أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - هل حكومتنا الدائمة ، حقاً ، حكومة - قوس قزح - ؟














المزيد.....

هل حكومتنا الدائمة ، حقاً ، حكومة - قوس قزح - ؟


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 13:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل عقد من الزمان ، حللت في فنلندا لاجئا سياسيا ، بعد رحلة شاقة في البحث عن سقف امن دائم ، ومن الايام الاولى ، ومن اجل متابعة ما يجري في البلاد والتعرف عن قرب ، اجريت الكثير من اللقاءات والحوارات مع مثقفين وسياسيين من اهل البلاد ، ومن مختلف "الالوان " ، ففي فنلندا تستخدم وسائل الاعلام الوان محددة لمختلف الاحزاب والمنظمات ، وتعرف بها وتكون سائدة في شعاراتها ونشاطاتها . ولاجل اشراك الاخرين معي في ما رحت اتعرف اليه ، كتبت سلسلة مقالات لمجلة " رسالة العراق " ، الصادرة في لندن حينها ، وتحت عنوان موحد "السياسة والحياة عند القطب " للتعريف بتاريخ وحياة وتجربة هذه البلاد في بناء دولة ديمقراطية، مثالا لدولة الرفاه الاجتماعي ودولة القانون والمجتمع المدني ، وكان في بالي دائما التأكيد على تلك الدروس التي تنفع بلادنا فيما لو تم الاطاحة بنظام العفالقة الديكتاتوري . ومن الايام الاولى واجهني في الحياة السياسية الفنلندية مصطلح " حكومة قوس قزح " ، الذي تستخدمه وسائل الاعلام نقلا عن الشارع الفنلندي ، حيث يستخدمه المواطن الفنلندي في وصف الحكومة المنشودة ، حكومة الوحدة الوطنية . لم يكن صعبا فهم المقصود بذلك ، لكني وفي لقاء السيدة ساتو هاسي (شاعرة وروائية ومؤلفة كتب دراسية في علم الفيزياء ) زعيمة حزب الخضر الفنلندي ، ووزيرة البيئة لفترة لاحقة ، وفي كافتريا البرلمان الفنلندي ، ولانجاز اللقاء الصحفي ( نشر اللقاء في رسالة العراق العدد 42 حزيران 1998 ) سألتها عن " قوس قزح " هذا : الا تجدون في التسمية شئ من سخرية او استهانة بالعمل السياسي ؟ كانت الحكومة ايامها مكونة من خمسة احزاب من الاحزاب الفنلندية الستة الكبار ، وراحت السيدة تشرح لي ، وبلغة اختلطت فيها مصطلحات العلم بالشعر ، اعتزازها بهذه التسمية ، لانها تجدها تعبير موفق عن حكومة الوحدة الوطنية ، التي تدير سياسة البلاد وتسعى لتحقيق طموحات واحلام المواطن الناخب ، فكل الاحزاب السياسية ، ومن مختلف الالوان الفكرية ، من اليمين واليسار، تجلس الى طاولة واحدة وتشترك في حكومة واحدة ، شكلت وفقا للدستور ، وراعت الاستحقاق الانتخابي ومصلحة الوطن . كانت فنلندا ايامها في سنوات حاسمة لتأخذ دورها وحجمها المناسب في مؤسسات الاتحاد الاوربي وتحديدا للتصويت حول الدخول في وحدة النقد الاوربي ، فاكدت السيدة ساتو هاسي : ان قرارات مصيرية بهذا الحجم ترسم مستقبل البلاد لا يمكن للون واحد ان يتفرد برسمها ، لابد من ان يكون هناك اجماع وطني من كل الالوان .
اليوم ، في العراق الجديد ، وبعد سقوط النظام الديكتاتوري المقبور ، وبعد ان تشكلت الوزارة العراقية الرابعة برئاسة السيد نوري المالكي ، بعد وزارات : مجلس الحكم ، والمؤقتة، والانتقالية، ها هي الوزارة الدائمية تلاقى بالترحيب من قبل الكثيرين ، على الساحة الوطنية الداخلية ، والخارجية ، ودعك من عصابات فلول النظام الديكتاتوري المقبور ، وحلفائهم من الارهابيين التكفيرين ، الذين لهم مشروعهم الظلامي الدموي .
الحكومة الدائمية ، ستواجه ملفات اساسية ، ومهمات كبيرة وخطيرة ، في فترة حاسمة ومصيرية في تاريخ وحياة شعبنا ، فهل يمكنها الخروج بقرارات حاسمة لخلاص شعبنا مما يعيشه من ازمات وكوارث والاخذ بالبلاد الى نهارات الامان والاستقرار ؟
العديد من ممثلي الاقليات ، وفي مجلس النواب ، لا يعتبرون الحكومة الحالية حكومة وحدة وطنية بل يعتبروها حكومة توافقية هشة مبنية على المحاصصة الطائفية ، ويشيرون الى غياب ممثلي القومية التركمانية ، والكلدواشوريين ، والايزيدين والصابئة ، والعديد من المنظمات النسوية ايضا قدمت انتقادات حول نسب تمثيل المرأة وتهميشها في الحكومة الحالية .
وبالرغم من اشتراك غالبية القوائم الانتخابية في تشكيل الحكومة الحالية ، الا ان غياب الوان معينة عن تشكيلة الحكومة ، سيضر بالتاكيد بكمال الوان قوس قزح لتتحد مختلف الترددات لكل لون مع بعضها لتشكل لونا وطنيا واحدا ساطعا وبهيا .
لا يزال من الممكن معالجة ذلك ، بأكثر من طريقة وشكل وبروح الحكمة والحرص على مستقبل البلاد . وتفعيل مجلس الوزراء واحد من الاجراءات الاساسية والمهمة امام الحكومة الحالية لتقترب من روح الكمال ، بحيث يستطيع كل وزير في الحكومة ، ومهما كان حجم كتلته الانتخابية ان يوصل صوت الناس ومن يمثلهم وفي مختلف الشؤون السياسية والاجتماعية . بدون ثقة ودعم كل فئات ومكونات الشعب العراقي ، فلن تستطيع اي حكومة ان تنجز ما وعدت به ، وستبقى الوانها نشازا ، بعيدة تماما عن امكانية تحقيق الانسجام المطلوب لرسم صورة مشرقة لغد افضل منشود .

سماوة القطب
25 ايار 2006



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعرض الشخصي الخامس للفنان العراقي عبد الامير الخطيب
- متى سيخرج علينا السيد وزير الداخلية ليخبرنا بذلك ؟
- ما يجمع جورج بوش ورجال السياسة العراقيين !
- في الذكرى 72 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي : صهيل الفرح في وا ...
- حكاية احتفال في ذكرى تاسيس الحزب الشيوعي العراقي تحت غيوم ال ...
- الذكرى 72 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي : الأنتماء للوطن الحر
- أفلام توم وجيري !
- لماذا تحولنا الى شعوب لا تقرأ ؟
- الطائفية : صدام حسين بذر ، بول بريمير سقى ... من يوزع الثمار ...
- حول الأداء الإعلامي للفضائيات العراقية
- الممارسات الرخيصة القديمة الجديدة !
- صورة الدم
- من المستفيد من غلق فضائية الفيحاء ؟
- رحيل مناضلة فنلندية صديقة للشعب العراقي
- الانتخابات الرئاسية الفنلندية : فوز تاريا هالونين مرشحة اليس ...
- السينما الفنلندية تخطف الأضواء لفرط إنسانيتها
- اوراق عائلية 3 : أنا وزوجتي والكلاب
- هل يستحق الشعب العراقي هذا الجزاء ؟
- من هو المتهم الاول ؟
- على طريق الانتخابات : في الموقف من تحالفات الحزب الشيوعي الع ...


المزيد.....




- الحكومة الأردنية تعلن توقّف استيراد النفط من العراق مؤقتا وت ...
- كيف تتعامل مصر مع أي مخالفات لاتفاقية السلام مع إسرائيل؟ سام ...
- معظمهم من الطلاب.. مقتل وإصابة العشرات في حادث سير مروّع في ...
- نقطة حوار - حل مجلس الأمة الكويتي: إنقاذ للبلاد أم ارتداد عن ...
- مناورة عسكرية دولية بالأردن بمشاركة 33 دولة من ضمنها ألمانيا ...
- محللان إسرائيليان: رفض مناقشة -اليوم التالي- يدفع الجيش للعو ...
- بالكوفية وعلم فلسطين.. خريجو كلية بيتزر يردون على رئيسها الر ...
- مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
- روسيا تسيطر على 4 قرى بخاركيف وكييف تقر بصعوبة القتال
- المقاومة تقصف عسقلان من جباليا وتبث مشاهد لعملية نوعية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - هل حكومتنا الدائمة ، حقاً ، حكومة - قوس قزح - ؟