أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب فهد الطائي - الطريق الى أمستردام /رواية -الفصل السادس عشر















المزيد.....

الطريق الى أمستردام /رواية -الفصل السادس عشر


ذياب فهد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 14:41
المحور: الادب والفن
    


كان يقول لصفية إنه يثق بأحلامه فهي التي تكشف له عن إمكانات قوته الداخلية ، ولهذا فهو يعمل من أجل تحقيقها ، لم تكن تناقشه فقد كان ما يحققه يعزز ثقتها بما يطرحه
قالت –هل سيتصل بك( كاري كرانت )
كانا يتناولان الشاي أمام جهاز التلفاز الذي يعرض فيلما قديما لاسماعيل ياسين
-أكيد ، المحامون نادرا ما يخلفون مواعيدهم !
-ولكن المحاسبين ينفذوها في الدقيقة
-السيد أدريان لديه اكبر مكتب محاماة في أمستردام
-هل ستترك عملك لتلتحق به ؟
-كل شيء له حساباته وحين أقف على ما يفكر به يمكن ان أتخذ القرار المناسب،وما في ذهني إن شيئا كبيرا ينتظرني ، شيئا ربما يكون عنوان المستقبل الذي نريد ،وحتى يتحقق سأظل أحلم به .
توقف البث في القناة التلفزيونية وأعلن هاتفه النقال إن شخصا ما يطلبه ، ردت صفيه ، على الجانب الاخر كان صوت فتاة , نشطا وقويا وبمخارج الفاظ واضحة ،كأنه لمذيعة الأخبار في القناة الثانية ،نحن مكتب المحامي سيمونز هل السيد عمر موجود
-نعم
التفتت ا لى عمر –مكالمة لك من كاري كرانت
كلمّه المحامي ادريان سيمونز، سأله ان كان لديه وقت ليلتقيا مساء الغد في فندق (ديس انديس ) ولم ينس ان يشير له بأنه أحد المساهمين في ملكية الفندق
-هل يناسبك الساعة السابعة
-نعم ، سأكون هناك
- لاتنسى ان تؤكد للبواب على إنك ضيفي لتدخل بسيارتك الى الساحة الداخلية، فإدارة الفندق لديها إجراءات حماية
حين أغلق الهاتف كان يشعر إنه عبر المانش سباحة في ليلة عاصفة،شعر بارتياح عميق فهو يدرك الان إنه ليس واهما في أن يثق بأحلامه ،
قالت صفيه- عرفت الان ان المحامين أيضا مواعيدهم مضبوطة
طلب عامل الخدمات أن يسلمه مفتاح السيارة ليركنها ،رحب به موظف الاستقبال بابتسامة عريضة ،كانت صالة الإستقبال الواسعة والمؤثثة على طريقة القصور التاريخية تزدان بثريات كبيرة ،الرفاهية جزء من خدمات الفندق ،بضعة أشخاص يتنقلون بهدوء مبالغ فيه ،الجالسون على ألأرائك مسترخين يشربون الشاي من أباريق مرفوعة على سماورات ذهبية ،قاده الموظف عبر ممر على جدرانه لوحات تبدو وكأنها حقيقية لدقة الرسوم وتمازج الالوان المدهش ،نقر على باب غرفة بمقابض نحاسية كبيرة ،فتح الباب ، كان ادريان يقف الى الشباك يتطلع خارجا ، التفت بتؤدة وتقدم ليرحب به ،كان يقلد كاري كرانت في مشيته الموزونه وابتسامته الفاتنة ،دعاه للجلوس وطلب من الموظف ان يتصل بخدمة الغرف ليطلب القهوة وصحن فاكهة استوائية.
-لن نحتاج الى مقدمات فكلانا يحترف مهنة الاقناع ،
كان يتكلم بهدوء وعلى نحو يعكس ثقة لا حدود لها بنفسه ، فكر عمر إن دراسة أي إنسان أمامك يحتاج الى جهد وتركيز مهما كان يبدو إنه واضحا فقد يكون ذلك ظاهريا
-أجزم إنك قد بحثت عن مكتب المحاماة الذي أديره ، بالطبع هذا إجراء عادي جدا ، فأنا من جانبي أجريت عملية جمع المعلومات اللازمة عنك،أين تعمل، من أين جئت ،ما هي طبيعة عقدك مع المكتب الذي تعمل فيه،عموما أنا أرغب أن تعمل معي ، أفكر بفتح فرع لمكتبي في مدينة ارنهم وأحتاج الى محام يتمتع بمواصفات خاصة ليتولى إدارته ،نحن نعمل استشاريين ومنظمي عقود للشركات والمشاريع و نقيم دورات تدريبية ونتولى متابعة قضايا موكلينا في المحاكم المختلفة ، ربما تسأل عن الاجر ،أقول فقط انه سيكون ضعف ما تحصل عليه حاليا ،كما سنوفر لك سكنا وسيارة خاصة تختارها بنفسك ،يمكنك أن تدرس الموضوع وترد لاحقا.
شعر عمر إنه بذل مجهودا كبيرا في متابعة أدريان ،وخطرت له فكرة ...هل كان كاري كرانت يتصرف على هذا النحو ،سيقوم باستئجار بعض افلامه ليراجعها .
-أشكرك لثقتك وأعدك إني سأدرس ما عرضته بجدية
-جميل ...هل أطلب لك مشروبا ؟...هل تشرب الكحول أحينا ؟
فاجئه السؤال
-أحيانا وعلى الخفيف
ابتسم أدريان وبدا ان الجواب أعجبه
شعر عمر إنه محرج في سيره حين رافقه أدريان حتى باب الخروج فقد كانت خطوات مضيفه المتزنة والمحسوبة تسبب له نوعا من الإرباك ،وقف موظف الاستقبال وزميلته حين مرا بجنبهما فيما كان الجالسون الذين يحتسون الشاي يرمقوه بنظرة فضولية تحمل استفهاما صامتا عمن يكون ليرافقه السيد سيمونز الى الباب .
قالت صفيه -وماذا عن عملي ؟
-سيكون هذا واحدة من نقاط الدراسة مع السيد سيمونز
ابتسمت صفيه –لقد اصبح كاري كرانت رب عملك
-لماذا ؟
-الم تلحظ انك بدأت باستعمال اسمه العائلي !
كانت الساعة قد بدأت تزحف نحو الثامنة ، شعرت صفيه بأن المساء سيكون ثقيلا إذا ظلا في الشقة ،اقترحت أن يذهبا الى ا لمطعم في محطة قطار لاهاي،كان المطعم في الطابق الثاني، في الطريق كانت الشقق على الشارع معتمة تماما فالاقتصاد في استعمال الكهرباء واحدة من صفات الهولنديين، تذكرت إن البيوت في بغداد تتوهج بأضواء المصابيح الكهربائية من المدخل الى كل الغرف تقريبا حتى دون وجود حاجة لها ،الإسراف بسبب عدم الرقابة على الإستهلاك والرغبة في التباهي ،
قال عمر –أعتقد اني سأرد غدا
كان يتحدث بصوت خافت وهما ينتظران الطعام الذي طلباه ،ردت صفيه بأنها تجدها فرصة لتحريك مجرى حياتهما ولكن لا بد من حسم موضوع عملها، كان المطعم ملتقى رجال الأعمال وبعض الميسورين فأسعاره مرتفعة وما يقدمه من أصناف الطعام متميزة والمطبخ يقوده طباخ ايطالي ،الحديث عموما هامس وقليلا ما تسمع صوت الملاحق والشوك ، رائحة النبيذ الفرنسي الخفيفة والإضاءة المنخفظة والوان الاثاث الخشبي البني واللامع تضفي جوا رومانسيا رغم الاحاديث العملية والجادة ،
حين إتصل عمر بمكتب سيمونز ردت السكرتيرة ذات الصوت الرخيم والعميق مرحبة به على نحو يتصف بالتودد ،خمن عمر انها تعرفه الان ،
-لحظة سيد عمر
كان على الخط ادريان –أهلا عزيزي عمر
-اعتقد ان علينا ان نبحث في التفاصيل
-تحت أمرك ،هل يمكن ان تشرفنا بحضورك ...بالمناسبة ستكون صورة العقد جاهزة لمراجعتها ...نحن محامون وكل ما يتعلق بالتعامل يكون وفق القانون ومن الوضوح بحيث لا نحتاج الى مواجهة اشكاليات التفسير
-اتفهم ذلك ...هل يلائمك غدا
-نعم ...الساعة الحادية عشر أكون جاهزا
قالت صفية-ارجو ان تطلعني على التفاصيل فالمحاسبون ينفعون في مثل هذه العقود...وخذ حذرك فكاري كرانت ليس سهلا كما في الظاهر.
كانا عند البوابة الرئيسة للبناية ،توجهت الى سيارتها وودعته وهي تطبع قبلة سريعة على خده ، شعر بانفاسها الدافئة تمنحه إشراقة جعلته أكثر حيوية وكأن تباشير الفجر في صباح ربيعي في بغداد يلوح له ، حين أدار مفتاح السيارة فتح الراديو على اذاعة هولندا العربية ،كانت فيروز تغني (حبيتك )
قال لمدير عام المكتب –سيد إمباني قررت أن أترك العمل معكم
نظر اليه ناكوت إمباني فيما لاحت على وجهه ابتسامة محايدة
-اجلس أولا ...
نادى على السكرتيرة لتأتيهما بالقهوة
-عرفت ذلك منذ اسبوع ، اتصل بي السيد سندرسنسيمونز يستأذن في ان تعمل معهم، بالطبع وافقت فمكتب سيمونز يتحضر لنقلة نوعية كبيرة ويبدو انه قد حدد مكانك معهم ،مبروك اولا وأعانك لله ثانيا،
لم يرد كان محرجا ،نهض وهو يغطي المكان بنظرة شاملة وكأنه يود أن يحتفظ بصورته ، بكل ملامحه ذات الطابع الهندي من الأثاث الى اللوحات المعلقة وبعض الحكم المخطوطة باليد بالبنط الاسود العريض، وهو خارج قال امباني يمكنه أن يحضر غدا بأي وقت لاستلام مستحقاته لأن المحاسبة لم تحضر اليوم .
كان مكتب سيمونز قد رتب كل شيء، وشعر عمر إن ما يحصل حلم جميل، وظلت صفيه مندهشة مما يجري ،قدّم لهم المكتب صورة عن تأثيث الشقة ذات الاربع غرف، في شارع تمتد اشجار الملنجتونيا على جانبيه ،قام المكتب بتكليف شركة إكيا في ارنهم بتأثيث الشقة وفرشها ، أرسلوا لي صورمجموعة من اللوحات لاختيار ما أفضله ،كما تم تخصيص سيارة لتنقلاتي ،
ذهبنا الى الى ارنهم صباح السبت ،كانت المدينة التي تقع على نهر الراين تحتفل بيوم التحرير من الإحتلال النازي لأراضيها ،وفي الشوارع كانت عربات ملونة تعزف موسيقى وتوزع الحلويات مجموعة من الصبايا على الاطفال،قادنا جهاز( التم تم) الى باب البناية ، وهو يفتح الباب كانت امرأة كأنها أحد محترفي المصارعة الحرة تنظر اليهما بعدوانية ،فهم عمر انهما طارئان،قال نحن السكان الجدد للشقة 12 ، هزت رأسها دون ان تتكلم
كانت الشقة غاية في التنظيم والتناسق ، طليت جدرانها بلون بيج فاتح، طاولة الطعام حولها ستة كراس مقاعدها من الجلد البني ومساندها مرتفعة ،
قالت صفية -لوكنا نحن من أثثها لأستغرق الأمر شهرا
كانا يسترخيان أمام الشباك يتأملان الأشجار التي ما زالت زهورها الهرمية البيضاء تنشر رائحة دافئة ،دق جرس الباب ، قامت صفية لتفتح الباب وهي تعرب عن إستغرابها ،كانت أمرأة في الاربعينات ترتدي تنورة سوداء فوق الركبتين وبلوزة حمراء تكشف عن صدر ناهد، شعرها الاسود ينسدل على كتفيها فيما غّرتها تغطي الجبهة ،عيناها تشعان بنظرة ودودة ، من الواضح انها تخلصت من مكياجها خمّنت صفية ذلك من بقايا أحمر الشفاه بحمرة باهتة وخلو عينيها من أية مساحيق ، في قدميها صندلا جلديا ،قالت بصوت خافت يحمل نبرة إستحياء إنها أسفة لإزعاجهما ولكنها وجدت إن من الواجب أن تسألهما إن كانا بحاجة الى المساعدة فهي في الشقة المجاورة وما شجعها على السؤال أنها عراقية ومن بغداد وقد علمت من موظفة شركة السكن إنهما ايضا عراقيان ،شكرتها صفيه ودعتها الى الدخول ، وقف عمر ،قالت اسمي سهى وأنا أعمل في التدريس وزوجي ضابط في القوة البحرية ،كانت صفية تعتقد إن مثل هذه العادات قد انتهت ، كانت في الخامسة عشر من عمرها حين نقل والدها من دائرة ضريبة الدخل في الرصافة الى الكرخ ،ولأن والدها كان يعاني كثيرا حين يذهب الى عمله بسبب الزحام على الجسر الحديدي في الصرافية، قرر أن ياستأجر بيتا في حي العدل ، وهم يوضبون الأثاث طرق الباب ، كانت امرأة في الستينات تضع عباءة سوداء فوق رأسها الذي لفته بعصابة تتدلى منها خيوط مظفورة ،تحمل صينية عليها ابريقا للشاي وثلاث ارغفة خبز تنور ما تزال ساخنة ، قالت انها في البيت الملاصق ،ابنها مشاور قانوني في شرطة الكرخ تتمنى له اقامة سعيدة وتعرف إننا بحاجة الى الشاي،بعد ثلاث سنوات انتقلنا الى البيت الذي اشتراه أبي في مدينة (الشعلة ) ولكن أحدا لم يطرق بابنا !

في اليوم التالي ذهبت صفية الى شركة تجهيز المياه لتقدم امر نقلها الى أرنهم وقام عمر بمراجعة مكتب الاستئجار الذي كلفه ا دريان بالاتفاق معهم على استئجار المكتب،نسيا تماما زائرة المساء...رتب مكتب الإستئجار لعمر زيارة عددا من المواقع المقترحة ...كانت الاشجار المعمرة في المدينة قد تقرر قلعها وزراعة اشجار بديلة ،فرّت الطيور وهي تتطلع الى اعشاشها باسف فيما تنتشر في شوارع المدينة رائحة طرية لجذوع الاشجار التي راحت سيارة تحمل معدات لتقطيعها وتخليصها من الأغصان ورصفها فوق شاحنة تقف وراءها ،بدت الشوارع في المدينة أكثر شبابا بعد إن اختفت الظلال الكثيفة التي كانت تخيم عليها ، وأصبحت أكثر هدوء لفرار الغربان الصغيرة التي كانت تصدر أصواتا غير متناغمة وهي تطارد بعضها البعض .
إنتهى تأثيث المكتب وتم تحديد مهامة وفق رسالة مكتب سيمونز لتشمل (الاستشارات القانونية ، التقاضي أمام المحاكم ، التوكيل عن الشركات وعلى وجه الخصوص شركات التأمين وشركات النقل البحري ،تأسيس الشركات بانواعها ) كانت مهام المكتب كبيرة وتحتاج الى استقطاب محامين محترفين ، البداية القوية نتائجها مباشرة،
يوم الإفتتاح حرص أدريان على أن يحشد كل معارفه ويدعو المسؤولين في أرنهم ليعطي مكتبنا دفعة قوية في سوق الخدمات القانونية ،بعد انصراف المدعوين قال أدريان إن عليّ إعداد دراسة مفصلة عن فتح فرع في دبي، فاجأني الطلب قلت دراسة من هذا القبيل بحاجة أن أكون في دبي أو أن نكلف شركة مختصة بإعداد دراسة جدوى اقتصادية ، ضحك قائلا ،نحن من نعد الدراسات ، في دبي الان العديد من الشركات الهولندية وهم بحاجة الى خدمات قانونية ووجودنا هناك يمنحهم ثقة أكبر ، رتب امورك واعلمني لأهيئ لك زيارة ناجحة ،
ما يجري كان يدهشني فحياتي التي كانت تمضي بهدوء كمجرى ماء في حقل لا يعكر جريانه شيئ ،ربما تنهار كتلة طين من حافات المجرى ولكنها سرعان ما تذوب في الماء ولا تخلف الا موجات صغيرة تتلاشى بعد لحظات، أما الان فانا أسبح في بحر أستطيع أن أستطلع سطحه الرقراق وأمواجه المتلاحقة الى ما لانهاية ، ولكني لا أستطيع أن أجزم أني سأظل فوق الماء، البحر دائم التغير فقد ينفجر في أية لحظة ،قالت صفيه ،توكل على الله ..قلت هذا يعني انك مثلي خائفة ....
بعد ثلاثة أيام في دبي ويومين في أبي ظبي ولقاءات مكثفة مع مكاتب قانونية ومحامين وبعد زيارة بعض المحاكم القضائية للإطلاع على اجراءات التقاضي ،تكونت لدي صورة واضحة عن المهمة التي جئت من أجلها ،كان ادريان قد كلّم مدير احدى الشركات الهولندية العاملة في ردم البحر وإنشاء جزر صناعية ، إستقبلني الرجل بحفاوة وهيأ لي لقاء مع الدائرة القانونية في الشركة ، دبي مدينة مدهشة فرغم الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية فهي مدينة لا تتوقف فيها الأنشطة المختلفة ،السماء هنا مغايرة فهي تحجب النجوم وتبدو كأنها سقفا صناعيا من الرمل الكابي ويبدو شاطئ البحر في نهارات الصيف مهجورا والشمس لاذعة وإذا كنت مضطرا للسير فإنك ستشعر بطعم الملح والرطوبة في فمك ،مدينة عالمية بما تحمله من مواصفات تعدد قوميات المقيمين وتنوع أعمالهم وحرية التبادل التجاري ، قال أدريان ستشاهد مدينة كوزموبولتية نموذجية ، إنها مدينة الإستهلاك الزائد ،وهي أيضا المدينة لا تتركك تحتفظ بشيء، فهي ضد الإدخار ،انتبه لنفسك !
كان أدريان رجلا عمليا يتخذ قراراته بسرعة ولكن بدقة متناهية ،تم افتتاح المكتب في دبي وبقيت ثلاثة أسابيع لوضع ضوابط العمل ، فرعنا في أرنهم أمكنه الحصول على توكيلات قانونية وعقد دورات استشارية ناجحة كما أصبح من الممكن القول إننا نحقق وجودا واضحا في محاكم أرنهم ومحيطها ،
كانت صفيه مرتبكة وهي تسكب القهوة في فنجانها ،كان يوم سبت حيث لا نذهب للعمل ونغلق هواتفنا ،الوحيد الذي نستقبل مكالمته هو أدريان وعبر هاتف خاص ،كانت مهمومة وفكرت انها ربما لم تاخذ راحتها ليلة امس ،
قالت –لقد حققنا نجاحات كبيرة ولكنا نسينا إننا عائلة
-كيف نحن عائلة مثالية
-نعم ....ولكنا جزء من عائلة
-كيف
-العائلة تعني زوجين وأطفال ...بمعنى أمتداد للوجود
-تعلمين انا لا نستخدم أيا من الموانع
-صحيح ولهذا علينا أن نراجع الطبيب
بعد مراجعة طبيب العائلة المختص , حولها الى طبيبة أختصاص نسائية وتوليد في المستشفى المركزي في ارنهم ،أجرت لها الدكتورة فحصا شاملا ثم اخبرتها بأن يحضر زوجها فهي لا تعاني من اية أعراض قد تكون سببا في منع الحمل ، شعرت بشيء من الإرتياح فليس من السهل على أية امرأة أن تعرف انها غير مؤهلة لتكون اما ،ولكن ماذا عن عمر ...قال لها سيذهب لإجراء الفحص ...قالت يوم الاثنين الساعة العاشرة والنصف ...قالت الدكتورة انها لا تجد فيه سببا لعدم الإنجاب والموضوع يحتاج الى الصبر ونسيانه تماما، لم يشغلهما الأمر ....ولكنه ظل عالقا بأحلام صفية .
في البدء كانت تستيقظ مذعورة ،كوابيس تضغط عليها ،نساء متشحات بعباءات سوداء يتجمعن حولها معولات لأنها ستكون وحيدة بعد عمر ...تتحسسه وهو نائم وتشرب كأسا من الماء ،قالت موظفة معها في قسم الحسابات إنها محسودة ،كانت سورية من اللاذقية ،نصحتها بأن تذهب الى شيخ الجامع ...من يحسدها وهي لا تعرف أحدا ولا تختلط بأحد عدا جارتها سهى التي كانت تلتقي بها في المدخل ولم يتزاورا إلا لماما ....وهي أصلا لا تميل الى رجال الدين ،قال عمر يمكن أن نذهب الى لندن فقد اعطوني عنوان طبيب عراقي مختص ....لم يختلف جواب الطبيب العراقي عن الدكتورة الهولندية .
لم تنقطع كوابيس صفية ولكنها تحولت الى عنف حاد وأحيانا ترى نزيزا من الدم يتفق من قبر أخيها ، سبب لها ذلك شعورا ملازما بالخوف والقلق ،قالت ان علينا ان نزور الاهل في بغداد ...نحن لم نذهب منذ وصولنا الى هولندا الا الى دبي ..ربما سأتخلص من هذه الكوابيس وانا أتحدث مع أمي



#ذياب_فهد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الى أمستردام /رواية -الفصل الخامس عشر
- الطريق الى أمستردام /رواية -الفصل الرابع عشر
- الطريق الى أمستردام / رواية -الفصل الثالث عشر
- الطريق الى امستردام / رواية - الفصل الثاني عشر
- الطريق الى أمستردام /رواية - الفصل الحادي عشر
- الطريق الى امستردام/رواية -الفصل العاشر
- الطريق الى امستردام /رواية -الفصل التاسع
- الطريق الى امستردام /رواية - الفصل الثامن
- الطريق الى امستردام/رواية -الفصل السابع
- الطريق الى امستردام/رواية / الفصل السادس
- الطريق الى امستردام /رواية الفصل الخامس
- الطريق الى امستردام /رواية ...الفصل الرابع
- الطريق الى أمستردام /رواية _الفصل الثالث
- الطريق الى امستردام /رواية
- الطريق الى أمستردام /رواية
- اليمين الديني السياسي يحكم العراق
- قراءة في رواية داعشتاين للروائي جاسم المطير
- النتائج العملية لتراكم رأس المال في صناعة تكنولوجيا المعلوما ...
- الريح والبوصلة - رواية - الفصل السابع الاخير
- الريح والبوصلة - رواية - الفصل السادس


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب فهد الطائي - الطريق الى أمستردام /رواية -الفصل السادس عشر