أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الهبة الشعبية بعد مجزرة القائم والتظاهرة المسرحية للفصائل















المزيد.....

الهبة الشعبية بعد مجزرة القائم والتظاهرة المسرحية للفصائل


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهبة الشعبية التي حدثت أمس ردا على المجزرة التي ارتكبها الطيران الأميركي ضد الفرقتين 45 و46 من قوات الحشد الشعبي هي أهم وأعمق من أي تهديدات حكومية أو فصائلية فارغة لأميركا ومن بيانات لفظية تصدرها مرجعيات سياسية ودينية متورطة حتى النخاع في إقامة نظام المحاصصة الطائفية وحمايته حتى الان. لقد أحرق المتظاهرون السلميون - المتهمون من قبل أحزاب ومليشيات القتل والفساد بأنهم ينفذون مؤامرة أميركية - علمي أميركا والكيان الصهيوني وهتفوا ضد العدوان، ولقد أعطت هذه الهبة صدقية إضافية لقولنا إن الانتفاضة هي المرجعية العليا الوحيدة التي أنجبها الشعب العراقي وعلى الجميع الاستماع لصوتها ومبادئها وشعاراتها! ولنكن واضحين في رفضنا وفضحنا للأوهام الكثيرة السائدة ومنها:
*إن حكومة عبد المهدي لن (تراجع العلاقة وسياقات العمل أمنياً وسياسياً وقانونياً) كما وعدت، لأن إلغاء الاتفاقيتين "الأمنية "صوفا" والإطار الاستراتيجي" ليس وارداً البتة في تفكير حكام العراق في التحالف الطائفي الثلاثي من عملاء الاحتلال.
*لا تعويل أبدا على الأحزاب والكتل السياسية والمرجعية الدينية لأنها لم تدع ولن تدعو إلى إخراج القوات المحتلة الأميركية والأجنبية عموما من العراق، وهذا واضح في بيانتها التي صدرت، بدءاً من بيان مكتب السيستاني إلى بيان الحزب الشيوعي البريمري وما بينهما والتي لم يجرؤ أصحابها على المطالبة بسحب وإخراج القوات الأميركية من العراق بل إن أحد الأطراف لم يذكر حتى اسم المعتدي الأميركي بالاسم! أما الدعوة التي أطلقها مقتدى الصدر للانضمام إليه في محاولة (إخراج قوات الاحتلال بالطرق القانونية) فهي دعوة مهمة لجهة توقيتها ومضمونها وأعتقد أن القائد الاستقلالي الحقيقي هو الذي يبادر الى العمل فورا بما تمليه عليه مبادئه وتبيحه إمكانياته ولا ينتظر دعما من أحد او طرف آخر!
*إن فصائل المليشيات لن ترد وتستهدف القوات الأميركية كما وعدت، لأن قرارها ليس بأيديها، وإذا قامت برد فهو سيكون ردا رمزيا لا قيمة عسكرية له والهدف منه خلط الأوراق، لأن الأولوية عند هذه الفصائل المليشياوية هي للحفاظ على حصتها في الحكم القائم وعلى استمرار بقاء الهيمنة الإيرانية والدليل على ذلك إنها قتلت برصاص الاغتيال المتظاهر السلمي علي خالد الخفاجي في الناصرية بعد ساعات على مجزرة القائم! وآخر الأخبار تقول إنَّ مئات المتظاهرين من كتائب حزب الله تظاهروا صباح اليوم أمام السفارة الأميركية! بالمناسبة: لماذا يُمنع المتظاهرون السلميون من الوصول إلى هذه السفارة وتنهمر التهديدات والتحذيرات عليهم من عبور الجسور الى هناك؟ من كان يقف وراء ذلك المنع وتلك التحذيرات بالويل والثبور وعظام الأمور، هل هم مدسوسو السفارة الأميركية ومن تأثر بهم من مضللين وحسني النوايا؟
ولكل ما سبق أخلص إلى القول:
*كل التعويل والأمل ينبغي أن يكون في استمرار الانتفاضة الشعبية السلمية حتى محاصرة النظام وإسقاطه وسيكون أي سكوت على الاحتلال الأميركي والهيمنة الإيرانية بعد اليوم أو سكوت على طرف منهما ضربة قاسية للانتفاضة.
*إن التظاهرة الصاخبة التي قام بها أنصار ومقاتلو الفصائل المسلحة ومعهم قادة الحشد الشعبي الرسميون أمام السفارة الأميركية هي عبارة عن مسرحية بائسة ومضطربة حاولوا من خلالها امتصاص غضب ذوي الشهداء الذين قتلهم الطيران الأميركي وكسب بعض التعاطف ورفع معنويات جمهورهم الحزبي وإزعاج واشنطن ولكنها لن تكون ذات نتائج مهمة، ولن تغيير من طابع العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وحكم المليشيات ببغداد. وواشنطن نفسها مطمئنة لنتائجها وأبعادها ولم تقلق منها أبدا.
وعرضا أقول إن من حق جميع العراقيين أن يتظاهروا ضد سفارة الدولة التي تحتل بلادهم وتقتل أبناءهم ومن السخف حقا أن ينبري أولاد السفارة الأميركية من بعض من يسمون أنفسهم "مدنيين ويساريين" لرفضها او المطالبة بمنعها! إن من حقنا أن نفضح طابعها ومعناها ونشكك فيها ونطالب القائمين بها بإخراج قوات الاحتلال رسميا وبرلمانيا وهم قادرون على ذلك أما معاداة ورفض تظاهرات يقوم بها عراقيون آخرون فليست من الديموقراطية في شيء!
وعموما فقد كان المتظاهرون السلميون وخصوصا في المحافظات أكثر تأثيرا وإضرارا بواشنطن ومصالحها من تظاهرة الفصائل حين سبقوا أنصار وعناصر المليشيات الى التظاهر والتنديد بأميركا وأدانوا المجزرة وأحرقوا أعلام اميركا والكيان الصهيوني وبلغت هبتهم الشعبية السريعة هذه أسماع واشنطن وهو ما حدى بالسيناتور الأميركي كريس ميرفي عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي الى القول (إن ترامب بضربته العسكرية في العراق خرَّبَ الشيء الوحيد الجيد في الشرق الأوسط حين حول الانتفاضة العراقية من العداء لإيران إلى العداء لأميركا )! كما كشفت هذه التظاهرة عن طبيعة النظام القائم ولكنه نظام حكم المليشيات والأحزاب الفاسدة وهو النظام نفسه الذي قتل العشرات من المتظاهرين حين حاولوا عبور جسور بغداد نحو المنطقة الخضراء ولكنه فتح أبوابها لمتظاهري الفصائل في تمييز إجرامي وخطر بين العراقيين واعترف عمليا بأنه يعرف من هم الوطنيون الاستقلاليون ومن هم المدسوسون وسارقوا الشعارات الوطنية وقتلة المتظاهرين!
*ليس أمام الاستقلاليين والوطنيين العراقيين سوى طريق واحد هو طريق الكفاح السلمي ضد النظام الرجعي الطائفي الملطخ بدماء العراقيين، وضد جناحيه الحاميين الأميركي والإيراني وليعلم الجميع أن طرد القوات الأميركية من العراق سيعني بداية نهاية الهيمنة الإيرانية! فالوجود الأميركي العسكري يعلله أصحابه بمواجهة الهيمنة الإيرانية، ووجود الهيمنة الإيرانية يعلله المدافعون عنه بالوجود العسكري الأميركي، وحين تطرد القوات الأميركية وتلغى الاتفاقيتان مع واشنطن بموجب المادة 30 ثالثا من صوفا أو بموجب القسم 11 ثانيا من الإطار الاستراتيجية واللتان تنصان على أن من حق العراق أن يطالب خطيا ومن طرف واحد بإلغاء الاتفاقيتين فيتم ذلك بعد عام واحد من تقديم الطلب، حين تطرد القوات الأميركية ستبدأ نهاية الهيمنة الإيرانية والتي سيكون الشعب العراقي بكامله في مواجهتها هذه المرة وقد تحرر من الاحتلال الأميركي! وعندها ستكون امام خيارين لا ثالث لهما فإما تتنازل وتخضع للإرادة العراقية وتكف يدها عن العراق فيسقط سريعا نظام المحاصصة الطائفية الآيل إلى السقوط او أن تتدخل عسكريا لإنقاذ النظام وتحتل العراق وهنا ستواجه حرب تحرير شاملة يشنها العراقيون ولا اعتقد أن الزعامات الإيرانية ستجرؤ على اعتماد الخيار الثاني لأن ثمنه سيكون كارثيا عليها!
*ملاحظة: الشماتة التي أبدتها عناصر ومجموعات من الأردياء سياسيا وأخلاقيا على مواقع التواصل الاجتماعي بشهداء مجزرة القائم عار عليها وهي ليس حجة على الاستقلاليين الوطنيين المؤيدين لانتفاضة تشرين الباسلة والمدافعين عن قواعد ومقاتلي الحشد الشعبي والمناهضين لقياداته الفاسدة المتاجرة بدماء أبناء الفقراء والرافضين لبقاء مليشيات القنص والاغتيالات والاختطافات، فهؤلاء الشامتون - لو تحرينا الدقة - لا يختلفون كثيرا عمن يشمتون بشهداء الانتفاضة السلميين ويسخرون ويهددون عوائل الشهداء كما حدث في حالة الشهيد علي العصمي!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة القائم تؤكد ان العراق بلد محتل أميركيا!
- مقترحات عملية لمواجهة جرائم الاغتيال والخطف
- ردا على بيان مجلس القضاء حول -قرعة- اختيار قضاة مفوضية الانت ...
- هدية ابنة الطاغية صدام إلى قتلة شهداء الانتفاضة لن تمنع سقوط ...
- جوحي وزيدان وجهان لعملة التبعية الواحدة لأميركا وإيران
- لا للحلول الانتخابية الملغومة، نعم لتغيير النظام جذريا!
- الانتفاضة حققت خمسة انتصارات مهمة ولكن النظام يحاول الالتفاف ...
- نشيدُ تشرين: قسماً بأمي!
- بحثا عن بديل للقاتل عبد المهدي خارج مزبلة نظام المحاصصة الطا ...
- محافظ النجف: مليشيات -عمار الحكيم هي التي قتلت المتظاهرين في ...
- نهاية الخيار الإيراني -الأمني- وصعود خيار-المرجعية - يونامي-
- البيان الجديد لمقتدى الصدر.. ملاحظات وتساؤلات سريعة:
- شعر عمودي : بنات تشرين
- الانتفاضة العراقية صارت نمط حياة يوميا
- هل خسرت إيرانُ العراقَ كشعب؟
- أحمد باقر جاسم ضحية جريمة اختطاف جديدة
- الإنجازات الميدانية لانتفاضة تشرين الباسلة على الأرض حتى الآ ...
- التشكيك بالانتفاضة ليس وجهة نظر بل إهانة لدماء الناس!
- مَن حذف جملة السيستاني (المتظاهرون لن يعودوا الى بيوتهم قبل ...
- السيد نصر الله ودفاعه المؤسف عن قاتل شباب العراق عبد المهدي


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الهبة الشعبية بعد مجزرة القائم والتظاهرة المسرحية للفصائل