أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي سيريني - سيكولوجية النخبة الفلسطينية و أسطورة فلسطين القضية الأولى للمسلمين والعرب (2 من 3)















المزيد.....

سيكولوجية النخبة الفلسطينية و أسطورة فلسطين القضية الأولى للمسلمين والعرب (2 من 3)


علي سيريني

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 10:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


النخبة الفلسطينية بين السياسة و الإرتزاق والإستماتة في التغطية على جرائم الأنظمة في المنطقة

الغريب حقا، أن النخبة الفلسطينية التي كانت توالي صدام حسين كأبرز قائد عربي يدافع عن حقوق الفلسطينيين، تغير موقفها رويدا رويدا منذ حرب الكويت، و منذ أن بدأت قوة صدام تتلاشى بسبب الحصار و الهزيمة التي مني بها في أعقاب غزوه للكويت. يروي ياسر عبد ربه قصة طريفة لزميل فلسطيني له كان يعيش على الإرتزاق إلى أن مات، وهو يُبجل إلى يومنا هذا كرمز لهذه النخبة. في إجتماع مع الرئيس صدام حسين، يكتب هذا الفلسطيني لعبد ربه على قصاصة ورق "صدام حسين مجنون"، علماً أن صداماً كان قد استضافهم ليطلعهم على تقديره للفلسطينيين و موقفه من فلسطين، في سياق واقع العراق قبل غزو الكويت بفترة وجيزة.
الواقع الفلسطيني زوّد الأنظمة الوحشية في المنطقة بسترات الحماية و الوقاية من شعوبها. فنظام سوريا العميل، و النظام الإيراني المذهبي الذي يعتبر أهل السنّة ألد أعدائه، لا يترددان لحظة من ذرف الدموع على فلسطين، مع العلم أن الشيعة كانوا يعتبرون الفلسطينيين من النواصب (ينصب العداء لأهل البيت) وأعملوا فيهم مجازر مروعة في لبنان إبان الحرب الأهلية، وفي العراق منذ عام 2003 بعد إسقاط نظام صدام حسين من قبل أمريكا، وفي سوريا منذ عام 2011. كما أن النظام السوري لم يدخر في مرحلة سابقة جهدا، في التفريق بين الفلسطينيين وتأليب بعضهم ضد بعض، بل وشق صفوفهم وتحويل فصائل منهم إلى مرتزقة إبان حروب لبنان. هذان النظامان، الإيراني و السوري، يعلقان فلسطين كشارة نضال على صدريهما، وتحت هذه الشارة يرتكبان أبشع المجازر ضد شعوب المنطقة كلها بإستثناء الشعب الإسرائيلي. منذ أن طغى المشهد السوري على الساحة بسبب هول المأساة و وحشية الأنظمة المتعاونة مع النظام الطائفي لبشار، و إبادة و تشريد و تدمير الملايين من الشعب السوري الأعزل، اتجه النظام الإيراني الطائفي عبر عملائه إلى اللعب بالورقة الفلسطينية للتغطية على مجازر عملائه في المنطقة، وبالأخص عميله في دمشق. وعبر هؤلاء العملاء، استطاع النظام الإيراني من تجنيد حركة حماس لهذه المهمة، وهي مهمة الإستعراض البهلواني ضد إسرائيل من أجل خلق ضجة إعلامية، في خلال استفزاز إسرائيل وجرها للإنتقام من الفلسطينيين، وهذا ما حدث أكثر من مرة. حركة حماس تحولت إلى هذه الأداة، حيث زودها النظام الإيراني ببعض الصواريخ عبر نظام دمشق أو حزب الله، ليس من أجل الفلسطينيين، بل خدمة لأجندات إيران و عملائها في المنطقة وفي مقدمتها تخفيف وطأة مجازر نظام بشار بحق السوريين، و التغطية عليها إعلاميا عبر فقاعات حماسية في فلسطين. والدليل على ذلك، أن كل العنتريات الإستعراضية في فلسطين، على الأقل في العقد الأخير، لم تخدم الفلسطينيين بل عمقت جراحهم و معاناتهم، وقوّت شوكة إسرائيل. أي أن بهلوانيات حماس لم تضر إلا بالفلسطينيين و السوريين، ولم تخدم إلا إسرائيل و إيران و النظام السوري. وكان الأولى بحركة حماس أن تطالب إيران أن ترمي صواريخها العابرة للقارات على إسرائيل من أراضيها، أو من الأراضي التي يسيطر عليها عميلها في دمشق، بدل أن تكلف حركة حماس بالقيام بهذه المهمة وكالةً.
ولكن الذي يسهل تحقيق هذه الأجندات، هو ما لدى حماس من أجندات وأهداف شبيهة بتلك التي نراها لدى النخبة الفلسطينية، وهي في جلها عملية سمسرة بدماء الفلسطينيين. فهذه الحركة، حالها حال النخبة الفلسطينية، تعيش على الإرتزاق و البقاء في الواجهة من أجل المزيد من الكسب و الرعاية. ومن أجل ذلك، لعبت حماس و النخبة الفلسطينية دورا كبيرا في تشويه الثورة السورية وطمس هولها، والتغطية على المشهد الذي يجسد أعمق وأوضح معاني مظلومية الإنسان العربي عموما والسوري خصوصا. إن إطلاعا سريعا على منتوجات النخبة الفلسطينية من أمريكا و بريطانيا و إلى حيث ينتشرون في دول عربية، يوضح مدى دعم نخب فلسطينية للنظام السوري و الإيراني و لا حاجة لذكر الأسماء فهي معروفة.
في الواقع، إن رحلة النخبة الفلسطينية هي رحلة البحث المستمر للطفل الدلوع عمن يرعاه ويهتم به ويتحمل دلاله، أي الأب الحنون. وعلى هذا الدرب يتعدد الأباء، طبقا لمصلحة أي أب جديد في تحمّل رعاية هذا الطفل المدلل و المشاكس. وفلسطين بقيت دوما الأم الثكلى الجريحة، التي تئن تحت جدار الحزن والضياع. قبل عامين، جاء إلينا في دولة غربية، أحد النخب الفلسطينية، سبق و أن عمل مديرا لقناة فضائية في دولة خليجية. بدأ هذا الشخص مراسلا مغمورا في بدايته، أسعفته هويته الفلسطينية أن يجمع مبلغا كبيرا من تلك القناة و من جهات أخرى، عبر تسنمه مراكز إدارية طبقا للإستحقاق الفلسطيني لا غير. في ندوة مسائية، بدأ هذا الفلسطيني يتحدث للجمهور الغربي وكأنه سفير إيراني أو ممثل لنظام بشار الأسد. كان المنظمون لهذه الندوة شيعة عراقيين موالين للنظام الطائفي في العراق. ومن هنا تدرك أهمية استقطاب نظام طائفي لهؤلاء الفلسطينيين، كأدوات طائعة لأجندات، ليست في خدمة الفلسطينيين أبدا. أما ذلك الفلسطيني الذي كان يصدر جريدة في لندن، وأصبح يوالي بشار الأسد قاتل أطفال سوريا، أو ذلك الذي ظل يعادي الشعب السوري و المصري ويطبل للنظامين الدمويين في دولة غربية أبعد، قبل أن يغير ولائه بكومة دولارات لصالح دولة خليجية كان يشتمها سابقا، فهذه نماذج قليلة من شريحة واسعة تمتهن الإرتزاق والبحث الدائم عن الأب الذي يعطف عليها بالفلوس.
هذه النخبة ذكية جدا. فهي إذ تمتطي قضية فلسطين و دماء الشعب الفلسطيني، لصالح من يدفع أكثر، لا تستهويها فكرة قيام دولة فلسطين ولا هي تريد زوال إسرائيل كما تدعي. فلو قامت الدولة الفلسطينية العربية، فماذا عساها أن تكون، غير أن تكرر نموذج الدول العربية المجاورة لفلسطين وأخرى أبعد. فالمواطن العربي و النخبة العربية في الدول العربية، هي أرخص من الرصاصات التي توجه إلى صدورها. النخبة الفلسطينية ترى هذا الواقع جيدا. و هذه النخبة تكاد تكون وحدها المدللة لدى الأنظمة العربية، إلى جانب نخب أخرى تنتمي إلى الأقليات الدينية. وكل الدول العربية المعنية بقضية فلسطين، لديها نماذج من النخبة الفلسطينية تسترزق لديها. وهذا الواقع لا يمكن إستمراره إلا بوجود إسرائيل، وتقديم الشعب الفلسطيني الأعزل أكباش فداء، خدمة لأجندة الأنظمة الطائفية و الدكتاتورية، ومزيدا من لملمة الدولارات في زواريب التجارة الرخيصة التي تقوم على أشلاء ودماء أطفال العرب ومفجوعيهم. ولو حقا قامت دولة فلسطين، وزالت إسرائيل من الوجود، فحينئذ من يهتم لهذه النخبة. بل السؤال هو، هل تبقى هذه النخبة أساسا تشغل الموقع الذي من الممكن فيه تسميتها بنخبة. إذا كان الجواب في أفضل حُلّة لها هو نعم، ستبقى نخبة كما هي الآن، فإن نخبويتها لن تكون أكثر من نخبوية الأوساط العربية الكثيرة المكدسة في الدول العربية التي تصطف في طوابير الإنتظار، لتجتاز الخط الذي يحدد مصيرها: التدوير من أجل التحول إلى منتوج أرخص يكرّز ما تبقى من أيام العمر، أو التقاعد والإنطفاء في الظل بسبب نفاد مفعولها.
في إنتظار إجتياز الخط، هناك إستماتة كبيرة في الحصول على الحلوى من موائد الأنظمة العربية، لكن الحصول على الحلوى يظل يمر في ممرات تُهدر فيها كرامة الإنسان، ريثما يبلغ نعال أهل السلطة و أزلامها التي تدوس على بقايا الحلوى الذي يسقط من شورابهم الذليلة أمام الأجانب، تلملمها هذه النخبة أو تلك.

غدا الحلقة الثالثة:

فلسطين في ميزان الشرع والعقل و واقع الإرتزاق المضاد للدين و مصالح الإسلام



#علي_سيريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية النخبة الفلسطينية و أسطورة فلسطين القضية الأولى لل ...
- الحركات و التيارات الإسلامية (الوهابية و الإخوانية) من متوجا ...
- العرق الأبيض و المسيحية و المجازر ضد المسلمين
- البروتستانتية الإسلامية و الجذور الماسونية للإحيائية الإسلام ...
- البروتستانتية الإسلامية و الجذور الماسونية للإحيائية الإسلام ...
- البروتستانتية الإسلامية و الجذور الماسونية للإحيائية الإسلام ...
- البروتستانتية الإسلامية و الجذور الماسونية للإحيائية الإسلام ...
- البروتستانتية الإسلامية و الجذور الماسونية للإحيائية الإسلام ...
- البروتستانتية الإسلامية و الجذور الماسونية للإحيائية الإسلام ...
- أردوغان ليس عدو الكُرد لكن الأحزاب القومية الكُردية اليسارية ...
- أول صانع سيارة كهربائية عالم كُردي من العراق
- ملهى ليلي مقابل الكعبة المشرفة
- بكائية على أطلال المستقبل أرقام و حقائق الأموال التي دفعتها ...
- بكائية على أطلال المستقبل (1) زمن الكَرْجى (ناكح الحمارة) ال ...
- هل مشكلة السّنة في الدين وحلّها في العلمانية والديموقراطية؟ ...
- عوائد النضال -للمنصور- الجبلي
- الهدف من إسقاط الموصل هو إحياء تشالديران من أجل القضاء على ت ...
- لماذا قانون العدالة ضد الإرهاب الأمريكي المعروف ب (جاستا) ال ...
- جهابذة الإعلام العربي والقانون المصدق من قبل الكونغرس الأمري ...
- هل النظام السعودي والنظام الإيراني عدوّان أم لاعبان للأدوار ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي سيريني - سيكولوجية النخبة الفلسطينية و أسطورة فلسطين القضية الأولى للمسلمين والعرب (2 من 3)