أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عيسى - الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : خطبة خضر الظفيري في حضرة الشهداء














المزيد.....

الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : خطبة خضر الظفيري في حضرة الشهداء


عبدالله عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 6453 - 2020 / 1 / 2 - 08:39
المحور: الادب والفن
    


خطبةُ خضر الظفيري في حضرةِ الشهداءِ



لا يُدفَنُونَ
وليسوا يُبعَثونَ
بنا
أحياءُ
يَبقُونَ في الأصلابِ أنفاسَ السُلالة ِ،
أو أوصافَ أحفادِنا.
فيما لقاتِلهمْ أن يشتكي للرصاص ِمن براءتِهم ،
وأن يُرقّصَ ما يشاءُ تحت َعماماتِ الشُيوخِ
وحِنكةِ الرُواةِ أفاعِيهِ الغريبةَ والعصا.

سلاما ً أيها الشُهداء ُ
العائدونَ إلى أيامِنا قبلَنا
المُستبشِرونَ بزهرِ التينِ ينمو على قمصانِنا
مثلَنا .

تمضي جنازاتُكم بنا
إلى يومِنا الماضي إلى يومِه الآتي
برائحةِ البارودِ تعلو بسبّاباتِ أُخوتِنا .

جئنا مظاهرةً أُخرى بأنسابِنا الأولى
لنُقرِئَهمْ سلامَنا،.
فتًوَلَّوا مُعتَدينَ على أنفاِسنا بالبساطيرِ الثقيلةِ ،
و الموت ِ الذي يُفزعُ الأموات ِ.

تلكَ يدي مبسوطةٌ لعناق ٍ يا أخي ،
فاتّخِذْها إن تشاء ُ عصى ً تسعى
ليَرتفع َ القتلى هنا درجات ٍ بين أشباهِهم ْ
فلا تمُدّ يداً أُخرى لقتلي
ودع ْ إذن غدَنا يلهو
بدفترِ رسمٍ كان يغفو على صدورِ أولادِنا .


أَعْذُرُ الغبارَ إذ شاخ َ
، مبخوعا ً على نفسِه ، على سلاحك َ
فيما كان أعداؤنا يأتون جَمْعَا ً
بمِحراثِ الذُكورةِ ذاتِه إلى خُدورِ نِسائِنا ،
وأشكوك َ لي
أن ِ اتّخذت َ دمي المكلومَ من دُبُر ٍ على قميصي نبيذا ً
لاستراحتِهم على أَسِرَّتِنا .

كأنّ أعداءَنا يَحمُونَ ظَهرك َمن خوفي عليك َ
بِذئبِهم
لتغرُزنِي في غيهبِ الجُب ِّ أرعى وِحشتي
بصدى أشباحِ قتلايَ.
لا أرى أظافرَهم إلا بوجهك َ
يرغو في مراياك َ غامقا ً بصرْخاتِهمْ .

لا شيءَ يُوحي بهم هنا سوى دمِهم
وقد تَخثَّرَ في عينيكَ .


أنّى حَللْتَ سوف يَتبَعُك َ القتلى بلعناتِهمْ
ويأسِنا
من دبيبِ خبطِ أنفاسِكَ العمياءِ تصدأُ في رنينِ أصفادِنا .



وسوف أحرس ُ منكَ نومَهُم
بصُعودي مثلَهمْ جُمعةَ الصُلبانِ أعزلَ بي .

أرى ، فتُنْصت ُ :
كنّا لا نخافُ سوى آثارِ أنفِك َفي الأرجاءِ
يلهثُ خلفَنا،
ويخنُقُ في رئاتِنا ما تبقّى من هواءٍ طازجٍ بعده ،
لكنّنا نحتمي بالورد ِ
، يرميه قتلانا على الشرُفات ، ِمن رصاصِكَ .

عُدنا
مثل بَسملة ٍعلى شواهدِهمْ
لنصطفي آيةَ الكُرسي ِّ جارتَهُم على الحيطان ِ
في صُورٍ تُبشّرُ الحَي ّ بالصراطِ يُؤتى به ،
فلا نُكذّبُ رؤيانا
ونقوى بفتنةِ الصبرِ في أجسادِنا .

وسوف َ أترك ُ صرختي تئنُّ على سورِ المدينة ِ
مثلي
بِفِتنتي بخبط ِ دمي ألومُك َ :
يا أخي !
لماذا قتلتنَي ،
وعدت َ بخيبتي إلى غرف ِ الموتى


لتغفو على الزنادِ سبّابتاك َ فتنة ً-
لعنة ً أيقظتَها إذْ نُوديت ُ
لأعبر َ حلمي دون أن تتعثّرَ الجنازيرُ بي
فيما اطمأنتْ يدا عدوّنا لصدى نومِك َ .

يا حارسَ الظلامِ في السجنِ والمرعى !
ومُختلس َ المعنى القديم َ
وفِطنة َ الملح ِ في خبزِ اليتامى وأبناءِ السبيل ِ !
مُقايض َ الموت ِبالكرسي ِّ والحرسِ الأعمى عليَّ!
وقاهر َ النهرِ والدُفلى !

تَنوء ُبعينيك َالممرّات ُ
والصبّار ُ في باطن ِ الوادي
تنوءُ الزغاريد ُ التي ترفع ُ المشيّعين َ على الأوصاف ِ
أعلى كثيراً من جنازير ِ دبّاباتك َالتائهات ِ بين أجسادِنا ،
والنسوةُ الذاهبات ُ في الصباح إلى فحوى غِواياتهن َّ
في المرايا ،
وما رأت ْ مخيِّلة ُ الغريب ِ من خافيات ٍ في ظلالِ الصبايا .

تنوءُ قبلة ُ العاشقَين ِ
تخطف ُ الرَعَشات ِ خلسة ً عن يديك َ الضّالتين ِ ،
وسَجدةُ المصلّي تَرِق ُّ بالدموع الطيّبات ِ .
ينوء ُ الوعل ُ والحورُ في الغابات ِ ،
والبئرُفي البيت ِ القديمِ .
ينوء ُ القوس ُ باسمكَ
والتمثال ُ
والضوء ُ يتّقيكَ حين ُتمرُّ على رصيفِ أعيادِنا .

فَخُذ ْ حصارَكَ بي ،
وعُدْ
، كمن يتذكَّر ُ الحياة َ ،
إلى خزائن ِ الميِّتين َ
الطيرُ تدفن ُ في الشوارع ِ الشهداءَ
الصاعدين َ على صُلبانهمْ
بوصايا الأمهات ِ .
وكُن ْ ما شئت َ
لكنّنا نظل ُّ مبتسمين َ في هذه العَتماتِ
حتى نُصدّق َ أن الموت َ
موتَك َ هذا
لم يعُد ْ يتنفّسُ المقابرَ في وجوه ِ أولادِنا.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : جرعة ٌ زائدةٌ من الوقت ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : زيارة أخرى لعابر أعمى آ ...
- الشاعر الفلسطيني عبداله عيسى يكتب: أشجار تتألم
- اغفري لي
- ذاك هو الحب
- سماء أخرى نظيفة
- آنا أخماتوفا : في ذلك الوقت ، ضِفتُ على الأرض .
- الشاعر الفلسطيني من بين ثلاثة شعراء حول العالم في كتاب عام ا ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : في ذكرى النكبة : مازلنا ...
- وسام الثقافة والعلوم والفنون الفلسطيني يمنح لعدد من الكتاب ا ...
- المركز الروسي - القدس- متضامناً مع الشعب الفلسطيني : الممارس ...
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس : المسجد الأقصى حق إسلامي خالص
- سفير فلسطين في روسيا عبد الحفيظ نوفل : المجلس الوطني الفلسطي ...
- سفير فلسطين في روسيا عبد الحفيظ نوفل : نثق بدور روسيا ، وندع ...
- الشاعرالفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : علي دوابشة ، النبي ابراه ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : أنا النهاية أروي لأبقى
- سفير فلسطين في روسيا عبد الحفيظ نوفل في يوم القدس العالمي : ...
- المالكي في موسكو : الشعب الفلسطيني فرض شرعيته
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يرثي - نهاية - الكنعانية
- دفاعاً عن السلطة والمنظمة ، دفاعاً عن فلسطين


المزيد.....




- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عيسى - الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : خطبة خضر الظفيري في حضرة الشهداء