أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر عزيز النجار - يحسبون كل صيحة عليهم















المزيد.....

يحسبون كل صيحة عليهم


عمر عزيز النجار
(Omar Aziz Elnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 01:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو )
جاءت هذه الكلمات في القران في سورة المنافقين وكانت تتحدث عنهم وعن أفعالهم
قال بعض المفسرين مثل مقاتل والسدي في تفسير هذه الاية :أي إذا نادي مناد في العسكر ان انفلتت دابة او انشدت ضالة ظنوا أنهم هم المرادون لما في قلوبهم من الرعب
إلا أنني أري أن هذه الآية تنطبق و بشدة علي المسلمين في هذه الايام ، جاء في القران في مطلع سورة الحج (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )
وجاء في سورة البقرة الاية 109 (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) وجاء في نفس السورة الاية 105 ( ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم ) ، انطلاقا من هذه الايات و أشباهها يعتقد المسلمون اعتقادا جازما أن العالم بأسره يقف صفا واحدا ضدهم وأن هناك مؤامرة كونية تحاك ضدهم ليلا ونهارا للخلاص منهم ، ولم لا ؟؟ وهم خير أمة أخرجت للناس حسبما أخبرهم بذلك رسولهم ، ولكنهم وبالرغم من كل هذه التحديات سيظلون صامدين مستمرين واقفين علي أرجلهم ضد هذا التحالف الكوني البشري اليهودي الاستعماري الصهيوني الماسوني العالمي حتي تتدخل الآلهة بنفسها و تفصل بين الحق والباطل ، يتضح جليا هذا الاعتقاد والتخوف الاسلامي عند طرح أي فكرة أو مشروع أو قضية تمس من قريب أو من بعيد بعض ثوابت الاسلام (كما يحلو للبعض أن يسميها ) وإلا ففي الحقيقة لا شئ في هذا الكون ثابت فالكل نسبي ومتغير ، دعوني أترجم هذا الامر في قضيتين معاصرتين في هذه الأيام ،
رفع الأذان في مكبرات الصوت و قضية النقاب .
1 – رفع الاذان في مكبرات الصوت ؛ انتقلتُ مؤخرا للعيش بمفردي في منطقة تبعد قليلا عن بيت الأسرة ، منطقة هادئة وسط أناس لا أعرفهم ولا يعرفونني وأظن هذه من أعظم المميزات لذاك المسكن الجديد بعيدا عن منطقتي الأولي بكل ما فيها من ذكريات ؛ لا شئ يعكر صفو ذهني ويكدر سلام قلبي إلا هذا الصوت الأجش الجهوري النشاز القبيح الذي يخترق طبلة اذني في نهاري وليلي ، في منامي ويقظتي ، هذا الصوت الذي يشق عنان السماء ضاربا بكل الأخلاق والقيم والمبادئ عرض الحائط ، فلا حرمة لنائم ، ولا مراعاة لمريض ، ولا رأفة بطفل ، ولا احتراما لخصوصية الإنسان وخلوته ، إنه صوت الأذان للإعلان عن دخول وقت صلاة المسلمين والذي يتم إطلاقه خمس مرات في اليوم والليلة .
أطلت منذ فترة الفنانة شيرين رضا وأدلت بتصريحات بخصوص هذا الأمر ، ووصفت الأذان بأنه شئ مزعج ومن أسباب تراجع السياحه ، وأنه يجب تقنين هذه المسألة وتوحيد الأذان ، واختيار المؤذنين وما إلي ذلك ،
ولن أخبرك عزيزي القارئ عن مدي قسوة رد الفعل من تلك التصريحات والهجوم القاسي الغير مبرر علي هذه السيدة دون أي وعي او تأمل أو حتي تفكير في مضمون ما قالته واعتبره البعض أن هذا صد عن سبيل الله ، وأن هؤلاء الكفرة الملاعين اعتادوا سماع الباطل لذلك عميت قلوبهم وصُّمَت آذانهم عن سماع الحق ، وغير ذلك من الاتهامات السخيفة التي خرجت من البوم الناعق وخفافيش الظلام ، وأريد في هذا المقام أن أدلي بدلوي وأبدي رأيي في هذا الأمر .
مبدئيا أنا مع حرية الأديان والأفكار والاعتقاد لأبعد مدي وإني وإن كنت لا اؤمن بأي دين إلا أنه من حق كل مؤمن أن يعلن عن إيمانه ودينه و فكره وأن يمارس طقوس شعائره دون تقييد وأن يكفل له المجتمع الحق في ذلك ، وأن لا يتدخل أحد في هذا الأمر من قريب أو من بعيد كما قال الفيلسوف الفرنسي فولتير ( قد لا أتفق معك فيما تقول لكنني سأدافع حتي الموت عن حقك في أن تقوله )
ولكن مهلا سيدي أولم تعلم أنك حر مالم تضر ؛ سأتحدث إليك من منطق عقلاني بحت محاولا التزام الحيادية قدر ما أستطيع
لما طرأت في رأس رسولكم محمد فكرة الإعلان عن الصلاة ورشح بعض أصحابه فكرة البوق فرفض محمد علي أساس أنه طقس يهودي ، فيما رجح آخرون فكرة الناقوس ورفضه هو الآخر باعتباره طقسا مسيحيا واقترح أحدهم فكرة إشعال النار وقال محمد ذلك للمجوس ثم افترقوا علي ذلك وفي ليلتها رأي عبدالله بن زيد في منامه رجلا يعلمه الاذان و يردده له باعتباره الحل الأمثل والأفضل للإعلان عن دخول وقت الصلاة
عفوا ؛؛؛؛ لي هنا وقفة ؛ نلاحظ أن كثيرا من شرائع الإسلام إنما بنيت علي وحي المنام ونسج الخيال ، فالشعيرة الأساسية في الإسلام وهي الصلاة شرعت في هذه الرحلة العجيبة التي تسمي برحلة الاسراء والمعراج والتي اخترق فيها محمد حاجز الصوت والضوء وسافر من مكة الي القدس ثم انطلق نحو الفضاء الخارجي مرورا بالسماوات السبع ( هل هي سبعه فعلا ) كل هذا في ليلة واحدة ؛ ففي هذه الرحله شرعت الصلاة أما الأذان فتم تشريعه علي أساس رؤيا في المنام ؛ فعلا ، ياله من دين ويا لها من عقول !!!
ما علينا من ذلك الان تحمس محمد للفكرة ووافق عليها والشاهد هنا انه اختار أندي الرجال صوتا حينها وهو بلال بن رباح وكان يصعد سقف الكعبة عند كل أذان ليؤذن من فوقها ، حتي أنه كان يلتفت يمينا عند قوله حي علي الصلاة ويلتفت يسارا عند قوله حي علي الفلاح وذلك ليسمع صوته كل من كان بالمدينة
وحيث أننا في هذه الايام قد تبدلت الأحوال وتغيرت ، وصرنا في عصر السماوات المفتوحه وجيل السرعه ، وأصبحنا تقريبا نعرف الخبر قبل أن يقع ، صار عندنا بوصلة لتحديد الاتجاهات فلم نعد نحتاج الي ساعه شمس أو عود مقام في الأرض لنعرف اتجاه الظل لنحدد علي أساسه توقيت الصلاة وصار كل منا يحمل في جيبه هاتفا ذكيا فيه من الإمكانيات والتطبيقات ما يجعلك تعرف وقت صلاتك بالدقيقة والثانيه فما الذي يحوجناالي هذا الاختراع البغيض الذي يسمي الأذان وما فائدة هذا الازعاج وتلك الضوضاء ؟؟؟
وان كنتم لا تريدون استخدام مثل هذه التطبيقات كبديل للأذان فمن باب أولي كان من الأفضل لكم ان لا تستخدموا مكبرات الصوت فإنها لم تكن علي عهد محمد ، وعند موعد كل اذان تصعدون علي سطح كل منزل كما كان يفعل بلال بن رباح ام أنكم تأملون خيرا في حديث محمد ( المؤذنون أطول الناس اعناقا يوم القيامه ) وانا لا ادري حقيقة كيف يكونون اطول الناس أعناقنا ؟ هل سيكونون مثل النعام مثلا ؟ وانا يا سيدي الفاضل اقول لك بانه علي نياتكم تؤجرون ؛ لا داعي ابدا لهذا الضرر الذي تلحقونه بكل من حولكم ولا داعي أبدا لكل هذا الهجوم العنيف الغير مبرر علي أي انسان تأذي من أفعالكم الهمجية التي لا تمت للانسانية بأي صله ، في عام 2009 تعالت بعض الأصوات في سويسرا مطالبة بمنع بناء المآذن ومنع رفع الأذان في مكبرات الصوت وحينما سئلوا أولم يكفل الدستور السويسري الحق للجميع في حرية العبادة أجاب أحد النواب البرلمانيين والذي كان غالبا صاحب هذه الفكرة قائلا ( لقد أعطي لهم الدستور الحق في العبادة لكنه لم يعط لهم الحق في الصياح ).
---النقاب ---
القضية الاخري في هذا المقال والقضايا كثيرة والتي أود فيها ترجمة اعتقاد المسلمين بتآمر العالم عليهم والكون بأسره ، ولم لا وهم فقط الذين علي الحق المبين كما جاء في سورة الصف يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) قضية النقاب هذا الاختراع العربي الذكوري الهمجي المتخلف
لا شك ان الاسلام قد أحط من قيمة المراة أيما انحطاط فجعل مهمتها فقط في هذه الحياه هي الطعام بالنهار والفراش بالليل وكثيرة هي الايات والاحايث التي تدل وتبرهن علي ما اقول غير ان هذا ليس مقام ذكرها
نفس الكلام الذي ذكرته في قضية الاذان هو ما ساذكره في شان النقاب واكرر من حق كل انسان ان يمارس طقوسه وشعائره وان بفعل ما يريد دون تضييق عليه باي شكل من الأشكال ولكن عندما يتعلق الامر بضرر قد يحدث للاخرين فليس هذا من الحرية في شئ
وكل ما اود قوله في هذا الصدد وما أريد إلقاء الضوء عليه هو رد فعل المسلمين حينما يتحدث احد المثقفين عن المرأة وعن حقوقها ووصف النقاب بانه عادة جاهلية ذميمة تلغي كيان المراة ووجود الانسان ؛ تري البوم الناعق وخفافيش الظلام خارجة من جحورها متهمة اياه بانه ضد الاسلام ويحارب الثوابت ويدعو الي الالحاد ويريد نشر الفاحشة واشاعة الفجور في المجتمع الي اخر هذه الاتهامات السخيفة التي وإن دلت علي شئ فانما تدل علي جهل صريح و ضلال قبيح ؛ ولا اريد ان اطيل في هذا الامر ولكني ساقول كلمتين
اولا حينما تفرض الفضيله علي قوم ما فأنت تخلق منافقين لا مؤمنين ؛ وانظر الي المرأة السعودية او الخليجية حينما يتسني لها السفر خارج بلادها حيث يكون اول ما تفعله هو القاء نقابها في سلة النفايات
ثانيا – وهذا هو الاهم سؤال اطرحه لكل ذي عقل لبيب ؛ ما علاقة الفضيلة والشرف في ان يختفي الانسان ؛ شرف الانسان يكمن في اخلاقه وعقله و سلوكياته وتصرفاته ليس في اختفائه وانظر الي العالم الغربي ووضع المراة هناك وانظر الي حالنا ؛ لكي تعلم كم نحن منافقين بامتياز ولا نجيد الا الشعارات الجوفاء الفارغه من أي معني ؛ إن من يرفض فكرة النقاب لا يدعو الي نشر الفاحشة والفجور كل ما في الامر انه يدعو لحرية الانسان وان يكون موجودا و ان يكون سيد قراره والمتحكم في تصرفاته كل ما هنالك انه يريد للمراة ان تكون ذات وجود وحضور في هذا العالم لا ان تكون جارية او خادمة عند من يمتلكونها
وأود ان اختم مقالي برساله الي المسلم
سيدي الفاضل ؛؛ انزع من رأسك نظرية المؤامرة ؛ لا احد يتامر عليك ولا احد يريد محاربة الاسلام كدين في حد ذاته ولا احد يريد محاربة الفضيلة المتمثلة في زي نسائكم الكاذب ؛ الدين من حق أي انسان و حرية العبادة مكفولة ولكن عندما يتعدي الدين حدوده يجب التصدي له بالمرصاد
أختم مقالتي بشعاري الذي لن أمل ابدا من ترديده وتكراره
فليسقط الإله ، وليسقط الدين ، وليسقط الوطن ، ويعيش الانسان



#عمر_عزيز_النجار (هاشتاغ)       Omar_Aziz_Elnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فليرحل أمير المؤمنين ، فليرحل الفاسد بلا رجعه
- فيلم ( the grey ) ، وقفة ، ونظرة تأمل
- المجد كل المجد لكِ يا اسرائيل
- بعيدا قليلا عن الواقع ، دعونا نستمع إلي نداء الموسيقي
- نزهة البستان في فضيحة الفستان
- تعليق علي تعليق
- لنفسي ثم للذكري
- الدين (الفكرة - الأخلاق - النظام الاجتماعي )
- أنا وعزازيل والواقع _2 _الراهب والفيلسوفة
- أنا وعزازيل والواقع
- ليست الأولي ولن تكون الأخيرة ، متي ينتهي الارهاب الديني
- وفاة الراقصة ونفاق الطبال
- لا لتدخل الدين في الأحوال الشخصية
- العالم كما ينبغي أن يكون, لا كما هو
- (أبيات بسيطة) حياتي أمر واقع
- أبياتي / عتاب امرأة مقهورة
- أين تكمن قداسة الأشياء ؟
- فليسقط الاله وليسقط الدين وليسقط الوطن ويعيش الانسان
- لا أدري
- قصيدتي جزي الله داعش كل خير


المزيد.....




- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر عزيز النجار - يحسبون كل صيحة عليهم