أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيريني - الهدف من إسقاط الموصل هو إحياء تشالديران من أجل القضاء على تركيا














المزيد.....

الهدف من إسقاط الموصل هو إحياء تشالديران من أجل القضاء على تركيا


علي سيريني

الحوار المتمدن-العدد: 5332 - 2016 / 11 / 3 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تشالديران انحاز الكُرد إلى الدولة العثمانية ضد الصفويين فانتصر العثمانييون (الكُرد والترك) على الصفويين نصرا عظيما، وفر إسماعيل شاه الصفوي تاركا كل شئ وراءه حتى زوجته التي أنكحها السلطان سليم لأحد قادته. بذلك ضمن الكُرد 15 أمارة كُردية مستقلة دامت لقرون! اليوم يقف نصف الكُرد مع إيران الصفوية ضد تركيا ذات العثمانية الجديدة. يبدو أن هذا النصف، رغم بعده عن الدين وهتافه بالعلمانية ونبذ الدين، يرى في خامنئي وقاسم سليماني نماذج مثالية لتوطيد العلمانية والديموقراطية المرجوة بدبابات وطائرات أمريكية!
الهدف من معركة الموصل ليس القضاء على داعش، فهذا ليس هدفا غربيا آنياً أو إستراتيجياً. قلت هذا قبل أعوام. عين الغرب على إسطمبول وآيا صوفيا وإعادتهما إلى الغرب، لأن لهما معاني عميقة بالنسبة لأوروبا على المستوى الثقافي والسياسي والتاريخي. فغرب تركيا يعد موطن مملكة طروادة التي ادعى الرومان أنهم من أحفادها. لذلك حين دخل الرومان أرض اليونان، خلدوا ذكراهم وذكرى طروادة بتجسيد إحتلالهم كثأر من الإغريق عما فعلوه بطروادة قبل قرون!
الغرب اليوم يتأسس على بعدين، الأول هو بعد ثقافي ديني مبني على التراث المسيحي اليهودي، والثاني قانوني سياسي مبني على التراث الروماني. يعتبر الغرب تركيا الغربية (القسطنطينية: اسطمبول) جزءا من هذا التراث الذي يكوّن الهوية الغربية!
الغرب يبذل أقصى الجهود لإفشال نموذج أردوغان الإسلامي في تركيا وغيرها، لأنه هو النموذج الذي يخافه الغرب اليوم ومستقبلا. أما داعش فليس سوى الإسلام المحبب لدى الغربيين لأسباب:
أولا: إنه نموذج يشوه صورة الإسلام والمسلمين. ثانيا: يعطي التبرير للغرب من أجل التدخل العسكري في شؤون الدول الشرقية. ثالثا: يسبب دمار شعوبنا وتخريب دولنا وإفقار مجتمعاتنا بسبب الحروب والمآسي. رابعا: الحروب تخفض أسعار النفط بسبب التنافس في الحروب بين الفرقاء، تحت إلحاح تغطية الحروب ومتطلباتها، كما في أيامنا الراهنة. خامسا: باع الغرب ومازال كل الأسلحة القديمة والمكدسة للسلطات والقوى الشرقية التي تحارب معه ضد داعش، وبذلك أفرغ الغرب خزانات المال في دولنا إلى حد تعجز سلطاتنا الخاضعة للإرادة الأجنبية عن دفع رواتب الموظفين مع أنها دول نفطية، والمثال سوريا، العراق، إقليم كُردستان وإيران...الخ. إنحدرت هذه الدول إلى عجز كامل عن توفير عيش كريم، أو في أحسن الأحوال تدفع رواتب قليلة لا تفي بحاجة المواطنين.
اليوم، يمشط الغرب عبر طائراته ومدافعه الطرق أما القوى الشيعية الإرهابية، من أجل دخولها إلى مدينة الموصل السنية. الهدف من هذه العملية، في ظل الأجواء المشحونة بين تركيا والقوى الشيعية منذ عام 2011، هو تمكين الميليشيات الشيعية بقيادة إيران من الإستيلاء على الموصل وكركوك (كركوك أصبحت في جيب الحشد الشيعي بفضل تحالف حزب طالباني مع إيران والمسألة هي الوقت لا أكثر). هذا التمكين يقض مضجع تركيا إلى حد، لن تقبل الدولة التركية أن تقف مكتوفة الأيدي عما يجري بحق مدينتين، كانتا في العهد العثماني جزءا من ولايات تابعة لها، فضلا عن وجود تركماني كثيف في كلتيهما. والأهم تقع المدينتان بقرب الحدود التركية.
يهيئ الغرب من الآن دفع تركيا وإيران باتجاه حرب استنزاف تعيد سيرة الحروب العثمانية الصفوية، وكذلك إحياءا للحرب التي دارت بين العراق وإيران التي استنزفت البلدين. ويرمي الغرب في هذا إلى إضعاف وتخريب تركيا، من أجل تسهيل عملية إعادة الجزء الغربي إلى جغرافيتها التاريخية الثقافية، وللحيلولة دون استمرار النموذج الإسلامي الناجح والباهر الذي يتطلع إليه العالم الإسلامي بشغف ولهفة، وكذلك من إجل وقف تقدمه واستمراره وحتى لا يتكرر في البلدان الإسلامية المجاورة والأبعد منها. ومن أجل هذا الهدف التاريخي يتحالف مع العدو الأول للعالم الإسلامي (الأكثرية السنية)، وهو إيران وذيولها الشيعية في المنطقة.
الكُرد لن يحصلوا من الشيعة أكثر مما حصل الإمام الحسين من أجدادهم في كربلاء، حيث قطعوا رأسه. والكُرد في الأدبيات الفقهية الشيعية محتقرون على أي حال، وأبسط مثال هو ما جاء في الجلد الثاني في كتاب شرائع الإسلام للمحقق الحلي (أشهر علماء الشيعة في التاريخ) حيث يقول "لا يجوز البيع والمعاملة مع ذوي العاهات والجذام والأبرص والمجنون والأكراد". تركيا الأردوغانية منفتحة على الشعب الكُردي، وتريد أن تصحح ما أفسدته الأتاتوركية العلمانية لقرون. ولكن مشكلة الكثيرين من الكُرد هي أنهم تحولوا إلى أتاتوركيين حقيقيين ولكن بهوية كُردية، وفي نفس الوقت يحسبون جهلا أوعمدا تجربة أردوغان كإمتداد للأتاتوركية الطورانية!
على الكُرد أولا، ومن ورائهم العالم الإسلامي ثانيا دعم أردوغان وتركيا بالغالي والنفيس، والذود عنهما. فنجاح تركيا وإنتصارها، ضمانة لمستقبل باهر للمسلمين عموما ومن ضمنهم الشعب الكُردي خصوصا. وبخلاف هذا، فإن سقوط تركيا والتجربة الإسلامية الجديدة فيها، فتحٌ لأبواب جهنم على المنطقة وخصوصا على كُردستان، وسيكون آنئذ ما نراه اليوم في العراق وسوريا، بمثابة معارك الأطفال!
على أردوغان وأتباعه أن لا يترددوا في تحصين الموصل وكركوك، واستمالة الكُرد نحوهم. والأهم من ذلك عليهم بذل الغالي والنفيس من أجل الحصول على قوة الردع التي ترد القوى العالمية على أعقابها، إذا ما فكرت بالهجوم عليها. وخير مثال لتركيا هو كوريا الشمالية التي تعتبر أعنف وأشرس دولة بحق مواطنيها، وتنصب العداء للغرب، لكن لن تجد قوة عالمية تتجرّأ أن ترمي سهما أو رمحا نحو تخومها. والعاقل من يحمي نفسه قبل وقوع الكارثة!



#علي_سيريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قانون العدالة ضد الإرهاب الأمريكي المعروف ب (جاستا) ال ...
- جهابذة الإعلام العربي والقانون المصدق من قبل الكونغرس الأمري ...
- هل النظام السعودي والنظام الإيراني عدوّان أم لاعبان للأدوار ...
- هل هناك مجازر جماعية تنتظر المسلمين في بلاد الغرب؟
- حين يخسر الكُردي فرصته الذهبية
- صلاة يتامى الموت (لعلّ موتا ناعما يرحمنا)
- من الأندلس إلى القسطنطينية ومن الهنود الحمر إلى الكُرد
- ظاهرة الإحتفال بإسلام الغربيين الشقر
- الثالوث الأقدس الذي دمّر الشرق وأهله
- موطئ قدم الإنسان الشرقي المتشقق
- التناقضات المضحكة في السياسة الكُردية
- كيف حوّل الغربييون والصفوييون بعض الأكراد إلى مطايا يركبونها ...
- لماذا حاول الغرب وإيران إفشال عملية السلام بين الكُرد والدول ...
- الكُرد من إمتطاء الإستقلال إلى مطية لإيران والغرب
- إختراع وكالة الإستخبارت المركزية الأمريكية لفكرة -نظرية المؤ ...
- هل التكالب الدولي على الشرق سببه -إرهاب- الدولة الإسلامية
- مركب الآمال في شط الضياع
- الإختراق الإيراني في كُردستان حبلٌ من حبائل تدمير المنطقة
- السعودية لن تسمح بسقوط نظام بشار الأسد
- عملاق في دشداشة بيضاء يستقبل فأرا


المزيد.....




- ترامب يشعل ضجة بفيديو وأغنية -سأضع آية الله في صندوق وأحول إ ...
- قطر.. جملة قالها وزير الخارجية لأشخاص -يتحججون بسبب الحرب- و ...
- إيران تعلن نهاية الحرب مع إسرائيل بعد الاتفاق على هدنة بوساط ...
- جيش الاحتلال يقر بمقتل ضابط و6 جنود في كمين خان يونس
- طيارو القاذفات B-2 -الشبح- يروون لـCNN كواليس عملياتهم: -تخت ...
- نائب ترامب عن ضرب إيران: -لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب الع ...
- ترامب ردا على تقرير CNN: الغارات على إيران -من أنجح الضربات ...
- رغم وقف إطلاق النار مع إسرائيل.. أمريكا تراقب أي تهديدات من ...
- -نصران- في حرب واحدة: ما نعرف عن النتائج الأولية للمواجهة بي ...
- إيران لم تسقط وإسرائيل تجاهلت دروس التاريخ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيريني - الهدف من إسقاط الموصل هو إحياء تشالديران من أجل القضاء على تركيا