أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - موحى














المزيد.....

موحى


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6423 - 2019 / 11 / 29 - 04:08
المحور: الادب والفن
    


القرية كئيبة وحزينة ،البؤس يعشش في كل ركن من اركانها، أنهكتها و اعيتها السنوات العجاف المتتالية .اعدم الجفاف الضرع و الزرع ، بعد ان صامت السماء عن البكاء طوال السنوات الماضية . بيوت القرية عتيقة معظمها مبنية من طين، متباعدة عن بعضها البعض. الايام بالقرية تتشابه ،اليوم يكاد يشبه الامس واليوم قد يشبه الغد. الحزن رسم لوحات بئيسة على وجوه الناس و على اجسادهم ، اجساد نحيلة ونحيفة تصارع الزمن وقلة دات اليد . الحزن باد على وجه الانسان و على المكان وعلى ما تبقى من حيوان ،قطط هزيلة ترمي بأجسادها تحت ظل الاشجار البئيسة والكئيبة . أطفال بوجوه كالحة مسخها البؤس و الفقر و تداعيات الجفاف. أشجار ونباتات تكاد تغادرها الحياة ،تعاند قساوة الجفاف وقلة التساقطات .كلاب اهلكها الجوع تتقاسم الفضاء بدون نزاع مع القطط الحرب الازلية بينهما حطت اوزارها ولم بعد لصراعهما معنى.قوانين الطبيعة هي الاخرى انحنت امام قسوة قوانين الجوع و البؤس و التهميش الممنهج. اكلة الجيف تحوم حول بقايا ماشية نفقت مند ايام قليلية ، من فرط الجوع.الجبال وحدها بقت صامدة في وجه الحر و الفقر لم تتزحزح عن مكانها.
حل الظلام ."باسو" جالس في المطبخ ،جالس على فراش صوفي فوق حصير بال يتوسط مخدتين وهو يتأمل وجه .زوجته "يطو" ، هذه الاخيرة جالسة قرب موقد النار، في ركن المطبخ تعد وجبة العشاء. دشيشة ،شربة الشعير مع قليل من زيت الزيتون كافية لسد رمقها و رمق زوجها ورمق وارث سرهما "موحى" . " موحى " الصغير ، بحلول الغد سيطفئ شمعته السابعة،.بالغد سيكون اول يوم من يام عمله كراع جديد للقطيع . غدا سيخرج ما تبقى من ماعز واغنام للمرعى..سيرافقه "رباح" و "لويزة" كلبا الحراسة الشرسين و الصديقين الوفيين. بينما "باسو" يتأمل زوجته وهي تحرك بملعقة خشبية كبيرة شربة الشعير حتى لا تحترق.سمع صوت دوي وانفجار شديد.خرج مسرعا نحو باب المنزل. تبعته "يطو" حافية القدمين الى خارج البيت. نظرا الى السماء ،لازالت صافية و النجوم تزينها. نظر شرقا ،غربا ، لاشيئ يفسر هذا الانفجار .. التفت شمالا نحو سماء قبيلة "ايت ايعزة"، السماء ملبدة بالغيوم والبرق يرمي بسهامه ،اكيد ان الامطار ستسقي بهيمة و ونبات القبيلة المجاورة.
-"ايت ايعزة" محظوظون يا "يطو" لقد من عليهم الله بالمطر و الغيث.
- لا تحزن يا عزيزي فاول الغيث قطرة و اكيد قريبا ستصلنا الامطار. الرياح ستدفع الغيوم نحو سماءنا .انها بادرة طيبة انه الفرج ابشر يا حبيبي.



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي 2
- السوق
- الكلمة
- في المراهقة
- ليلة بلا عشاء
- قاوم
- يوم في البيضاء
- الفراق
- خبز وسكر
- الداخلة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي يحتج على المسؤولين
- دكريات الثانوية
- امطاون ماخ
- طعم الكراهية
- هي
- حب دفين
- الغريب
- الفقير
- قطار الزمن
- قطار الزمن
- هدية لابني


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - موحى