أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - مَن حذف جملة السيستاني (المتظاهرون لن يعودوا الى بيوتهم قبل تحقيق مطالبهم) ولماذا؟














المزيد.....

مَن حذف جملة السيستاني (المتظاهرون لن يعودوا الى بيوتهم قبل تحقيق مطالبهم) ولماذا؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 19:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مَن حذف جملة السيستاني (المتظاهرون لن يعودوا الى بيوتهم قبل تحقيق مطالبهم) من بيان مكتبه ولماذا؟ وما دوره الحقيقي؟ بعد ساعات على الكلام الذي نقلته مندوبة الأمم المتحدة الى العراق جينين بلاسخارت عن السيستاني ومنه قوله (المتظاهرون لن يعودوا الى بيوتكم قبل تحقيق مطالبهم، وإذا كانت الرئاسات الثلاث عاجزة عن تحقيقها فيجب البحث عن طريق آخر)، صدر بيان عن مكتب السيستاني حول لقائه مع المندوبة تجدون صورته مع هذا المنشور، بعد حذف الجزء الأول من تلك العبارة تحديدا، والإبقاء على التفاصيل الأخرى! أما الجزء الثاني من العبارة فقد كتبت بصيغة غامضة نصها (وأشير أيضا إلى أن السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية إذا لم تكن قادرة على إجراء الإصلاحات اللازمة أو لم تكن تريد ذلك فيجب البحث فلا بد من التفكير بسلوك طريق آخر في هذا المجال) والفرق كبير بين الفعل "أشار" المبني للمعلوم وفاعله المرجع السيستاني، و الفعل "أشير" المبني لمجهول والذي قد يعني أن طرفا آخر في الحوار أشار إلى ذلك! فمن حذف الجزء الأول من تلك الجملة وضبب على جزئها الثاني، أم أن بلاسخارت لفقت تلك الجملة وقوَّلت السيستاني ما لم يقل؟ وهل تساعدنا هذه الحادثة الصغيرة في حجمها الكبيرة في معناها في فهم حجم تأثير المرجع السيستاني على النظام وعلى قطاع واسع من المنتفضين؟
في الواقع لا أعتقد - أولا - أن موظفة أممية رفيعة تجرؤ على تلفيق كهذا، وهي تعلم - منطقيا - أن مكتب المرجع سيرد عليها، والحال، فليس هناك رد عليها بل حذف واضح لهذه الجملة فقط، وثانيا، فلا أجد أية مصلحة محددة لبلاسخارت في التلفيق وهي المعروفة بتصريحها السخيف حول مخاوفها من وقف تصدير النفط دون أن تقول شيئا عن دماء المتظاهرين السلميين التي تسفك على مدار الساعة! ولهذا أرجح أن الجملة "الخطرة" قد حُذفت من بيان السيستاني من قبل المشرفين على موقع السيستاني ومكتبة وفي مقدمتهم ابنه محمد رضا السيستاني. من الواضح أن هذه الجملة أثارت ذعر لصوص المنطقة الغبراء لأن متظاهرين كُثرا من مقلدي المرجع "المقتدين بفتاويه" اعتبروها فتوى أو بمثابة فتوى لهم بعدم مغادرة شوارع المدن المنتفضة! ويبدو أن جهات عليا في المنطقة الغبراء طلبوا من السيستاني الابن والحاشية في العتبات وشركات مقاولاتها حذف هذه الجملة من بيان يصدره المكتب للتخفيف من حدته فكان لهم ما أرادوا وحذفت الجملة أو قفزوا عليها فلم يوردوها في التقرير!
هذه الحادثة أثبتت لنا عدة أمور منها:
*إن الطغمة الحاكمة في بغداد ومن جميع الشركاء الطائفيين والقوميين من ساسة الشيعة والسنة والكرد تخشى من بقاء الجماهير المطالبة بحقوقها في الشوارع المنتفضة وتريد إنهاء المأزق بكل الوسائل من رصاص القنص إلى الإصلاحات الاحتيالية الترقيعية إلى الكذب والاتهامات وتزوير كلام السيستاني أو حذف ما لا يعجبها منه!
*إن للسيستاني تأثيرا كبيرا على أتباعه "مقلديه" من المسلمين الشيعة، خصوصا حين يتفق كلامه وفتاويه مع مطالبهم الطبقية والوطنية، ولكنهم لن يصغوا إليه لو أمرهم بالعودة إلى منازلهم اليوم. وهذا ما يجب أن يستثمر لمصلحة الانتفاضة مع الحرص المبدئي على إخراج السلطات والهيمنات الدينية من المشهد السياسي والاجتماعي العراقي كهدف رئيس لا قيمة لأي تغيير جذري وديموقراطي بدونه.
*كما أن للسيستاني تأثيرا كبيرا جدا على ساسة وقادة النظام وهو يمكنه حسم الصراع الأهلي الحالي الآن وخلال دقائق لو أراد بإصدار سطرين من مكتبة بضرورة تقديم الحكومة استقالتها الى البرلمان وحل هذا الأخير وتشكيل حكومة انتقالية. ولكن السيستاني لن يفعل ذلك فمهمته هي إخراج النظام من عنق الزجاجة كما دأب على فعل ذلك حتى الآن وطوال السنوات الماضية، ولأن واشنطن وطهران ستقفان ضده إذا تجاوز الخطوط الحمراء وانحاز صراحة للمنتفضين العراقيين ضد النظام التابع العميل!
*لقد لعب المرجع السيستاني عمليا - وحتى إذا أنكر المدافعون عنه - دور عرّاب النظام الذي أقيم بعد احتلال العراق سنة 2005. وكان قد دعا العراقيين الى التصويت بنعم على الدستور الاحتلال، وهو مَن دعا الى انتخاب القائمة الشيعية الأولى " قائمة الشمعة" والتي ضمت جميع الأحزاب الإسلامية الشيعية المتهمة بالفاسد شعبيا اليوم.
*وأخيرا فحتى تسمية "المرجعية الدينية العليا" الشائعة ليوم والتي يبالغ في تملقها ساسة الفساد، لم يكن لها وجود قط في العراق وفي التراث المرجعي الشيعي، وقد تم صك وترسيخ هذه التسمية في سنوات الاحتلال وبعد إقامة نظام حكم المحاصصة الطائفية ودولة المكونات. وصار مسؤولو السلطات الثلاث يرجعون إليها في كل شاردة وواردة ويتوسلون بها لاستقبالهم ويدَّعِّمون بكلامها وخطبها أفعالهم وأقوالهم حتى بعد أن توقف المرجع عن استقبالهم وأدلى بعدة تصريحات ضدهم وضد فسادهم الذي أصبحت عفونته لا تطاق ووبعد أن رفضهم الشعب كله بمن فيهم مقلدي السيستاني نفسه!
الخلآصة: إن دور السيستاني اليوم، هو كما كان طوال السنوات الماضية ولم يتغير، ولكنه يأخذ بنظر الاعتبار التطورات الفعلية الحاصلة في الشارع العراقي ولكنه لا يمكنه أبدا أن يتخذ موقفا حاسما لمصلحة الجماهير المنتفضة ويتخلى عن النظام. أعتقد أن الموقف الوطني الديموقراطي المطلوب في التعامل مع هذه الجهة التي صارت تسمى "المرجعية الدينية العليا" ينبغي أن يقوم على التثقيف بإخراج الجماهير من التبعية لها وجعل المواطنة بمبادئها ومثلها العريقة هي المرجع الحقيقي والوحيد، دون الوقوع في عداء وتشنج لفظيين وغير مبررين معها، وهذه مهمة ليست سهلة وتتطلب وقتا وجهدا وصعودا في الوعي الجماهيري العام الذي يعيش حالة صعود رائعة وسريعة تخطت كل التوقعات!
#الشعب_مرجع_نفسه
#لاللاحتلال_الأميركي_لاللهيمنة_الإيرانية
#لاحل_إلابحلها العملية السياسية الأميركية...
#لامرجعا_إلاالشعب



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد نصر الله ودفاعه المؤسف عن قاتل شباب العراق عبد المهدي
- فيديو عاجل وخطر: الصدريون وتوابعهم المدنيون يحاولون حرف الان ...
- حول احتقار -المثقف الموَسْوَس- لجماهير المنتفضين:
- لماذا سيعدلون دستور بريمر وفق المادة 142وليس المادة 126 وكلت ...
- ورقة مطالب تنسيقيات بغداد المخجلة: أدنى سقفاً حتى من تنازلات ...
- نقد ذاتي: من إعادة كتابة الدستور إلى كتابة دستور جديد
- اللجان والمجلس الشعبية المستقلة هي البديل القادم!
- ج3/ ماذا حدث في البصرة يوم الجمعة 25 تشرين الجاري؟ كلمة أخير ...
- الجزء الثاني/ماذا حدث في العمارة يوم الجمعة 25 تشرين الجاري؟ ...
- ج1/ماذا حدث في الجنوب العراقي يوم الجمعة 25 تشرين الجاري؟
- لنقارن بين هذه العمائم الثلاث لنعرف من هم أصدقاء الشعب من أع ...
- تطورات خطيرة متوقعة قد تؤدي إلى اختطاف الانتفاضة العراقية
- تهديدات العامري والجزائري: المجزرة قادمة!
- نقاط إيجابية وأخرى سلبية في شقشقة الصدر
- الطائفية السياسية بين العراق ولبنان
- ردا على رئيس تحرير -الأخبار- إبراهيم الأمين: الحدث العراقي ا ...
- ملاحظات سريعة على مقالة أسعد أبو خليل حول الانتفاضة العراقية
- كلمات إلى ممانع عربي روَّج للاتهامات ضد المتظاهرين السلميين ...
- ج2/ شهادات حية من قلب الانتفاضة العراقية / الجزء الثاني:
- شهادات حية من قلب الانتفاضة العراقية


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - مَن حذف جملة السيستاني (المتظاهرون لن يعودوا الى بيوتهم قبل تحقيق مطالبهم) ولماذا؟