الهوموفوبيا ( رهاب المثلية الجنسية ) كعنصرية

مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 6410 - 2019 / 11 / 16 - 21:12
المحور: حقوق مثليي الجنس
    

من كراس نحو ديالكتيك المثلية الجنسية و الثورة لديفيد بيري

بالإضافة إلى رؤية أوجه الشبه بين وضع النساء و المثليين جنسيا , رأى غورين ( 1 ) أن الهوموفوبيا ( رهاب المثلية الجنسية ) تشبه العنصرية و أن المثليين جنسيا باعتبار الوضع الذي يجدون أنفسهم فيه في حياتهم اليومية , يمكن تشبيه معاناتهم بالزنوج و اليهود : "يتعين على المرء فقط أن يقرأ التحليل المثير للإعجاب لفرانز فانون في كتابه جلد أسود و أقنعة بيضاء , عن الخوف الدائم الذي يعتري أصحاب البشرة السوداء في مواجهة الأحكام المسبقة العنصرية للبيض ليفهم لأي مدى يتشابه مصير المثليين جنسيا مع أصحاب البشرة الملونة . الكاتب ريتشارد رايت .. تعاطف بنفس الدرجة مع الظروف المتشابهة للزنوج و اليهود و "الشواذ". لا شك أن معرفة غورين بأوضاع المثليين في المستعمرات في عشرينيات القرن العشرين لعبت دورا مهما هنا , كما كان الحال مع جينيه ( 2 ) . الشيء المثير للاهتمام هنا هو أن غورين اختار أن يضم إلى مجموعة قصيرة من خطاباته المنشورة عام 1968 رسالة من واحد من حضور إحدى اللقاءات التي عقدت بعد ما كتبه غورين عن "الأقليات السيكولوجية" : "لا يمكن للمرء أبدا أن يدين بما يكفي الضمير المسترخي و الراحة العقلية و في نفس الوقت تناقض و نفاق معظم "اليساريين" و عنصريتهم الخفية . لأنه إذا كانت العنصرية هي ازدراء مجتمع مختلف عنا , احتقار عينة من البشر بسبب صفة معينة , فإن العنصرية بالمعنى الحقيقي من الكلمة ليست موجهة بالضرورة ضد أشخاص من لون مختلف . علينا أن نتحدث ضد أولئك الذين يعتقدون أنهم "كرماء" , الذين يعارضون عنصرية الآخرين , الذين لا ينظرون بصورة دونية إلى الزنوج بينما لا يكلون و لا يملون من التصريح أو الكتابة عن احتقارهم للكحوليين , العاهرات , المثليين جنسيا , الخ … الذين يلعبون دور بدائل عن الزنوج أو اليهود بالنسبة "لأعداء العنصرية" هؤلاء" .

( 1 ) دانييل غورين ( 1904 – 1988 ) كاتب فرنسي بدأ حياته كماركسي ثم تحول إلى الشيوعية التحررية
( 2 ) جان جينيه ( 1910 – 186 ) مؤلف , كاتب مسرحي , ناشط فرنسي , بدأ حياته كمتشرد و داعر و مجرم قبل أن يبدأ كتابة المسرحيات و القصص
ترجمة مازن كم الماز

#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل