مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 6447 - 2019 / 12 / 26 - 01:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل يمكن لأب , لأن أولاده أكلوا ثمرة محرمة من بستانه أن يتخذ من هذا سببا لكي يحرمهم و يطردهم من المنزل و يحكم عليهم بالفقر و البؤس , ألن تعتبره أيها القارئ المسيحي , أبا غير منطقي بالمرة , ظالما و قاسي القلب ؟ لو أن هذا الأب , عندما أصبح أولاده شريرون نتيجة حرمانه إياهم من الثروة , قرر أن يربط حجارة حول أعناقهم و يغرقهم في الماء كالقطط , مقررا إنقاذ واحدا منهم فقط , ألن تنظر إليه بفزع على أنه أب غير عقلاني بالمرة , غير إنساني و مجرم ؟ لو أن هذا الأب قرر بعد أن تكاثر أبناءه من جديد اختيار أحدهم كوريث له , و أنه أمر هذا الوريث بذبح جميع إخوته ليستولي على أجسادهم , ألن تنظروا إليهما برعب أكبر , كوحوش متوحشة , لاعقلانية في أجساد بشر ؟ لو أن هذا الابن , بما يتفق مع أوامر والده , أمر الشمس أن تتنظر في السماء لكي يكمل ذبح إخوته , ألن تراه وحشا مفترسا , لكن أيضا إنسانا جاهلا بعلم الفلك ؟ لو أن هذا الابن الخارق للطبيعة , بعد موافقة والده , اتخذ كل الأرامل اللواتي نجين من مذبحة أزواجهم محظيات عنده , ألن تعتبره ليس فقط ظالما , متوحشا , جاهلا و قاتلا , بل و أيضا فاسقا شديد الفحش ؟ و لو أن هذا الأب الشنيع عندما حكم على ابنه الشرير عقابا على جرائمه الشنيعة اقترح على المحكمة معاقبة ابن شاب و بريء كتكفير عن جرائم ابنه , و قام هو نفسه بقتل ذلك الشاب البريء , ألن تحكم عليه بأنه ليس فقط وحش ظالم , جاهل , متوحش , مجرم بل أيضا شخص مجنون و لا يصلح إلا لمشافي الأمراض العقلية لا حتى المشانق ؟ مع ذلك أيها القارئ المسيحي , فإن هذه الحالات ليست إلا تمثيلا صادقا للمعتقدات السخيفة و الجرائم البشعة للدين المسيحي . تمثل هذه الحالات نفس حالات الاضطهاد و الجرائم و سفك الدماء , في المسيحية كما في بقية الأديان كلها . يقدم الإنجيل إله اليهود و هو يطرد أول زوج من البشر من حديقة تسمى عدن لأنهم عصوا أمره بشكل عابث أو غبي و أكلوا ثمرة حرمها عليهم , ثم يصف معاناتهم و سقوطهم إلى حياة الخطيئة و البؤس . ثم يصور هذا الله و هو يقوم بإغراق كل الجنس البشري ما عدا عائلة واحدة , لأنه حكم عليهم بملء إرادته بالبؤس و الشر بدلا من أن يحافظ على حيواتهم بشكل إنساني و يبقيهم فاضلين و سعداء . يصوره الإنجيل و هو يختار عائلة واحدة بكل محاباة و تحيز غير مبررين من كل الجنس البشري , و هو يمنح القبيلة اليهودية بلاد الكنعانيين و يأمرها بذبحهم للاستيلاء على بيوتهم . يعرضه و هو جاهل حتى بما يفعله فيأمر موسى بأن يأمر الشمس أن تبقى في مكانها و ألا تغيب قبل أن ينتهي موسى من ذبح الكنعانيين العزل . و يتحدث عن رجل يدبر أمر مقتل رجل لكي يحظى بزوجته و آخر يمتلك عدة مئات من الزوجات و المحظيات . و يتحدث عن أن الله بعد تأخير دام أربعة آلاف عام قد قرر تخليص البشرية بأن يتجسد في جسد بشري ثم تجري التضحية به للتكفير عن خطايا البشر . معارضا بذلك كل المشاعر و الأفكار الطبيعية عن الإنسانية و العدالة , بأن يجعل البريء يعاني العقاب بدلا من المذنب , و في معارضة لكل منطق سليم بسخافة أن المعاناة و أكل جسده الفعلي أو المجازي و شرب دمه , يمكن أن يكون له تأثير مطهر و مجدد لمحو الخطيئة الأصلية المفترض أن آدم قد جلبها على نفسه و على أبنائه . هكذا يؤسس الإنجيل لمبدأ أنه من الأفضل أن ينجو عشرة أو 99 مجرما من أن يعاقب شخص واحد بريء . لكن "طرق الله" مختلفة عن طرق البشر ( كما يرددون ) . أي "منطق" أفضل يمكن توقعه ممن يتباهون بأنهم "لا يعرفون شيئا سوى يسوع المسيح و أنه قد صلب" . هكذا يقدمون لنا الله بعد أن حكم على الإنسان بالانحطاط إلى حالة الخطيئة و البؤس ثم دمره بطوفان قبل أن يأمر قبيلة بأن تقضي على بقية القبائل ثم يصبح فجأة رحيما لكي يتجسد في إنسان و يعاني على الصليب لتخليص البشر . لكن تجربة 1800 عام من التعصب و ملاحقة و سفك دماء الخصوم أثبتت أن هذا "الدواء الشافي" هو قاتل دائما . رغم أنهم يقولون أن الله هو من صنع الإنسان لكنه لم يكن أبدا قادرا على علاجه أو إصلاحه . لكن لأن الإنسان أصبح اليوم أقل ألوهية و أكثر إنسانية فإنه قد بدأ باستبدال كل ذلك بمعرفته الطبية عن الطبيعة للوصول إلى السعادة , و هو يأمل بحماسة أن الكهنة المشعوذين سوف يتبنون هذا العلاج الأكثر نجاعا للأمراض الأخلاقية لبني البشر . الآن ألا يبدو أنه كان أكثر حكمة و رحمة و حتى أقرب إلى الألوهية في هذا الله اليهودي لو أن الإنجيل كان قد عرضه و هو يكشف للبشر عن تلك المعرفة التي طورتها التجربة الإنسانية عن قوانين الطبيعة البشرية . لو أن الإنجيل كشف للإنسان أنه كائن مادي بالكامل – أن كل الظواهر العقلية و الأخلاقية هي نتيجة التأثيرات الخارجية على تنظيم الجسم البشري و أن شخصيته "تتشكل لأجله لا بذاته" , لكان أعطاه شيئا يشبه التجلي بالفعل . لو أنه كشف للإنسان شكل المجتمع الذي يجمع مصلحة الفرد مع المصلحة العامة , الذي يتعاون فيه البشر عوضا عن أن يتنافسوا مع بعضهم البض , و الذي يتشارك فيه الجميع العمل و الملكية على التساوي , لكان منحه شيئا يشبه المخلص بالفعل , و أعطاه علاجا و وقاية حقيقية من انعدام المساواة و الترف و الفقر و الجريمة و البؤس . لكن بدلا من ذلك فإنه يقدم إلها يعطي البشر كتابا يمتلئ بأكثر العقائد سخفا و هو يعلن أن "من يؤمن به و يجري تعميده هو من سيتم إنقاذه , أما من لا يؤمن فسيلعن" . لكن على الرغم من كل جهود الكهنوت المغرور و الفاسد للتأكيد على الإيمان بهذه العقائد التافهة , يصبح البشر بسرعة أكثر ذكاءا و تحررا و فضيلة , مع بزوغ فجر العلم أبعد مما عرفه البشر أو الآلهة في غابر الأزمان . حتى الآلهة المسيحية تصبح أكثر تحضرا و قوة و حكمة و نفعا , في مذاهب اليونيفرساليين و بقية الفرق أو الطوائف , و هي تكف اليوم عن إدانة البشرية بالعذاب الأبدي في نار جهنم . هكذا ينير تقدم الفن و العلم جميع البشر و يرمي الكهنوت المستبد من فوق عرش الخرافات
نقلا عن
https://www.libertarian-labyrinth.org/from-the-archives/lewis-masquerier-in-the-boston-investigator-1835-1888/
إضافة ضرورية : رأي فولتير في الإسلام
"يعلم القرآن الخوف و الكراهية و احتقار الآخرين , و القتل كطريقة شرعية أو قانونية لنشر هذا المبدأ الشيطاني و الحفاظ عليه . إنه يتحدث بالسوء عن النساء و يصنف البشر إلى طبقات و يدعو إلى سفك الدم و المزيد من الدماء . لقد أثار تاجر الجمال ذلك الاضطراب في قبيلته لكي يجعل مواطنيه يعتقدون أنه يتكلم إلى الملاك جبرائيل , و أنه قد أخذ إلى الجنة و تلقى هناك جزءا من كتابه غير قابل للهضم الذي يتحدى فيه المنطق السليم في كل صفحة , و لكي يفرض احترام كتابه ذلك على الجميع , واجه بلاده بالحديد و النار بحيث أنه خنق الآباء و أخذ منهم بناتهم و خير الجميع بين الموت و بين اعتناق مذهبه : هذا كله بكل تأكيد مما لا يمكن لأي شخص أن يبرره ما لم يأت إلى هذا العالم كتركي , فقط إذا خنقت الخرافة كل نور طبيعي للعقل داخله"
نقلا عن
https://atheistforums.org/thread-43590.html
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟