أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - يالرخص الروح حتى في ملاعب كرة القدم العراقية!!














المزيد.....

يالرخص الروح حتى في ملاعب كرة القدم العراقية!!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 1565 - 2006 / 5 / 29 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-128-
في الوقت الذي يقف فيه شعر رأس الوطن، مما يسجل فيه جنون الإرهاب من معدلات قياسية في عدد الضحايا والممتلكات، نقرأ الخبر التالي : (تأجيل نهائي دوري العراق بعد مباراة شاغبة بين الزوراء والجوية أودت بحياة مشجع!)، وقفت أمام الخبر طويلا منذهلا، وقلت في نفسي : لكأن الموت المجاني اليومي في الأسواق والشوارع ودور العبادة ومجاري الصرف الصحي وسواها، لم يكفه الدم والأشلاء المتطايرة وصافرات الإسعاف، فأراد أن يوسع رقعة عمله، لتشمل بقية الألعاب البريئة اللاهية، في وطن تنذبح فيه الطفولة والثقافة ويقمع الحلاقون ويخطف أبطال التنس والتايكواندو.
سيتعجب الأطباء في مشارح بغداد حتما من الضحية الجديدة، لاأثر لشظية على جسده ولم يكن مكبل اليدين إلى الخلف ولامعصوب العينين ولا ولا، كل مافي الأمر أن الرجل غادر بيته دفعا للضيق، وتبديدا لدخان الإرهاب الأسود الملتف حول عنقه، وجلس في ملعب الشعب الدولي ليتمتع بمشاهدة مباراة في كرة القدم لاأكثر ولاأقل!
نعم يحصل شغب في الملاعب العالمية بعدما انتقلت العدوى مما يسمى بالمرض الإنكليزي، الشيفرة التي تجمعت فيها عناوين العنف في الملاعب، وربما دخلت المخدرات عاملا إضافيا لتأجيج النوازع العدوانية والشريرة لدى بعض المتفرجين، ويقف في مقدمة هؤلاء المشاغبين همج المتفرجين الإنكليز، ممن تحاول الصحف البريطانية إقناعنا عبثا، بأنهم من أبناء القرى البعيدة المتعصبين لمنتخبهم القومي!، وقد تكون الشجارات في الملاعب - أحيانا تُجرُّ إلى خارج أسوارها- تعبيرا عن كبت سياسي وإجتماعي لاسيما في عالمنا العربي، إلى الحد الذي يضطر القائمين على إدارة المباراة إلى إلغائها أو تأجيلها!
نعم يحصل الشغب في كل مكان وزمان، لكن لايجب أن يموت مواطن عراقي بعد اليوم: لافي ملعب لكرة القدم ولافي أي مكان آخر، ليس لأن عصر الموت زال بزوال صدام ونظامه الدموي، وهو صحيح لولا الإرهاب القادم من وراء الحدود وسينهزم لامحالة، لكن لماذا الروح العراقية رخيصة حتى في ساعات اللهو البرىء والتسلية!؟
أين بعدُ لم يمت العراقي : في أية لعبة أو بطولة!!؟
كرة المنضدة أم الشطرنج!؟
السكواش أم الطفر العالي!؟
قبل أن يتسيد المقبور عدي على اللجنة الأولمبية بما فيها رقاب الرياضيين العراقيين، كان ملعب الشعب الدولي شهد الكثير من المباراة، أشبه ماتكون بالأعراس الوطنية وهل ثمة أجمل منها!؟ : تنافست أقوى الفرق الزوراء والشرطة والجيش والميناء، وأفضل نجوم الكرة العراقية أيامذاك هشام عطا عجاج وشدراك يوسف ولطيف شندل وسواهم، ثم الجيل الذي تلاهم : فلاح حسن وحسين سعيد ورعد حمودي وسواهم، فيما كان صوت المعلق السيد مؤيد البدري في وصفه الشيق للمباراة، مما تعودت عليه الأذن العراقية بل وحتى العربية، وتربت عليه الروح الرياضية ، وليس روح الشغب الحيوانية واسترخاص أرواح العراقيين!
إذا كان الكثير من العراقيين يعشقون لعبة كرة القدم، ولايلتفتون – مهما كلف الأمر- إلى مقولات مقتدى الصدر الأخيرة، بتحريم تلك اللعبة الشعبية وتفضيل السباحة عليها!!( خسر مقتدى في تصريحه الأخير شرائح واسعة من الشباب العراقي دون أن يدري!) فإن المتفرجين العراقيين لم يتعودوا شغب الملاعب في تأريخ اللعبة في بلادنا، مثلما لم يتعود الشعب العراقي على ثقافة التفخيخ والقتل والتهجير الطائفي!!
لكن يبدو أن بعض العراقيين فقدوا فعلا الروح الرياضية، كيف لا وهذا البعض يتجرأ كل يوم على ذبح أخية بأبخس الأثمان : ورقة نقدية من فئة الخمسين دولارا أو مئة!!، ألا يتساوى لديه الموت سواء في الملاعب الرياضية او بمفخخة زرقاوية!؟



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطردوا طارق الهاشمي من منصب نائب الرئيس، وحاكموه لدعمه الإره ...
- الدفاع والداخلية وزارتان أمنيتان لايجوز إعلان الحكومة بدونهم ...
- ليت مبارك مثل مواطنه سيد القمني فينصف أمتنا العراقية وحضارتن ...
- لو كان لدى الأسد (نووي) فيزايد على جراح العراقيين ومآسيهم!؟
- حكومة تشكلي..حجنجلي بجنجلي!!
- سماسرة الأسلحة في انتظار الحرب الأهلية!
- لماذا يتحالف مقتدى مع ملوك ورؤساء الأنظمة المعادية للشعب الع ...
- جندي عابر قارات وقصائد أخرى
- وزارة لاتحمي نفسها كيف نطالبها بحماية أرواح العراقيين!؟
- أعطوهم الدفاع والداخلية..وتصدقوا علينا رجاء بوزارة الثروة ال ...
- أدين بشدة الإعتداء الإجرامي على مقر الحزب الشيوعي العراقي في ...
- البعثيون الفاشيون
- مؤتمر القاهرة للمصالحة الوطنية أم لعودة البعثيين والعمالة ال ...
- العاب مفخخة وفيروسات لإرهاب أطفال العمارة الأبرياء!؟
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس الطالباني بخصوص إطلاق سراح المجرم بر ...
- المس بيل وصولاغ وطقم أسنان جديد لفهد ابن شيخ عنزه!
- حيران من تبرئة الجيران في السياسة العراقية!!
- التعديلات على الدستور بعثية قُحْ فارفضوها رجاء!!
- كلنا تيسير علوني..كلنا طالبان!!
- مازلتُ دائخا من الحروب


المزيد.....




- مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب. ...
- أردوغان: تركيا تتابع الوضع في أوكرانيا عن كثب
- وزير التجارة التركي يحسم الجدل بعد تصريحات كاتس عن عودة التج ...
- صحة غزة تعلن الحصيلة اليومية لضحايا الحرب في القطاع
- زيلينسكي يعين رسميا قائد قواته السابق سفيرا لدى بريطانيا
- بعد تهديد بايدن.. رسالة من وزير الدفاع الإسرائيلي إلى -الأصد ...
- بوتين يرأس المراسم في الساحة الحمراء بموسكو للاحتفال بيوم ال ...
- طلاب ليبيا يتضامنون مع نظرائهم الغربيين
- أبو ظبي تحتضن قمة AIM للاستثمار
- أغاني الحرب الوطنية تخلد دحر النازي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - يالرخص الروح حتى في ملاعب كرة القدم العراقية!!