الترك مدركُ لواقع العلاقات الأميركية السورية الجديد منذ مقابلته مع "الحرة" في أواسط كانون الأول الماضي,لما هاجم الأميركان واضعاً وراءه سياسة مناقضة لذلك بدأت عنده عقب سقوط بغداد,بينما نجد التعاكس في موقفي السيدين البيانوني والترك بعد لقاء الأول مع السيد خدام في بروكسل مؤخراً.
ولكن إذا تركنا الأسباب وعالجنا الأمور بنتائجها,فإنه يمكن القول بأن "البيان التوضيحي"هو انتصار لخط على خط في المعارضة السورية,وهو هزيمة للخط الذي يراهن على الخارج الدولي لاحداث التغيير الداخلي في البلد والذي كان يسود ويغلب على وسط المعارضة السورية خلال الزمن الذي يفصلنا عن سقوط بغداد,وهو شيء غير مسبوق بعد في أي بلد عربي آخر,حيث مازال "الخط الأميركاني"هو الأكثر قوة في العراق ولبنان ضمن الوسط السياسي,ولم يحصل للآن أن تمًت هزيمته المعنوية والفكرية كما حصل الآن في سورية من خلال مآلات ومصائر "اعلان دمشق",وهو مااجتمع مع مجموعة الظروف المشار إليها لتحصل هزيمة سياسيةوتنظيمية-مؤسساتية له عبر"البيان التوضيحي".
الآن,هل تحتمل المعارضة السورية تجارب ومراهنات أخرى؟..........لقد كان نفس الأشخاص والرموز وراء تجربة فاشلة أخرى,استمرت من عام2000 إلى سقوط بغداد,لما راهنوا على صراعات النظام بين "الخط الاصلاحي"و"الخط المحافظ",وكانوا يضعون-هم أنفسهم- السيد خدام على رأس المحافظين,ليراهنوا-بعد أن فشلت مراهنتهم تلك- على "الرياح الغربية الآتية لتقتلع الأنظمة,على حد تعبير الرمز الأبرز للمعارضة السورية داخل احدى الغرف المغلقة في الشهر الأخير من عام 2003, والتي "يجب أن نلاقيها ببرنامج وخط آخر "على حد قوله أيضاً في تلك الجلسة.
في السياسة ,هناك حلاًن يقفان أمام من يفشل في مراهناته وخطوطه السياسية:إما أن يخضع للمؤسسة(سواء كانت حزباً أوتجمعاً للقوى) بعد تخليه عن فرديته وتفرده واستئثاره بالقرار, أوأن يذهب إلى البيت .
ماذا سيختار المعارضون السوريون:التحول إلى عمل مؤسساتي,أم الاستمرار على طريقة العمل السابقة, والتي قادت الجميع من فشل إلى فشل؟..............



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياد التقنية
- بين الأنظمة والقطب الواحد:تعثر الخط الوطني الديموقراطي
- النص السياسي
- التفسير الثقافي للاسلام
- هل من مصلحة للعرب في أن تصبح ايران دولة نووية ؟ -
- ديموقراطية المكونات أم تلك القائمة على مبدأ المواطنة ؟
- الإنعطاف الأميركي الكبير
- أزمة الوسط السياسي السوري المعارض
- --صدام حضارات-في باريس؟....-
- انبعاث الليبرالية السورية
- -اعلان دمشق- : إلى أين ؟...-
- -الليبرالية والوطنية-
- انزياحات داخل المعارضة السورية
- النزعة الثأرية في السياسة-
- ثنائية فتح-حماس
- مابعد بغداد:انقلاب البيئة الاقليمية –
- أكراد سوريا: حق المواطنة أم حقٌ لشعب؟
- سوار الذهب جديد في موريتانيا ؟
- فشل الخاتمية -
- الجار الصغير


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد سيد رصاص - اعلان دمشق-:هل هذا توضيح أم خط جديد؟-