دعد دريد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 02:44
المحور:
الادب والفن
كم محظوظ وتعيس أنت
فقد أغدق عليك التاريخ
بأرواح كثيرة
أما هذا العام فأنعم عليك القدر بأرواح ثمينة
لم يشهد حتى مثلك مثيلها
ستختزن كل آمالها وعمرها القصير
في لحظة أزلية توقفت وجمد بها المسير
عليك أن تخجل وأنت تختزن كل هذا الكم
لنقلب الآية، مارأيك؟
عليك أن تتذكر
ليست ذاكرة من ماتوا فقد ابتلعتها
وإنما من اضحت دموعهم جمراً
ولتكن الثقب الأسود لألم ذاكرة لا تفقه منها شيئاً
مرة واحدة في حياتك الوهم
كن الأب الذي يشعل سيجارة لإبن شهيد
إحتراماً لأبيه دخنها بالسراء
وأضحت شهادته حفلة تدخين لم تجمعهما
الا بموت قاطع لا عودة منه
أو مارأيك أن تكون تلك اللحظة
لإبن مسجى خطفه موتاً كان مستعجلاً
لم ينتظر رنة موبايل والدة أعلمها الموت بقدومه
تستحلفه دعني أكلمه وأحذره منك
ولكن هيهات، فالموت جائع
وولدي لذيذ المذاق
أو خطيبة حلمت بليلتها منذ خمسة سنوات مضت
وها أنت تزاحمها تلك الليلة
التي ستبقى ذاكرة لم تكن
ووالد لأبناء وعش لن يكون
هل تسمع؟
الا تخجل؟
ماذا ستفعل بأمنيات المنيات تلك
وانت قاصر عن الضحك حد ذرف الدموع
ولا تعرف حتى ماتشعره
ورقة بالية أو كيس نايلون
تتلاقفه وترميه من هنا لهناك
ريح غبراء
انت لاتسمع ولست هناك
ورغم هذا تملك صندوقاً ثميناً
فيه
كل مجوهرات الذاكرة
أغبطك نعمة النسيان
تخفي كل عام عجزك
لتبدو شاباً بجم ذاكرة ابتلعتها
تعزف لنا مقطوعة الفراق
ونرقص مع الموت
حتى الرمق الأخير
وكل عام يلوينا الماً وأنت بخير
#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟