أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طالبي - حكاية حزينة














المزيد.....

حكاية حزينة


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 20 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفصل، فصل بكاء السماء، فصل الصراع من اجل البقاء. الوقت بعد ادان المغرب بقليل.غابت الشمس من خلف الغيوم الداكنة وغاب معها ما تبقى من دفئ.انسل القر دون استئذان الى البيت والى الغرفة التي تؤم الام و الطفلين.ليلة من ليالي ديسمبر الباردة تعلن عن نفسها، مع اول قطرة مطر سقطت عمدا من السماء.بدأ المطر ينهمر غزيرا،تلاه صوت الريح الصرصر العاتية، ريح تعوي ،صوتها يفزع قلبي الطفلين الصغيرين يظناه صوت الذئب في قصة ليلى..جسمين صغيرين نحيفين يرتعدان من شدة القر والبرد و الخوف.أسنانهما تصطك في ايقاع سريع .اليدان والرجلان تكاد تتجمد من فرط القر.الام منهمكة في محاولة ايقاد النار لتطرد هذا العدو الغاشم الذي احتل الغرفة فجاة وعنوة،و يحاول ان يجمد صغيريها ليحيلهما جتتين هامدتين.قليل من الهشيم،كانت تحتفظ به لمثل هذه اللحظة،ورق ازرق انتزعته بقوة من "قالب" سكر.اشعلت عود ثقاب سرعان ما أطفأته الريح،و كانها تصارع وتمنعها من ايقاد النار ليسهل لها الاجهاز على الاسرة الفقيرة.اعادت الكرة هذه المرة مع ما تبقى من شمعة قديمة،بالشمعة اشعلت النار في الورق الازرق ثم وضعته وسط الهشيم.تصاعد دخان ازرق في الغرفة،سارعت الام بوضع قليل من الاغصان الجافة للاشجار، اشتعلت النار بها بسرعة كبيرة و التهمتها،سارعت الام بوضع ما تبقى لديها من فحم على النار،صبت قليلا من الزيت فوق الفحم، النار جن جنونها ، وبدات في التهام الفحم في محاولة لتحويله الى جمر احمر.بدأ الدفء يدب في كل ارجاء الغرفة.انسل العدو منهزما منكسرا، سكتت اسنان الطفلين وعاد الفمين و الاسنان الى وضعيها الطبيعيين.الاجسام الثلاثة بدأت تستعيد حيويتها و لونها.مدت الايادي الستة نحو النار طلبا للدفء و الحماية .وخز طفيف في مقدمة الاصابع و كان العدو يحاول الهرب و البحث عن فريسة بديلة.تحول الفحم الى جمرات شديدة الاحمرار وسط "المجمر".وضعت الام ابريق شاي على الجمر ورغيف خبز ـقلبه على الجمر ذات اليمين وذات الشمال.بعد مدة قصيرة وزعت الام الخبز المحمر على الجمر و كؤوس الشاي الساخن على طفليها دون ان تنسى نصيبها من الوليمة،الشاي و الخبز المحمر و قليل من زيت الزيتون تكفلوا بطرد الجوع و البرد من الاجساد الثلاثة.بعد وجبة العشاء انتقلت الام وطفليها الى فراش النوم.استلقت الام على ظهرها وضعت المجمر بين رجلهيا استلقى الطفلين قرب الام .البنت اختارت الجانب الايمن و الولد اختار الجانب الايسر.رجلا الام على شكل قوسين يسمحان للدفء ان يمر الى الفراش و الاغطية و يسمح للطفلين ان يضعا رجليهما على رجلي الام طلبا للدفء.
طلبت البنت من الام ان تحكي لها حكاية الشاب الفقير وبنت السلطان
- كان حتى كان في قديم الزمان.كان الزحاف ينقز الحيطان،وكان العمى يخيط الكتان
نامت الطفلة، نام الطفل،بعدهما غفت الام ثم نامت..الساعة قاربت الواحدة زوالا. الارواح الثلاثة ترفرف في الحي و تنظر الى جمهور الجيران المتحلق حول باب الاسرة الفقيرة



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لطيف انا
- الفعل الناقص
- فتشت عنك
- الدجاجة
- نوستالجيا
- رجل يصطنع النضال
- الاستاذ
- من دكريات الثانوية
- حادة
- موحى
- هي 2
- السوق
- الكلمة
- في المراهقة
- ليلة بلا عشاء
- قاوم
- يوم في البيضاء
- الفراق
- خبز وسكر
- الداخلة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي يحتج على المسؤولين


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طالبي - حكاية حزينة